أكدوا أنها مرتكز محوري يعزز من تماسك المجتمع وصموده أمام العدوان.. سياسيون لـ”ٹ”:
استطلاع / رجاء عاطف
رغم ما تعرضت له اليمن من إبادة وقتل ودمار فمازال اليمنيون يتحلون بروح الصبر ويمدون أيديهم للسلام المنشود، ومن هذا المنطلق وللشعور بالمسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية أمام الله والشعب لإخراج اليمن من دوامة الصراع السياسي العبثي المدمر ووضع حد لكل أشكال ومصادر العدوان على الشعب اليمني وتغليب المصالح الوطنية العليا على أية مصالح خاصة داخلية كانت أو خارجية تسعى بعض منظمات المجتمع المدني كطرف مدني محايد بطرح مبادرة السلم والمصالحة الوطنية كرغبة حقيقية في توحيد جهود الشعب اليمني والحفاظ على السلم الاجتماعي والوئام والتي لن تتحقق دون تكاتف جميع الأطراف وأبناء اليمن الواحد للخروج بهذا الوطن إلى بر الأمان .. وفي هذا الاستطلاع سنرى رؤى متعددة لمدى اهمية المصالحة الوطنية والسلام.. فإلى التفاصيل:
الطويل :
تشكيل مجلس حكماء اليمن لم يأت من فراغ بل نتيجة خفوقات كثيرة شكلت بعد العدوان ولابد من إثراء قضية المصالحة والسلام
الهمداني :
يجب أن يدرك الجميع حجم المسؤولية ودورهم في تحقيق السلام
الظهار :
مبادرة السلم والمصالحة الوطنية سفينة نجاة لحقن دماء جميع اليمنيين والمحافظة على ما تبقى من أوراق السلام
الكحيلي :
جميعنا نطمح إلى مصالحة وطنية عامة للشعب اليمني
المطري :
قضية المصالحة ليست بجديدة على المجتمع اليمني فهي من أعرافنا
حان الوقت ودقت ساعة الفصل ليضع اليمنيون أيديهم في أيدي بعض، هكذا بدأ صادق الهمداني – عضو والناطق الإعلامي للجنة المصالحة الوطنية والسلم مجلس حكماء اليمن، حديثه، وقال : اليمنيون أول من جاء بالمصافحة ويجب ان يحشدوا كافة جهودهم وطاقاتهم من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وبذل المزيد من المساعي لتدارك ما تبقى من خيارات السلام وأن يدرك الجميع حجم المسؤولية ودورهم في تحقيق السلام واستنهاض الحكمة اليمانية كمسئولية مشتركة يتحمل عبئها العقلاء والحكماء فضلاً عن كافة شرائح المجتمع اليمني من أحزاب ومشائخ ووجهاء وعلماء ومثقفين ومنظمات شبابية ومدنية ووسائل إعلامية واجتماعية وناشطين ومنظمات مجتمع مدني الأمر الذي يتطلب تهيئة الأقلام والأصوات المخلصة والحريصة على الوئام والسلم الاجتماعي ، وفاء لأهداف ومبادئ وقيم واحدية الثورة اليمنية الأم سبتمبر وأكتوبر وما تلاهما من منجزات وحدوية ونظام جمهوري ومناخ ديمقراطي وبرلماني كمكاسب ينبغي الحفاظ عليها وعدم التفريط بها .
وأضاف الهمداني : إن مجلس حكماء وأعيان اليمن بصورة عامة واللجنة الوطنية للمصالحة والسلم الوطني بصورة خاصة تحملان على عاتقهما مهمة وخيار تحقيق المصالحة وبناء السلام كطرف محايد على مسافة متساوية من أطراف وفرقاء العملية السياسية لكسر حاجز القطيعة وردم هوة الاقتتال الداخلي بين أبناء النسيج اليمني وإنهاء العدوان والحصار لأن البديل سيكون المزيد من إغراق البلد في الفوضى والزج بمقدرات البلد القومية في أتون صراعات تغذيها مخططات خارجية لإغراق اليمن ومحيطه في فوضى الاقتتال العبثي وأن استمرار الحرب لا يعني سوى مضاعفة الأعباء على الشعب اليمني فهو من يدفع الثمن غالياً ،لقد جرب منطق الحرب لأكثر من عام ونصف ولن تنتهي إن لم يتكاتف الجميع لإخمادها والعودة لاستكمال الحوار الداخلي بين الفرقاء والقوى السياسية اليمنية بل وأنه لمن أولويات مهام وأهداف اللجنة الوطنية للمصالحة والسلم الوطني السعي لوقف الحرب تحت شعار ( معا للمصالحة وبناء السلام في يمن يتسع للجميع ) .
