للسعودي لا لليمني: للبيت رب يحميه

إبراهيم سنجاب/ نائب رئيس “الأهرام” المصرية
كم هندوسي في العالم يصدق أنه تم استهداف مكة المكرمة بصاروخ حوثي ؟ ولا تسأل عن مسلمين أو عرب فلم يعد لوجودهم وجود . النظام السعودي وقبله النظام العربي ومعهما الأمم المتحدة  يستهلكون إنسانيتهم وكرامتهم عندما يستمرون في التغاضي عن الجرائم التي ترتكب على مدى 600 يوم بحق اليمنيين خاصة المدنيين .
الآن تتخلى السعودية عن ماء وجهها  وتستجدى إدانة مليار ونصف مسلم وتقامر بورطتها في اليمن على المنابر ؟ في كل مرة قصفت طائرات التحالف قرية أو مدرسة أو مصنعا أو ( زريبة بهايم ) كان اليمنيون يطالبون بلجان تحقيق دولية وآخرها في مذبحة صالة العزاء ولا أحد يغيثهم من الفئة الباغية .
فهل تقبل السعودية الآن بتشكيل لجنة تحقيق دولية فى جريمة قصف الحوثي للكعبة المشرفة كما تزعم ؟ بالطبع لا لأن الصاروخ كان في طريقه إلى مطار حربي في جدة التي تتبع إقليم مكة المكرمة جغرافيا . ثم أي قيمة لجدة هذه إلى جوار صنعاء القديمة التاريخية التي لم تتورع مريم الإماراتية أن تقصفها من قبل ؟
وهل توافق السعودية على أي نتيجة تحقيق لأي منظمة دولية إنسانية على مدى 600 يوم سواء يدينها أو يبرئها من جرائم تدمير المنشآت المدنية اليمنية وقتل عشرات الآلاف وتشريد وتجويع الملايين ؟
السعودية ودول الخليج ومن يرتوون من إعلامهم يرتكبون أكبر جرائم العصر ليس بقتل اليمنيين فقط  ولكن بالزج بالمشاعر المقدسة فى حربهم القذرة كما فعلوها من قبل ووضعوا السنة في مواجهة الشيعة ومن قبل عندما وضعوا الوهابية في مواجهة كل المذاهب السنية .

الذي يجرى في جزيرة العرب هو ( مسخرة ) وليست حربا ولا ترقى إلى الحرب لا على المستوى العسكري ولا على مستوى تغطيتها إعلاميا ولا على مستوى تعامل العالم معها .
والآن , ماذا لو صدق المليار ونصف مسلم أكذوبة قصف الحوثي للكعبة ؟ هل تريد السعودية مشاعرهم أم تريد جيوشهم ؟ هل ستفتح مطاراتها وموانئها لتستقبلهم في مكة والمدينة أم تريدهم فى نجران وعسير وصعدة وصنعاء ؟ ولماذا لم تفكر ولو لمرة واحدة أن تترك اليمن لليمنيين وهم سيضمنون لها أمن حدودها وسلامة قصورها من الصواريخ والرصاص ؟
قلنا ونؤكد لا ناقة للسعودية كدولة وشعب ومقدسات في هذه الحرب العبثية ولكن كل ما جرى أنه تم توريطها فيها لاستنزاف أموال شعبها في شراء السلاح من الشيطان الأمريكي والمردة الأوروبيين وفى النهاية سيتم ذبح البقرة الحلوب بعد أن يجف لبنها بسكين المرشح الأمريكي للرئاسة ترامب أو من تضعه الماسونية العالمية على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض .
السعودية التي تستجدى ملياراً ونصف مسلم اليوم لا تحتاج إلا إلى رجل واحد عاقل رشيد يقول لها أوقفوا هذه الحرب  طوعا قبل أن تتوقف كرها   واطردوا الخونة من فنادقكم قبل أن تحرق نيران حقدهم قصوركم ولو كان فيهم خير ما حرضوا على ذبح يمنهم ولو كان تنظيمهم يعرف المروءة ما قتل شامهم وحرض على مصرهم .