الحصار وتدمير البنية التحتية يعكس مساعي استعمار اليمن اقتصاديا

لقاء/أحمد السعيدي

أكد الأمين العام للنادي اليمني للتنسيق مع دول البريكس الخبر الاقتصادي وليد المعافا إنما شهدته وتشهده اليمن من حصار جائر وتدمير شامل للبنية التحتية وقرار نقل البنك المركزي إلى عدن ، كلها تعكس مؤشرات السياسة الاستعمارية الجديدة لدول العدوان ومن يدور في فلكها، كمحاولة عبثية لاستعمار اليمن اقتصادياً وسيادياً وسياسياً..
وقال المعافا في لقاء لـ “الثورة  “:  إن القصف والتدمير والإرهاب والحصار، وفرض سياسات اقتصادية وإستراتيجية تسعى إلى الهيمنة والسيطرة على موقع اليمن وثرواتها وحكم مستقبلها ومنع نمو نجاح أي مشروع وطني يحقق الاستقلال والنهوض..” متطرقاً إلى جملة من القضايا الاقتصادية المرتبطة بالحرب على اليمن، وقضية أدوار النادي اليمني للتنسيق مع دول البريكس في ظل هذه الظروف الحرجة.. وغيرها من القضايا.. إلى التفاصيل:

*  بداية.. في ظل هذا الحصار الجائر.. ما هي رؤيتكم لواقع اليمن الاقتصادي ..؟ وما علاقة الموقع بهذه الحرب والعدوان..؟
– حقيقة.. كانت اليمن قديما والمنطقة العربية وما تزال محطة للمصالح الإستراتيجية لدول العالم الكبرى ولا تزال دوافع الاهتمام قديمة بمنطقتنا العربية قائمة بل تزايدت وتيرتها عند اكتشاف الثروات وخيرات هذه الأرض وستظل الأمة بشكل عام وبلدنا الحبيب بشكل خاص هدفاً للمشاريع الخارجية وبالأخص مشروع الهيمنة الأمريكي الصهيوني وقد تجرعت الأمة الآلام وذاقت الجراح جراء توجهات وبرامج هذه المشاريع وانسياقها ورائها في ظل غياب مشاريعها الوطنية فهذا المشروع الهيمنة الأمريكية الحالي استراتيجياً يمثل مصدر الخطر الرئيس على اليمن والوطن العربي لما يحمله من أطماع وما يمتلكه من أدوات وقدرات والمتمثل أخيرا في العدوان على اليمن ولجوءه إلى القصف والتدمير والإرهاب والحصار بفرض سياسات اقتصادية وإستراتيجية تحقق له الهدف بالهيمنة والسيطرة على موقع اليمن وثرواتها وحكم مستقبلها ومنع نمو نجاح أي مشروع وطني يحقق الاستقلال والنهوض..
*  ما هي أبرز معالم هذه السياسة الاقتصادية الاستعمارية..؟ وماذا يجب على الاقتصاديين اليمنيين تجاهها..؟
– تتضح معالم هذه السياسية وإشاراتها الجلية في استهداف البنية التحتية للاقتصاد الوطني للقطاعين الخاص والعام واستهدف طيران العدوان السعودي آلاف المنشآت التجارية والصناعية والإنتاجية وكذلك المنشآت الخدمية من مستشفيات ومدارس وجسور وطرقات ومطارات ومواني وأسواق وشبكات الكهرباء والمياه وغيرها بل تجاوز ذلك الأمر إلى قيامه بحصار شعب بأكمله..
أما الدور المطلوب من الاقتصاديين اليوم فعليهم أن يفتحوا آفاق معرفية رحبة وجديدة تنير ما غمض من حيل هذه السياسيات، والعمل الجاد على خدمة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمساهمة في تعزيز الجبهة الاقتصادية وإحداث التنمية الشاملة وتقديم الرؤى المستقبلية لإعادة أعمار اليمن وذلك بتعاون وتضافر جهود الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني لنؤسس واقع مجتمعي ونؤكد على روح الشراكة بين كافة قطاعات المجتمع وحرص كل الأطراف على أداء مسؤوليتها لتعزيز الجبهة الاقتصادية فالتحدي الاقتصادي اليوم هو التحدي الأكبر ويحتاج إلى بذل كل الجهود وحشد كل الطاقات وهنا يبرز دور الشباب اليمني للمساهمة في مواجهة هذا التحدي واننا اليوم بحاجة ماسة لإعادة النظر تفكيرنا وإعطاء الأمور ما تستحقه من وقت وجهد لمعرفة ما يتعرض له الوطن من مؤامرة اقتصادية كبيرة وذلك لإيجاد رؤية شاملة لمشروع وطني هام فالرؤية الوطنية وراء تحقيق كل نجاح باعتبارها منظومة متكاملة من المهارات ونظراً لكون النجاح في بناء اقتصاد يمني قوي وحديث قابل للنهوض والتطور المستمر هو هدفنا جميعاً دون استثناء فهو لا يأتي عبثاً بل أن ثمرة جهود فالعمل بدون رؤية واضحة ليس محض عبثا لا تخدم شيئا بل تجعلنا عرضة للارتباك والاضطراب ويودي إلى ضعف في الأداء وظهوراً بحالة الفوضى واللامبالاة والتخبط وعدم الثبات والكثير من الآثار السلبية التي تنتج عن اعوجاج الطريق وكثر العقبات كما أن إقامة الورشات الاقتصادية تساعد على اكتشاف طاقاتنا وقدراتنا واعتماد أهدافنا وفهمها وتطويرها بما يمكننا ومؤسساتنا لنجاح مشروعنا وبرنامجنا الوطني ورسم خارطة طريق للاقتصاد الوطني وفق شروط وخطة لإعادة الأعمار مستفيدين من تجارب الأمم التي مرت بنفس الظروف..
