في ذكرى مولدك: بين محبيك ومبغضيك
أشواق مهدي دومان
يعلّقون صورا في بيوتهم وعلى زجاج سياراتهم و في ميداليات مفاتيح مكاتبهم ..
يعلّقون أسماء لشخصيات يحبّونها، يضعون لأيقوناتهم زخرفة فيها شعار رابعة، وصورة سلمان ، وعلم لدولة تقصفهم وتهينهم وتذلهم وهم عمّال (غرباء) بأجورهم ،وترحّلهم ، وتمنع حِجّهم…
وحين تضع صورة السّيد الشهيد / الحسين بن البدر الحوثي ،أو صورة القائد الفذّ السّيّد/ عبدالملك بن البدر ، تبدأ صواعق وقاصفات البذاءة والابتذال في السّب والشّتم تنهال ؛ بل يقولون : إنّكم تقدّسون الأشخاص ..
ولا يستوعبون أنّه لو صحّ مفهوم التّقديس للسّيّدين فهما رمزا ثورة على أكبر وأعظم قوة استكبارية في الكون..
فقل لي يامَن تقدّس سروال محمد بن عبدالوهاب :
-هل تحرّر فكرك مِن كيف تحنّي لحيتك لتعجب بها بنات الحارة ؟
-هل تحرّر فكرك مِن كونك مجرد آلة ووسيلة تهتف لحياة الملك والأمير ولا يجوز أن تقول له: لا أريدك أن تحكمني فأنت سكّير وعِربيد وشاذ؟
-هل تحرّرت نساؤكم مِن قضايا الجسد؟ -هل سكتت قنواتكم عن اختزال كيان المرأة وروحها إلى غير الجسد؟
-وكيف تلبسين العباءة ؟
-وكيف تنفخين شفاهكِ ؟
-وكيف تجعلين منك محط أنظار أشباه الرجال ، وليتهم كانوا رجالا؟
فهل تحررتم لتصبحوا بشرا لا تعبدون دولارا ولا دينارا ولاعِقالا ولا عباءة ولا سروالا ولا راقصة ولا …ولا…الخ؟؟
-هل تحرّرتم لتصلوا إلى كلمة : ثورة على مستكبري العالم ؟؟!
هل وصلتم لفكرة مناهضة الاستكبار بثورة فكرية نفسية إعلامية ، بدأت بشعار أرعب المستعمر حين فهم أنّ وراء شعار الصّرخة الحوثية فكر يحمل الثورة والحرية الحقيقية ؟؟
فكر ثورة فيها بذل الحوثي وافتدى الحق بالدم ولم يبخل بالروح تلو الروح لإيقاظ عقول طغى عليها الفكر الذي أسستموه على مدى المائة عام الماضية والذي جمله لكم الاستعمار باسم سعود ؟؟
سعود الذي أمرتموه وهو منكم بأن يقصف هذا الفكر الثوري الحرّ ليحلو لكم استعمار وطن لا يعرفه الكون على لسان الجان والإنس إلا بـ ” مقبرة الغزاة ” ؟!
أخبروني أيّها المتحجّرون:
-مِمَن العيب ؟
-مِنّا من جعلنا الأحرار منارات ورموز هداية لم يخرجوا في طرحهم الفكري عن نص القرآن أم أنتم يا مَن طغى كلام البشر على عقولكم فرجّحتموها على النّص القرآني؟
-من الأشراف أن نقول له سيّدي : رجل من أحفاد أنصار رسول الله قائم بما جاء به رسول ربّ العالمين ؟!
أم بنيامين نتنياهو وأوباما وسلمانكو ومستكبري ومسوخ الكون الذين حملوا فكرا : لا ثورة بأمر القرآن ولا احترام لثورة نبعها ومصدرها القرآن والعترة ؟!
مَن الأولى بالحبّ والاحترام صاحب فكر ثوري على أمريكا وإسرائيل ؟
أم صاحب فِكر تطبيع وذوبان وعبادة أمريكا وإسرائيل؟
التي تجملها مقولات وفتاوى لا تدعو إلا إلى فتنة أو ذبح مسلم لآخر؛ لا تدعو إلا إلى تكفير ولا تؤسس إلا لفكر جديد يأتي بما لم يأتِ به محمد بن عبدالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)..
ولا ينظر إلا بعدوانيّة لكل ثائر حر….