جزء منها يؤدي الغرض
ويرى الشيخ عبدالله الكحيلي – وكيل مصلحة شؤون القبائل: أن مشروع السلم والمصالحة الوطنية في الوقت الراهن مهم جداً لأن هناك ضعفاً في الأداء السياسي من قبل الأحزاب السياسية التي فشلت ولم تقم بما عليها لذلك اجتمع مجموعة من الوطنيين المخلصين ورأوا أن فكرة المصالحة الوطنية هي الأفضل ولابد منها مهما كانت الظروف لأنه من الصعب أن يحكم أحد في اليمن لوحده ..
وقال : إن المبادرات التي قدمت في هذا الوضع كثيرة جداً والذي لو قمنا بجزء منها ستؤدي الغرض الحقيقي والذي نطمح إليه فنحن نطمح إلى مصالحة وطنية عامة للشعب اليمني ولن تخرجنا صوت الدبابة والمدفع وصوت الرصاص بل لا يخرجنا إلا ما هو إخلاص لهذا البلد والتنازلات من كل الأطراف، ويضيف: بمضي فترة طويلة على الحرب في بلادنا استطاع الكل أن يدركها والكثير من الخيرين والوطنيين والمخلصين موجودون في كل مكان سواء هنا او هناك ونحن نعول عليهم ومن خلالهم سنتجاوز الصعاب، ونشكر كل من أفنوا جزءاً من وقتهم وتركوا أعمالهم ليصلوا إلى رؤية للمصالحة الوطنية والسلام وسيكون ذلك محسوباً لهم أمام وطن وليس أمام أفراد معينين أو أحزاب فهم عند عجز الأحزاب السياسية من هذا الموقف الذي وصلت إليه فهم ذو مقدور كبير واستطاعوا أن يجمعوا من كل أبناء المحافظات ومن خلال التجمعات لتخرج إخراجا كبيراً وسنصل لمراحل ستقدر إن شاء الله ..
من المهم أن تتم المصالحة
ومن جانبه يقول الدكتور قاسم الطويل – نائب رئيس الهيئة العليا لمجلس حكماء اليمن : الشعب اليمني يتعرض لتدمير شامل وانتهاك كبير ولبنيته التحتية لذلك وجدنا انه من الأهمية في هذه المرحلة والظروف الحساسة أن تتم المصالحة الوطنية والسلام وأيضاً من الأهمية أن يستقر هذا البلد الغالي ، ونحن من بداية الحرب ومع استمراريتها دعونا إلى قضية السلام والعدل وإلى تشكيل مجلس حكماء اليمن الذي شكل من احدى عشر فئة أساسية وهي الفئات التي تتعرض للتنكيل والتدمير والحرب والذي لابد أن يكون لهم دور جامع وشامل في إطار الجمهورية اليمنية لتقول شيء ولتدافع باستماتة عن حقها ومكانها في هذا الوجود وفي الأرض الذي تقف عليها ..
وتابع: أن المرحلة كانت صعبة ونعاني من تراكمات سابقة وأن ما جرى ويجري في بلادنا من دمار وسفك دماء يتطلب في نهاية المطاف مصالحة وكان لابد من إيجاد رؤية ومخرج حكيم للبلد في الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتربوية وغيرها، وأشار نحن أصحاب حق يجب أن نكون مبادرين حتى يعطي لنا هذا الحق الشعب حق الاتحادات والمنظمات وكل الاتجاهات وكل من يريد أن يعيش بسلام واستقرار ويجب أن نسهم إسهاماً فعالاً من أجل السلام والمصالحة ونكون صادقي النوايا من اجل هذا البلد لا من أجل مكاسب أخرى، ونوه الطويل : بأن تشكيل مجلس حكماء اليمن لم يأتى من فراغ بل جاء نتاجاً لترتيبات وكثير من الخفوقات الكبيرة التي شكلت بعد العدوان والحرب والذي جدنا انه في كل حلقة لحالها لا يمكن أن تفعل شيئاً ولابد من الجمع وتشكيل لجنة تحضيرية عليا من أجل قضية السلام والمصالحة كلجنة مهمة بدأت بالأفكار الأساسية ثم تحولت إلى مشروع وبعد اجتماعات موسعة لإثراء القضايا وجدنا أن قضية المصالحة والسلام هي قضية كبيرة تعني الكل وأصبحت ذات رغبات واهتمام الكل في الداخل والخارج للوصول إلى رؤية جامعة مقبولة وأيضاً حيادية وأن يكون هدف الجميع الأساسي هو اليمن وكيف نحافظ عليه وأن تنطلق من هنا الحكمة اليمانية .. مؤكداً على أنه لازالت تجرى الترتيبات لإيجاد الهيئة الوطنية العليا للمصالحة والسلام وأيضاً الدعوة لمؤتمر وطني عام يجمع كل الفرقاء السياسيين وكذلك شؤون القبائل وكل الاتجاهات المختلفة سواء في الداخل أو الخارج وكذلك إشراك المنظمات الدولية والمنظمات المحبة للسلام والحرية، ويتم طرح المشاريع المختلفة لإيجاد حل شامل لقضية استقرار وتأمين البلاد في إطار السلام .
