مجازر العدوان وقبح الإخوان
عبد الفتاح علي البنوس
كنا إلى ما قبل هبوب رياح الربيع العبري نتداول المثل المصري القائل: يقتل القتيل ويمشي في جنازته. حيث نسقط هذا المثل على أولئك العتاولة الذين يتلونون بأكثر من لون ويظهرون بأكثر من وجه تبعا للمصلحة ولطبيعة اللحظة الراهنة أو الظرف القائم وكنا ننظر إلى هذا الصنف بازدراء واحتقار ونمقت كثيرا نفسياتهم المشبعة بالحقد واللؤم والمداهنة والدجل والنفاق ولم نكن نعلم بأننا سنصل إلى ما هو أكثر سقوطا وانحرافا ووضاعة, حيث صار القاتل يقتل القتيل وينكل بجثته وفوق كل ذلك يزيد يقصف جنازتك ويفجر مجلس العزاء والمجابرة ومن ثم ينكر أي صلة له بكل تلكم الجرائم ويدعي أنه الحمل الوديع وأنه ينشد لك الخير والسعادة وهنا منتهى الانحطاط والسقوط والوضاعة والتي تنطبق على آل سعود ومرتزقتهم من شلة الدنبوع وحكومة الفندق.
مجازر الكيان السعودي المستمرة والمتواصلة بحق المواطنين الأبرياء من أبناء شعبنا ظاهرة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، مجازر دموية بشعة في المخا وسنبان ومستبا وضحيان والمزرق وعطان ولحج وبني حشيش وسوق نهم ومجزرة الصيادين بالحديدة ويريم وحي الهنود بالحديدة ومجزرة حفار المياه بأرحب ومجازر عدة بمناطق متفرقة من محافظات صعدة وحجة والجوف ومارب وإب وتعز والتي لن يكون آخرها مجزرة الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء ومجزرة الصلو بتعز ومجزرة سجن مديرية الزيدية بالحديدة كل هذه المجازر على الرغم من بشاعتها وقبح وإجرام ودموية من ارتكبها إلا أن هنالك من هم أكثر بشاعة وإجراما وقبحا وهم أولئك العملاء والخونة الذين شرعنوا للعدوان وبرروا لكل هذه المجازر ودافعوا عن القتلة وكانوا هم من يزودوهم بالإحداثيات تصفية لحسابات شخصية وحزبية ضيقة وطمعا في مصالح ومكاسب مادية وسياسية رخيصة وفي مقدمتهم قيادات الإخوان الذين أثبتوا بأنهم للحقارة منبع وللعمالة والخيانة ركع وللخساسة أنجع .
يكذبون كما يتنفسون، تسابقوا على تأييد العدوان ومباركته والتغزل في المذابح والجرائم التي يرتكبها ومع كل مذبحة ترتكب يظهرون لتبريرها وتبرئة القتلة وتحميل الضحية مسؤوليتها بعد فبركة تفاصيلها وقلب حقائقها ومعطياتها وما هي إلا أيام ويعترف السفاح بارتكابه للجريمة ويتوارى شهود الزور وماسحو الأحذية الملكية والأميرية السعودية والإماراتية عن الأنظار ، ومع كل جريمة يتكرر هذا السيناريو بنفس تسلسله وتفاصيله وبكل وقاحة وقلة حياء تتزايد قائمة شهود الزور وتتنوع لكي يحصلوا على الامتيازات والمنافع التي تجعلهم من المقربين لأصحاب الجلالة والسمو ، رجال دين وسياسيون وبرلمانيون وقضاة ومحامون وحقوقيون وإعلاميون وأكاديميون ومشائخ ووجهاء وأعيان وتربويون وعسكريون ومثقفون وأدباء ورجال مال وأعمال وأطباء ومهندسون وغيرهم من العملاء الذين أعلنوا مبايعتهم للزهايمري سلمان بن عبد العزيز ونجله المهفوف وابن عمه محمد بن نايف، كم نشعر بالخجل نيابة عنهم وهم يتحدثون عن إدانتهم لمسرحية استهداف الكعبة ويذرفون دموع الخيانة والعمالة لدغدغة عواطف ( طال عمرك ) وكأنهم الأحرص على الكعبة والمقدسات وهم على يقين تام بأن الكعبة ليست (غريمنا ) كيمنيين وليس لنا مصلحة من استهدافها ولن يكون ذلك ضمن أجندتنا لأننا نجلها ونقدسها أكثر من أحفاد القردة والخنازير وكفار قريش ولكنها العمالة التي صنعت منهم مقابح يستحي المرء من ذكرها.
فهل يعقل أن تدين وتستنكر الخيالات والأوهام والمسرحيات الملفقة والكاذبة في الوقت الذي تحجم عن إدانة المجازر والمذابح الوحشية التي ترتكب في حق أبناء شعبك ؟! ما فائدة صلاتك وأنت على هذه الكيفية ؟!! ما قيمتك وأنت تتظاهر باللحية والتدين وتلزم السواك والحبة السوداء وتكثر من النوافل وتصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع وأنت تشارك في تدمير وطنك وقتل شعبك؟ ! أين تعاليم الإسلام في سلوكك وتعاملاتك ؟! من السهل أن تكذب ولكن من الصعب أن يصدقك كل الناس ، قلتم بأن الحوثيين هم من قصفوا القاعة الكبرى لتصفية قادة المؤتمر وروجتم لهذه الكذبة وسرعان ما فضحكم الله باعتراف أسيادكم بارتكاب الجريمة وظننا بأنكم ستخجلون وستستحون على أنفسكم ولكن وكما يبدو بأنكم بلا حياء ولا خجل، ففي كل مرة تكشفون ما خفي من قبحكم وتظهرون للقاصي والداني بأنكم أكذب من في الأرض وأن الغاية عندكم تبرر الوسيلة التي تقودك إلى تحقيقها بغض النظر عن التداعيات التي ستترتب عليها، وهذا في حد ذاته قبح ملصوق وملازم لكم.
فهل فيكم ذرة من حياء أو خجل للإقلاع عن ممارسة هذا الدور الذي يشابه إلى حد كبير دور الديوث والقواد؟! هل لا تزال لديكم غيرة ونخوة ولو حتى (صيني ) تحول دون ممارستكم هذا القبح؟ ! وجوهكم البلاستيكية باتت تخجل أكثر منكم وتشتكي من قبحكم، ألا يكفي ما حصل لتعودوا إلى رشدكم وصوابكم؟ ! لن ينفعكم سلمان ولا آل نهيان ولا ( حقهم ) الغلمان ولا الأمريكان ولا التنظيم العالمي للإخوان ، ستجف ضروع البقرة الحلوب وستكونون كبش الفداء وستلاحقكم لعنات كل اليمنيين في حياتكم وبعد مماتكم، كفاكم قبحا ووقاحة ووساخة فقد أزكمتم الأنوف وأدميتم القلوب.
وحتى الملتقى ……….. دمتم سالمين .