فالسيد عبدالملك لا يروقهم لأنّه حرّ ، فلا يجوز وضع صورته ،بل هو تقديس لا يجوز..
والسيد حسن نصر الله لا يجوز رفع اسمه أو صورته أو نشر مقولة له لأنّه حرّ وقد حرّر جنوب لبنان وكان على وشك تحرير الجولان وفلسطين لولا الرجال من العرب الأبطال الذين وقفوا ضده وبكوا على إسرائيل وضغطوا بكل قوة على نصر الله القاهر لجيش إسرائيل.
بكوا ليمنعوكَ –يا نصر الله- مِن أن تجتث شجرة بني صهيون العنصرية من أرض العروبة ؛ فلم يصلوا لرجولتك ولا لقيمك ولا لمهابتك ولا لصدقك وإنما ظلوا ولازالوا ينظرون إليك بعين :إنّك شّيعي اثنى عشريّ، وكأنّ التّشيّع وحب وعِشق محمد وآله كفر ….
وهذا انطباع الملك سلمان والعرعور عنك ،ظلوا ولازالوا يرونك- يا نصر الله – بأنّك صاحب العمامة السوداء(المحمدية الهاشمية العلوية الحسينية الزّيديّة) التي أظلمت على بني إسرائيل ؛ وأفقدتهم الثّقة بأنّهم : الجيش الذي لا يُقهر!!!
فأنت – يا نصر الله- تشبه سيد الثورة اليمانيّة (الحوثي)في أنّ كليكما يكره إسرائيل ويمقتها ويضعها العدو الذي لمّح وأشار وصرّح القرآن بأنّه العدو..
ولكن هذه المغالطات ليست بجديدة على شعوبنا العربية المتخلفة فكريّاً وليس من تقدّمها سوى العمران( إن وُجِد واقع عمراني لها )، تدمّره الجماعات الإرهابية اليوم..
فكرهم يا -سيداي: الحوثي ونصر الله -الذي تمّ فيه استبدال الحرية بمفاهيم وقيم منحطة لم تتعدَ الابتذال والتحلّل الأخلاقي وعلى طريقة بنطلون (طيّحني) طاح العرب والمسلمون ؛
وتلك الأمور غير منتقدة فالكلّ يتهافت على برامج العُهر التي تنتجه الوهابيّة ومخلفاتها من سوبر ستار إلى إلى مالا نهاية من برامج تستهلك العاطفة والعقل معاً في التّعاطف مع بطلة مسلسل تركية توجّه نساء العرب والمسلمين بلسان مسلم؛ فتخبر وتخاطب المرأة المسلمة بما هو ضدّ القرآن فتقول لها: تبرّجي والبسي ثوب العُري وأتقني دور المظلومة التي تزني وتشرب الخمر وتنتحر كل ذلك؛ لأجل حبيبها وكذلك يُخاطب الرّجل العربي ؛ ولايقتصر مسخ العقول على فئة المراهقين؛ بل يتعدّى حتّى العاقلين والمجانين ؛ بل و يخاطبون الطفولة ونقاءها وطهرها وبراءتها ببرامج إلحادية فيضعون أسماء الله الحُسنى مجسّدة في 99 اسم لأحجار، وينشرون ثقافة الفوضى في سبونج بوب ،ويلمحون للجنس وغيرها من الانحرافات الأخلاقية التي تبرر للغريزة وتحلل لها ما حرّمه الإسلام المحمدي؛ كل ذلك وهم يحلّلون ذبح مَن خالفهم، ويحرّمون قيادة المرأة للسّيّارة؛ وهم على ما يفعلون في ملاهي أوروبا وشواطئها شهود ….
شعوب تعيش تناقضات عجيبة وانهيارات مرعبة للأخلاق ، ولا نرى بوقا أو شيخا أو مُعلّما أو إعلاميّا من الوهابية ومحبيها والعاملين عليها وعملاءها يثور على هذا الفساد و يحرّم ويجرّم وينهى عن منكر أو فحشاء أو بغي ؛
وحين يذكر كلام للسّيّد عبدالملك أو نصر الله تقوم الدّنيا ولا تقعد وتُصبّ البذاءات واللعن من نفوس مريضة تاهت عن معنى الحرية ،لنقول لهم: لم ننتقدكم حين رفعتم صور أردوغان ومرسي؛ وحولتم مفهوم الثورة إلى مفهوم قتل الثورة والالتفاف على الثورة تحت جناح جماعات إرهابية لا تثور إلا بتوجيه من أمريكا وإسرائيل !!!!!
