لبنان ينتصر!!

أحمد عبدالله الشاوش
بعد عامين ونصف من المعاناة والمخاوف والمعارك وانسداد الأفق السياسي في لبنان  ، وماصاحبه من تدهور الوضع الإنساني والركود الاقتصادي والشلل التنموي وتدني الوضع المعيشي ومحاولة جره إلى معارك من شأنها إدخال البلد في عواصف وزوابع لتهديد أمنه واستقراره وسيادته ومصادرة قراره السيادي ، إلا أن القوى والتيارات السياسية أثبتت أنه لامناص من تحكيم العقل وتوحيد الكلمة ورص الصفوف للمضي نحو الأمن والاستقرار وتوحيد الجبهة الداخلية.
أنتصر لبنان ، لأن الشعب اللبناني ونخبه السياسية والثقافية والفكرية ومرجعياته الدينية ورموزه العسكرية والاقتصادية عبرت عن إرادتها بلاحدود قائلة  نعم ” للدولة ” ومؤسساتها ” الدستورية” نعم ” للتعايش” وتماسك النسيج الاجتماعي نعم للفسيفساء اللبنانية التي انصهرت فيها كل الألوان والأجناس والمذاهب والأعراق لترسم لوحة بديعة في قمة الجمال في جبالها الخضراء ووديانها  المثمرة وشوارعها الأنيقة وعلمائها وشعراءها وفنانيها ومثقفيها المبدعين ، بعدأن قالت ” لبنان” لا للإرهاب والحرب بالوكالة وأسقطت جميع الرهانات والولاءات الضيقة والشعارات الزائفة والمذاهب الهدامة والنوايا السيئة والأموال الملوثة .
ورغم المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وخريطة لبنان الجيو سياسية وتأثرها بنيران وبؤر التوتر ، والوضع الداخلي المحفوف بالكثير من المخاطر ، إلا أن وصول العماد ميشيل عون الذي يتمتع بخبرة عسكرية وسياسية وتنظيمية كبيرة ومرونة واتزان معقول مكنه من لعب أدوار بارزة وحساسة والسيطرة على الكثير من زمام الأمور في مشوار حياته، مهد له الطريق إلى قصر ” بعبدا” ليصبح رئيساً للجمهورية اللبنانية في أحلك الظروف بلا منافس ، و” صمام” أمان للبنان وشعبها المفعم بالحياة والأمل والبناء ، في حين يكمل دولة الرئيس الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري والمخلصون آمال وتطلعات وطموحات لبنان إذا صدقت النوايا.
وأخيراً.. تنفس الشعب اللبناني الصُعداء بعد حالة الفراغ السياسي وغياب الدولة والقلق الشعبي وإزالة الأحزاب والقوى السياسية نوعاً ما حاجز الخوف ، وأصبح أمام الرئيس عون والحكومة والبرلمان مسؤولية كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، لاسيما في الجانب الاقتصادي والتحديات الكبيرة في تحسين معيشة المواطن ومواجهة ظاهرة الإرهاب بحزم .
كما أن استقرار لبنان يستدعي سرعة الدعم العربي وفي طليعته الخليجي بدلاً من دعم بؤر الإرهاب ،  والأوروبي ، وتقبل واشنطن خيارات لبنان من أجل المساهمة في إرساء السلام العالمي وتحويلات أبناء لبنان  في المهجر للمساهمة في عجلة التنمية وامتصاص البطالة ومحاربة الفقر والتطرف وتفعيل المشاريع المتعثرة التي قد تساهم في تنمية لبنان وإعادته إلى الأيام الخوالي .
*حفظ الله لبنان والأمة العربية

Shawish22@gmail.com

قد يعجبك ايضا