الحملة الشعبية
*  ما هو تعليقكم على قرار نقل البنك المركزي إلى عدن وردة فعل المواطنين بالتوجه للمشاركة في، الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي بصنعاء وعموم المحافظات؟؟؟
– أولا قرار العدوان ومرتزقته بنقل البنك المركزي إلى محافظة عدن المحتلة قرار غير قانوني ويخالف كل القوانين والثوابت المتعارف عليها في تعاملات البنوك المصرفية والاقتصادية في العالم اجمع وان دل هذا القرار على شيء فإنما يدل على عجز العدوان عن تحقيق أي انتصار في اليمن ويدل أيضا على فشله الذريع في تحقيق أهم أهدافه وهو إركاع الشعب اليمني لهيمنته الصهيوامريكية فها هو يخسر الرهان الأهم لديه وهو فرض الحصار الاقتصادي حتى يستسلم اليمنيين ولطالما راهن على هذا الخيار ليسقط مجددا في وحل فشله وأمانيه البعيدة أما خروج اليمنيين في حملة شعبية واسعة لدعم البنك المركزي  فهذه هي الصورة التي أذهلت العالم وتفرد، بها اليمنيين عن باقي الدول القريبة والبعيدة فكم هو رائع وجميل للغاية أن يخرج اليمنيين بكافة شرائحهم رجالاً ونساءً أطفالا ومسنين للتضحية بمالهم لشراء وطنهم الغالي ممن باعوه للمحتلين بثمن بخس في صورة تدل على خيانتهم وعمالتهم وبيعهم أنفسهم للشيطان أما اليمنيين الأحرار الذي تجدهم يتدافعون يومياً في مختلف محافظات الجمهورية أمام مراكز البريد لتلبية نداء الوطن والتبرع بما يملكون من المال لدعم الاقتصاد فقد اثبتوا أنهم الأوفياء لليمن وهم من يستحقون العيش على ترابه وضربوا أروع الأمثلة للصمود الأسطوري في مواجهة العدوان وادواته في الداخل والخارج فلهم التحية والإجلال وعبارات الشكر لن تكفي ولن تعبر عن حسن صنيعهم الذي كان أقوى رد للعدوان وأقسى درس يلقنه شرفاء هذا الوطن  للمعتدي الذي يطمع في احتلال أرضهم ونهب ثرواتهم..
