في رحيل الشيوعي المحترم ..!!

عبدالله الصعفاني
عندما يصح القول بأن قادة الأمة العربية والإسلامية قد اتعبوا غراب قابيل ودابة الأرض واتعبوا حتى حمار عزير يصبح الحزن لرحيل فيدل كاسترو من قبيل اهتبال الفرصة ولو من بيت العزاء الكوبي .
في رحيل آخر الشيوعيين المحترمين يصح التقلب على ورق الضمير الحاضر والمستتر ، ولو من باب ضرب جرس خطر أن تفقد الأمة الأمل ولا تجد بينها قائداً يضاهي الكوبي الراحل فيدل كاسترو أو العايش الفنزويلي هوغو تشافيز.
ومعذور كل حزين على رحيل فيدل كاسترو .. فقد كان الرجل أقرب لقضايا العرب والمسلمين وقضايا التحرر من عروبيين جعلوا العروبة والإسلام والصهيونية في وعاء واحد حتى لم يعد عند أهل العيب من عيب لتصير إسرائيل نفسها دولة شقيقة ويجري إطفاء حرائقها والتنسيق معها لإشعال حرائقنا ! ولا تسأل عن موالاة فلقد ازداد ” خراشًا ” ارتباكًا في مهمة البحث عن الصيد .
لا أعرف إن كان فيدل كاسترو ينتمي إلى دين أو أنه لا ديني .. لكن المؤكد أنه كان قائداً على النقيض من عالم استعمار الأراضي والعقول والضمائر من معركة خليج الحنازير وما قبلها إلى تحويل خليجنا العربي إلى مصنع لسكاكين تمويل لبقع الدم النازف من الغرب الليبي مروراً بسوريا والعراق وحتى اليمن .. ولا تهتموا بعشرات مأجورين تظاهروا فرحًا برحيله.
لقد رحل فيدل كاسترو مرتين .. مرة عن السلطة حتى لا يخون ضميره كما جاء في تفسيره لمغادرة كرسي السلطة في بلاده .. وحسنا فعل .. لأنه ليس من لوازم القائد حتى لو كان ” القائد الضرورة ” أن يحكم خارج قواعد الكفاءة الصحية لأن لكرسي الزعامة استحقاقه البدني والذهني .. ثم بعد 90 عاماً غادر الحياة كلها ليذكّر العالم بحقيقة أن الموت نهاية كل حي .. وليته يذكرنا كمسلمين بصحّة القول ” لو تذكر الناس الموت لعمت الفضيلة “.
غير أنه ليس من صاحب قرار مدّكر وإلا لما عشنا هذه الاستهانة بالدماء والأرواح والأعراض ” يرجى مراجعة ما يجري في اليمن وسوريا “.
وفي تأمل حياة فيدل كاسترو ما يذكر بكون التاريخ يكرر نفسه .. وكيف أن وسائل الظلم تتعدد.. لكن الحصاد يبقى من جنس المخططات .. مخططات دوائر الهيمنة حتى وقد صارت المنطقة العربية بؤرة الاستهداف والأكثر دموية وتدميراً بأجندة العدو البعيد .. وتدميراً بأموال وظلم ذوي القربى .. وحتى أبناء الجلدة ! ” يرجى أيضاً مراجعة أرشيف نشرات الأخبار والصفحات الورقية والاليكترونية وصناديق حفظ الصور الثابتة والمتحركة “.
امتد حصار كوبا فيدل كاسترو لعقود من الزمن .. لكن كوبا امتازت باستنفار ثورتها لمواجهة استحقاقات الحياة التي ظهرت في المسافة الممتدة من جعل السيجار الكوبي الأفضل طلباً وربحية في العالم إلى الصدارة في كفاءة طب العظام .. ما يشير إلى مثل على وجود المشروع والقضية خارج الولولة أو رعاية ما هو متكلس .. فوضوي .. وعابث ..!! ” شوف الصورة .. صورتنا ..! “.
لقد كان فيدل كاسترو يدرك أن مواجهة أمريكا ليس لعبة أو رحلة قنص أو نزهة فاستنفر قواه البدنية والذهنية حتى مغادرة السلطة .. وقبلها نجح في الاستفادة من لعبة المحاور ليسحب الروس صواريخهم من كوبا نظير تعهد أمريكا بعدم غزو الجار الكوبي الصغير.
أما أنا وأنتم .. فلم يبق لنا إلّا أن نستخلص معنى أن يتعرض زعيم مثل فيدل كاسترو لستمائة محاولة اغتيال جاءت في مئات الألبسة .. من القنص إلى تفخيخ سيجارته المفضلة .. ثم يموت فعلاً ولكن .. على سريره ..!

قد يعجبك ايضا