ثوراتنا حرّة ولا نحصرها على عقيدة ومذهب فكلّ حرّ نعطيه رمزيته وقد رفعنا صور السّيّد الحوثي ونصر الله والخميني (كقائد ومرشد ثورة حرة إسلامية على شاه إيران العميل)،وسنرفع عمر المختار وقيمه ولا نضيق (مثلكم ) صدرا بمفاهيم آمنتم بها و أوجدها المحتل وفكره الاستعماري فيكم ؛ ليفرقنا كمسلمين ؛ حين زرع روح الفتنة بقوله: أنا سُنّي وأنت شيعي ..
لا يهمنّا فقد قال تعالى لسيدنا محمد في سورة” الكافرون”:
” لكم دينكم ، ولي دين” .
و سنرفع- أيّها المعقّدون- ولنا مطلق الحرية؛ سنرفع جيفارا وتشافيز ومانديلا وغيرهم من أحرار العالم و كل من يحمل توجها وتوجيها للخير والفضيلة ..
وأمّا أنتم فما أتاكم الوهابيّون فخذوه وما نهوكم عنه فانتهوا ؛ فاذهبوا إلى هيلاري مؤسستكم و ابكوا عليها ، كيف لا وهي رمز ثورتكم هي وأوباما ..
كيف لا تبكون على من تصافحت قلوبكم بقلوبهم وأعطوكم جوائز نوبلهم للسّلام وأرضكم ويمنكم تحترق بمباركتكم ؛ فنعن رموز السّلام أنتم!!
وكلّ هذا حلال لكم وعليكم_ ولتهنؤوا ببيعكم الذي بايعتم به أعداء الله _ و لهذا ….
لا غرابة فقد تربّيتم على تكفير المسلم وتمجيسه وجعله رافضيا ينطلق من بغضكم لأي ثورة بعيدا عن. ملهمتكم أمريكا ..
تكرهون ثورتنا ففيها إحياء قيم سيدنا محمد في ضوء القرآن والعترة وهنا ضربت ثورتنا ورموزها ثورتكم ورموزكم ؛ فأنتم عبيد الماسون لا تريدون عِترة رسول الله ؛ ففي العترة منهجية تعرف محمدا الرسول الأعظم عن قرب. ، وفيها فاطمة وزوجها وابناها وهؤلاء من قُتلوا وأبناؤهم وأحفادهم؛ تمهيدا للفكر الوهابي الذي تربّى وولد ورضع مِن صدر الأم الحنون (أمريكا وإسرائيل ) التي زرعت الوهابية والإخوانجيّة فكانت ملامح الداعشية وفكر السّحل والذّبح لمن يخالفكم الرأي هي رمز ثوريتكم فقد جعلت لكم أمريكا مثلا من التّاريخ العربي الإسلامي صورة لداعشكم لتقنعكم أنّ الإسلام هو هند بنت عتبة وزوجها وابنها وحفيدها وأخت زوجها وزوج أخت زوجها(أبو لهب) ، ومن قام ضدّهم كافر وجب استتابته ثم قتله وهذا ما فعله معاوية ويزيد بآل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
فِكرهم الذي يبغض آل البيت من عهد معاوية وانتهاء ببني سعود الذين هم الوجه الآخر لإسرائيل …فماذا ننتظر منكم ؟
-أننتظر منكم محبة آل البيت؟
– أنأمل منكم عشق آل محمد؟
حتّى أنّكم تجعلون من الاحتفال بمولده بدعة ،وتتلذّذون باحتفالات الكرسمس..
