السعودية ترحّل “هادي”.. فهل سيواجه نهاية “الشاه”؟

محمد أنعم
عقب إعلان قطع السعودية المخصصات المالية التي كانت تصرفها للخائن هادي وإغلاق أبواب فنادق الرياض التي كانوا ينزلون فيها.. وتوقيف وجبات الكبسة الدسمة المجانية التي بسببها باعوا اليمن والشعب ومكنوا تحالف العدوان من إحراق وتدمير كل جميل في أرض السعيدة..
أُغلقت دول العالم أمام هادي مثلما أغلقت السعودية غرف فنادقها بشكل نهائي أمامه.. ضاقت الدنيا ورفضت كل دول تحالف العدوان أن تقبل هادي للعيش على أراضيها ليواجه نفس نهاية شاه إيران، وربما أسوأ من ذلك لأن الشاه وجد في مصر الكنانة ملاذاً له ليموت مشرداً مثل أي مخلوق أجرب.. بينما هذا المجرم السفاح جرفته دماء آلاف الأبرياء الذين سقطوا في المذابح البشعة في تاريخ اليمن والتي ارتكبها هادي في عدن عام 1986م.. ولم يكتفِ بذلك بل ذهب لارتكاب مذابح أبشع بحق أبناء الشعب اليمني كافة منذ أن استعان بالعدوان السعودي الذي اتخذ من هادي مطية للانتقام من الشعب اليمني في ارتكاب مئات الجرائم بحق الآلاف من أبناء اليمن معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.
ومنذ صباح السبت 26 نوفمبر بُدئت تُوضع تفاصيل نهاية الدموي هادي الذي وصل إلى عدن ومعه طابور الإجرام والخيانة بعد أن رحَّلتهم السعودية مثلما ترحّل المتسللين بصورة غير قانونية الى أراضيها للعمل في سوق البطحاء، وأُجبرت على اتخاذ هذا القرار لإنقاذ نفسها من السقوط والانهيار بعد أن أغرقها هذا المجرم والغدار والخائن في مستنقع اليمن.. وظل طوال عامين يبيع الوهم والانتصارات الكاذبة حتى استنزف أموال الخليج وأغرق جيوشها في رمال اليمن التي ستظل مقبرة للغزاة.

التطورات السياسية الأخيرة والمواجهات العسكرية في مختلف الجبهات والموقف الإقليمي والدولي كلها تؤكد وبإجماع غير مسبوق على اقتراب نهاية هادي، أرادها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أن تكون عبر الخارطة الأممية نهاية سلمية بإخراج هادي من المشهد السياسي إلى الأبد، وهذه هي قناعة ورغبة مجموعة الدول الأربع (أمريكا + بريطانيا+ السعودية + الإمارات)، لكن هادي رفض ذلك الخيار السلمي، كما رفض أيضاً اتفاق مسقط الذي تم التوصل إليه برعاية السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وتم التوقيع عليه منتصف الشهر الجاري بمسقط ووافق عليه الطرف اليمني ممثلاً بالمؤتمر الشعبي العام وأنصار الله..
إذاً.. يبدو أن هادي قادته الأقدار ليسلّم نفسه إلى الشعب اليمني وللعدالة، وليس للسلطة التي عجز عن استعادتها وبجانبه تقف جيوش سبع عشرة دولة.. وبعودة هادي إلى عدن تتأكد حقيقة القاعدة المعروفة أمنياً والتي تقول: »إن المجرم يظل يدور أو يتردد على مسرح الجريمة التي ارتكبها..«.. وقد تكون لهادي مبرراته من وراء العودة إلى عدن، ولعل أهمها خشية أن تسلمه السعودية إلى محكمة الجنايات الدولية ليحاكَم كمجرم حرب..
وعقب وصوله إلى عدن بات واضحاً أن المعارك المستعرة في جبهات القتال تتجه من جديد نحو عدن وتتقهقر ميليشيات هادي في تعز ومارب والجوف ونهم وحرض وميدي وكرش، تزامناً مع أوضاع متردية يعيشها أبناء الشعب اليمني في عدن وحضرموت ولحج وبقية المحافظات بسبب عدم صرف مرتبات الموظفين وانقطاع الكهرباء والانفلات الأمني غير المسبوق وتفشَّي الفساد، فهذه الأوضاع تؤكد أنه ليس هناك بيئة شعبية حاضنة للفار هادي وبقية المرتزقة والخونة.

زد على ذلك أن هادي قام منذ أسبوعين بإصدار عشرات القرارات التي استهدفت التواجد الإماراتي في عدن وحضرموت ولحج وغيرها ،وإحلال بدلاً عنهم الإخوان المسلمين بطريقة تعد بمثابة طعنة غادرة توجَّه لدولة الإمارات.. إضافة إلى ذلك أن هادي عمل مع المدعو حسين عرب على التخلص من أبناء محافظات لحج والضالع وعدن من المناصب المهمة واستبدالهم بأبناء أبين.
فهذه السياسات الإقصائية سوف تعجل من نهاية هادي بعد أن خسر الداخل والخارج في آن واحد.
ويبقى الأهم أن ثمة أسئلة ملحة منها: هل ستتخلى دول تحالف العدوان عن هادي عسكرياً ومادياً وإعلامياً بعد أن تخلَّت عنه سياسياً؟!.. أم أنها سلمته لمصيره الأخير الذي يعد مصير كل خائن لوطنه؟!!
وهل ستخرج من العدوان وتترك باب المندب ومنابع النفط والغاز ليسلمها هادي للقاعدة وداعش انتقاماً من السعودية والإمارات وسلطنة عمان وأمريكا وبريطانيا؟ وماذا عن مصير جيوشها وقواتها المتواجدة في عدن وحضرموت والعند.. وهل لديها ضمانات بأن لا تتحول هذه القوات إلى ورقة يضغط هادي بها على دول الخليج؟
كل الاحتمالات واردة والسيناريوهات مطروحة.. ولا نستبعد أن يرد هادي للسعودية والإمارات الصاع صاعين، فهو مَنْ غدر بمن أوصله إلى رئاسة الجمهورية، فكيف سيظل وفياً للنظامين السعودي والإماراتي وهما من تخلّيا عنه وشاركا بوضع مبادرة لإزاحته من المشهد السياسي إلى الأبد..

قد يعجبك ايضا