سفينة نجاة
ما تعيشه البلاد من وضع مأساوي هو الذي أدى إلى أن يشعر البعض بالمسؤولية الكبرى نحو ما يجري والعمل على مشروع تسوية تاريخية بين جميع أطراف النزاع وفرقاء العمل السياسي وكذلك بين اليمنيين بالكامل في الداخل والخارج، هكذا قال الدكتور خالد الظهار- مقرر ومنسق عام المصالحة الوطنية والسلم رئيس مجلس شباب محافظة صنعاء ، ويضيف: إلى ذلك نحن نعتبر مبادرة السلم والمصالحة الوطنية سفينة نجاة يتم عبرها حقن دماء جميع اليمنيين والمحافظة على ما تبقى من أوراق السلام وكذلك على شيء اسمه اليمن لأنها تعرضت إلى حرب طائشة وعشوائية قد تكون ممنهجة ولكن في الأخير ستقضي على حضارة وإنسان، مؤكداً على أنه لو استمرت الأمور بهذا الوضع فقد تصل إلى منحدر خطير قد تدخل اليمن مرحلة كما يحدث في العراق والصومال وسوريا ،وهنا نتمنى من جميع فرقاء العمل السياسي وكذلك أطراف النزاع أن يحكموا العقل وأن يحكموا المصلحة الوطنية العليا للبلاد من أجل ان تخرج إلى بر الأمان والمحافظة على ما تبقى من وطن ..
وأوضح الظهار : رغم وجود الكثير من المبادرات إلا أن ما يفرق بينها هو الثوب الذي ترتديه المبادرة والذي يجب على جميع منظمات المجتمع المدني إذا أرادت الدخول في مصالحة وطنية أن تتجرد عن المناطقية والسلالية والطائفية والعرقية والمذهبية وعن كلمة أنا وتُغلب كلمة نحن وان يستغل الجميع فرصة العفو الشامل لإثبات حسن النوايا من الجميع وطي صفحة الماضي بجميع مآسيه وإصلاح جميع الاختلالات ، فإذا انطلقت منظمات المجتمع الوطني من هذا المبدأ وتغليب المصلحة العليا وتغليب الحكمة اليمانية فحينها ستتجلى هذه الحكمة في إخراج البلاد من هذا الصراع والدمار الشامل وستلقى مبادرات السلام والمصالحة الوطنية صداها ونؤكد على نجاحها أيضاً ..
ستكون أكبر وثيقة
ومن جهتها تحدثت الدكتورة هناء المطري – أكاديمية وعضو لجنة المصلحة الوطنية بمجلس حكماء اليمن : إن لمشروع المصالحة الوطنية أهمية بالغة ففيها لم شتات أبناء الوطن الواحد واصطفافهم للنضال والصمود أمام العدو الخارجي ومواجهته فهو مشروع يهدف الى المصالحة بين القوى السياسية في الداخل وكذلك بين أبناء الشعب فيما بينهم، فهذه الوثيقة تهدف الى نبذ التطرف وكذلك العنف وإحلال السلام بين أفراد المجتمع وهي ليست بجديدة على المجتمع اليمني فهي من أعرافنا فكان أول ما يدخل به المجتمع القبلي بين الأطراف المتنازعة هو صلح الصلح يا رجال .. مشيرة إلى أن هذه الوثيقة ستكون من أكبر وثائق العالم، حيث ستدخل اليمن في مجموعة غينيس للأرقام القياسية في أهم وأرقى مبدأ من المبادئ الإنسانية السامية وهو السلام والتعايش الاجتماعي كما انها ستسهم في مواجهة الصعوبات والتحديات الراهنة لننجوا بزهرة الأوطان وهي بلادنا اليمن من الزج بها في أتون الحروب والصراعات ، وقالت : واقعنا المعاش يستدعي من الجميع في الداخل جميع أبناء الوطن رجالا ونساء كبارا وصغارا التوجه بنية صادقة وقوية لإخراج البلاد إلى بر الأمان وإفشال كل المخططات الحاقدة على هذا الوطن أرضا وإنسانا ولنعمل على إعادة إعمارها، مؤكدة على أن مشروع السلم والمصالحة سيجد صداه عند كل مكونات المجتمع اليمني الذين أدركوا أن الحرب ما يقارب السنتين لم يحصد منها سواء إراقة الدماء وقتل اليمن الشاب فقد قضت الحرب على رجالنا وخسرنا من خيرتهم الكثير ..
قد يعجبك ايضا