فكيف لا نسميكم منافقين؟
نعم – أيّها المنافقون –
تبغضون إحياء اسم محمد وآل بيته و قيمهم التي هي قيم السّماء الخالدة وهي القرآن؟
ولهذا لن ننتظر منكم سوى إسكات صوت الحق في تضليل عبر العصور بدءاً بالمجاهرة بسب وشتم عليّ الكرّار مدّة الثّمانين عام ، وانتهاء بسبّ وشتم محبيهم ومن ساروا على منهجيتهم …
فاستمروا- أيّها المنافقون – في تبغيضكم لحمَلة نهج محمد وآله و اتبعوا منهج مَن أذابوا وأحرقوا آل البيت ؛بقتلهم والتمثيل بجثثهم ونبش قبورهم لمحو أثرهم…
نسوا أنّ محمداً وآل بيته هم وطن الأمة المحمدية بأمر الله ولو فكّروا قليلا وتفكروا فقط في الصّلوات الخمس التي ترفع إلى الله ويتم التّقرب فيها إليه بالصّلاة على محمد وآله..
لو فهموا واستفهموا عن سبب ربط محمد بآله كما ارتبط إبراهيم بآله ..
لو استفهموا معنى صلّى وسلّم وبارك الله على محمد و إبراهيم ..
لو استفهموا عن كلمة خليل وحبيب فسيدنا إبراهيم خليل الله وسيدنا محمد حبيب الله ..
لو عرفوا ذلك ما كرهوا وما بغضوا كلّ وأيّ محبّ لآل البيت. .
ولكنّ الله لم يجد فيهم خيرا بفعل إرادتهم التي لا تريد الخير..
فلا ننتظر منهم سوى الثورة في وجه من يحبّ محمداً وآله ؛فقد رسمت الوهابيّة وحفرت في عقولهم أنّ الإسلام ليس محمد بن عبدالله وإنّما محمد بن عبدالوهاب ..ونقشت فيهم أنّ العريفي والسديس والقرني، ومعاوية ويزيد وأتباعهم، هم أفضل من عليّ و الحسن والحسين ..
فمَن هو علي بن أبي طالب أمام العريفي ومن الحسن أمام السديس ومن الحسين أمام القرني؟؟ ..
أولئك عليّ والحسن والحسين من دم محمد بن عبدالله ولحمه وعرضه وروحه وقيمه وعبقه …
وأمّا العريفي والسديس والقرني فهم رائحة ابن تيمية ومحمد عبدالوهاب الذين هم امتداد لبني أمية: معاوية …
– فمن الأفضل والأقرب لله _بالله عليكم _آل بيت محمد رسول الله المذكورين في تشهّد الصّلوات الخمس المقدّسة أم آل بيت محمد عبدالوهاب (تقدّست سراويلهم)؟؟
وبالله عليكم في من قال (تعالى):
” ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا ” ؟
ومن الأولى بالحبّ والإكرام والإجلال نسل محمد و ذُرية رسول السماء أم نسل الطّلقاء وأبناءهم العرابيد ؟
ومَن الأولى بالتّصديق امتداد رسول الله أم امتداد مَن قال فيهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): الفئة الباغية…
ابحثوا أيُّها المزايدون في معاجم اللغة عن معنى البغي وابحثوا في كتب الأحاديث والتّاريخ والأدب وحتّى كتب المستشرقين ؛ ستجدو أنّ الفئة الباغية هو معاوية ومن معه.
ولأنّه لايوجد للإنسان في جوفه قلبان ؛ فأمّا أن تحب محمدا وآل محمد أو تحب قتلة آل محمد وامتداداتهم ..
وكيف لا أحبّ- يارسول الله – من قلت فيهم :” مَن أحبّني أحبّ آل بيتي “..
و يا رسول الله :
سنحتفل بك وسنرفع آيات القرآن التي احتفت بك مع رب العالمين وملأ السماوات وملائكتها ..
سنحتفل بك ونرفع حبك عشقا في قلوبنا لعلّنا نرتفع بك حين نحييك رمزا فتكون وأنتَ قدوتنا وأسوتنا…
سنحتفل بذكرى مولدك ونقول لمن يريد محو ذكرك وقيمك وسلوكك بتبديع الاحتفال بمولدك:
يشرّفنا أن نكون أهل بِدعة ؛ ولئن كان الفرح بذكرى مولد رسول الله بدعة لديكم فاحتفلوا بذكرى مولد المسيح فهاهو على الأبواب، واحتفلوا بأعياد ميلادكم وزواجكم و أمهاتكم وآبائكم وعُمّالكم و…الخ
أمّا نحن فمحمد بن عبدالله أولى وأحبّ إلينا من الكرسمس وعيد الحبّ ؛فحبنا محمد وعِشقنا محمد ؛ وسيحشر كل منا مع من يحبّ..