* وأنتم أمين عام النادي اليمني للتنسيق مع دول بريكس.. هلا أعطيتنا لمحة عن طبيعة عمل النادي..؟ وماذا ودوره الوطني اقتصاديا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.. ؟
– النادي اليمني للتنسيق مع دول بريكس هو نادي اقتصادي تنموي تأسس في 2016/1/14م بموجب ترخيص وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رقم331 لعام 2016م وقد أنشئ استناداً إلى أحكام قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية رقم 1 لعام 2001م ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 129 لعام 2004م وقد دشنا في النادي بعض الفعاليات كان آخرها الملتقى التعريفي بدول البريكس ومشروع طريق الحرير والحزام الاقتصادي والنادي اليمني هو نادي. يناقش جميع القضايا بتحدياتها وبتهديداتها خصوصاً أننا نواجه عدوان انحنى في المنحنى الاقتصادي مؤخراً وبالتالي النادي في فعاليته الأخيرة دشن برنامج عمل وورشة مفتوحة للنزول على مستوى الوزارات ذات العلاقة في الجانب الاقتصادي بما فيها البنك المركزي والجانب المصرفي والجانب الإنتاجي وعملنا حلقات نقاشية لوضع اليد على التحديات والتهديدات التي تواجه كل قطاع وخرجنا برؤية وطنية قدمناها لصانع القرار لكي نسير وفق منهجية محسوبة النتائج للخروج من الأزمة الاقتصادية والحفاظ على الثبات والصمود الاقتصادي وخصوصا أن اليمن في الفترة الأخيرة تواجه حملة شرسة من العدوان في محاولة سحب السيولة النقدية من اليمن إلا أن هناك حملة مضادة دفاعاً عن هذا الوطن لدعم البنك المركزي برعاية الجهات الرسمية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى ورئاسة الوزراء ومكتب رئاسة الجمهورية وكان لنا كنادي اقتصادي وقفة جادة في دعم هذه الحملة الوطنية التي تواجه كل التحديات التي يراهن عليها العدوان وفعاليتنا الأخيرة كانت برعاية المجلس السياسي الأعلى وكان طابعها اقتصادي بالدرجة الأولى وسعينا في تقديم الرؤى والترويج على القطاعات الاقتصادية المختلفة لذلك نحن نرتبط بالقضايا الإستراتيجية بشكل مباشر للخروج برؤية وطنية تسهم في النهوض بالوضع الاقتصادي في الوطن وقد حضر تلك الفعالية القائم بأعمال رئاسة الوزراء الأستاذ طلال عقلان وعدد من نواب الوزراء وعدد من رجال المال والأعمال..
دول البريكس
*  مفاهيمياً ومؤشرات.. ما هي الدول المنضوية تحت راية البريكس..؟
– “بريكس” هي كلمة مكونة من الأحرف الأولى لأسماء الخمس دول صاحبة أسرع معدلات نمو اقتصادي عالمي وبترتيب الحروف البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وبريكس هي مجموعة الدول التي اتفقت فيما بينها على إنشاء كيان اقتصادي “مضاد” للكيانات الاقتصادية الغربية القائمة وتضم نظاما انتمائنا بنكياً عالمياً جديدا يقضي على سياسة ” القطب الواحد ” التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على مقدرات العالم واستغلاله اقتصادياً عبر توجيه السياسات الاقتصادية وفرض قيود تتحكم في الدول من خلال صندوق النقد والبنك الدوليين خاصة على الدول النامية وبلدان العالم الثالث فقبل انضمام جنوب أفريقيا كانت المجموعة يطلق عليها  “بريك ” وبدا التفاوض حول إنشاء هذه المجموعة خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع ” البرازيل – روسيا – الهند – الصين ” في نيويورك سبتمبر 2006 م على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بينما عقد زعماء الدول اول قمة لهم في 2009م في مدينة بكاتيرينبرغ الروسية خلال عام 2010م.
وتشكل دول البريكس 30% من مساحة اليابسة وتضم 40% من مجموع سكان العالم كما يصل حجم الناتج الاقتصادي لها إلى 18 من الناتج الاقتصادي العالمي إضافة إلى 15 % من حجم التجارة الخارجية كما انها تجذب، نصف استثمارات العالم إضافة إلى التكتلات الإقليمية المرتبطة بها.
كلمة أخيرة
*  رسالة أخيرة تودون إيصالها عبر هذا اللقاء… ؟!
– قد حصحص الحق فالشعب اليمني شعب عظيم وصامد واثبت صموده خلال الفترة السابقة ونحن على ثقة انه سوف يستمر في هذا الصمود ويتحدى الصعاب ويدعم الثبات الوطني لان ثباتنا وصمودنا في وجه المتغيرات والتهديدات هو حفاظا على سيادتنا واستقلالنا وامتلاك قرارنا لذلك لا أظن اليمني يفرط في حريته وكرامته لأن العدوان الذي يواجهنا كيمنيين هو محاولة الهيمنة والمواطن اليمني حر لا يقبل بذلك وهذا الصمود الأسطوري هو نتيجة الصفات التي يتمتع بها اليمني لابد ان يكون هناك قاسم مشترك لجميع الفئات أكاديميين ومثقفين وسياسيين وهو المصلحة الوطنية الوطن فوق الجميع وان يكون لدينا حزب أو طائفة سوى الوطن لأن حزبنا في ظل العدوان هو اليمن لأنها مستهدفة والكل سوف يتضرر وبالنسبة لمن شملهم العفو عليهم ان يستفيدوا من هذا العفو رغم أن هناك آلام كثيرة وعليهم أن يعيدوا ترتيب أوراقهم وان تكف أيديهم عن أذى اليمن فيكفي ما قد آذوه ويلتفتوا إلى الوطن أكثر من يلتفتوا إلى الخارج..

قد يعجبك ايضا