أحقاد العدوان تمتد إلى قرية وحصن بيت بوس الأثري

البركاني :ضغط الانفجارات تسبب في اهتزازات قوية أثرت على الكتلة الصخرية التي يقوم عليها الحصن

السياني :العدوان يمارس إجرامه بحق التراث اليمني متحديا كافة المواثيق والأعراف الدولية

استطلاع/ عبدالباسط النوعة  

تستمر جرائم العدوان البشعة بحق الإنسانية في اليمن ومعها ينحي العالم إذلالا وركوعا أمام المال السعودي الذي دنس الضمير العالمي وأماته واصم أفواه كانت تقدح بحقوق الإنسان ، ومع استمرار جرائم العدوان بحق الإنسانية في اليمن تستمر جرائمه أيضا بحق مواقع التراث اليمني فما نكاد نكفف دموع الحزن على موقع أو معلم أثري قصفه العدوان يعمد إلى قصف آخر هكذا نحن المعنيون بالتراث في علاقتنا الأليمة جدا مع هذا العدوان منذ بدايته في مارس من العام الماضي .
قبل أيام ليست بالكثيرة فوجعنا بالقصف الثالث لمدينة هي أعرق المدن التاريخية على المستوى العالمي ومن أهم مواقع التراث المسجلة في قائمة اليونسكو العالمية ( مدينة صنعاء القديمة ) التي احدث فيها العدوان دمارا واسعا في الكثير من حاراتها القديمة لوأد حضارة عريقة وتاريخ كبير ، ثلاثة استهدافات شديدة ومباشرة وقعت على هذه المدينة على مدى الأشهر الماضية خلفت الضحايا ودمرت التاريخ ولوثت قدسية تلك الأماكن المحملة بكنوز الحضارات الغابرة . وها نحن وإبصارنا لا زالت شاخصة قبالة صنعاء ومصابها نسجل ألما جديدا أحدثته طائرات العدوان بحق موقع من تراثنا المجيد ، حيث قامت تلك الطائرات القذرة باستهداف حصن بيت بوس الأثري بصنعاء بست غارات أربعة منها يوم الجمعة الماضية وغارتان جديدتان أقدم القرى بصنعاء  أمس الأول الثلاثاء
الهيئة العامة للاَثار والمتاحف أصدرت بيانا  حول هذه الواقعة وقالت على لسان رئيسها مهند أحمد السياني أن ما قامت به طائرات العدوان يومي الجمعة والثلاثاء الماضيين من استهداف لقرية وحصن بيت بوس الأثرية والتاريخية التي تعد من اقدم القرى في محافظة  صنعاء بناها الملك الحميري ( ذي بوس بن ايرل بن شرحبيل ) في القرن الثامن قبل الميلاد حسب ما تشير المصادر التاريخية  وقد عاصرت تاريخ سياسي من تاريخ اليمن امتد إلى فترة الدولة اليعفرية 289  ونظرا لاهميتها التاريخية والأثرية فهي  من المزارات السياحية الهامة لليمن و محافظة صنعاء لاحتفاظها بكافة معالمها المعمارية.
واعتبر رئيس هيئة الآثار  هذا الاستهداف تحد صارخ واعتداء اجرامي كسابقاته من الاستهدافات التي أدت إلى تدمير المعالم التاريخية والمدن الأثرية كما انه ينم عن حقد دفين لدول العدوان على مواقع التراث في اليمن . وأكد أن العدوان يمارس هذا الأجرام متحديا بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تجرم وتحرم استهداف مواقع التراث بكل أنواعه باعتباره تراثا إنسانيا يخص العالم اجمع كما أن العدوان تجاهل كل الندات المتكررة للمنظمات الدولية بعدم استهداف مواق التراث والتي أطلقتها مديرة اليونسكو ايرينا بكوفا في فتره سابقه.
ودعا السياني المنظمات الدولية والأمم المتحدة التدخل السريع والقوي ان كانوا جادين أو يحترمون المواثيق التي ترتكز عليها المنظمة الدولية لإيقاف هذه الاستهدافات التي اضر كثيرا بتراثنا الإنساني .  مطالبا بعقد جلسه لمجلس الأمن وإصدار بيان يدين هذه الأعمال واتخاذ قرارات ملزمه لدول العدوان بالكف عن هذا التدمير الممنهج لتراث اليمن .
جرائم حرب
واعتبر عبدالكريم البركاني مدير حماية المواقع والمعالم الأثرية أي استهداف لأي موقع من مواقع التراث جرائم ترتقي إلى الجرائم الجسيمة سوا كان الاستهداف مباشر أو غير مباشر .
وقال :  أن الاستهداف الغير مباشر إذا كان بمنطقة غير بعيدة من مواقع للتراث فان هذا الاستهداف يؤدي إلى تخلل في البنية المعمارية والتكوينية للمعلم على المستوى القريب أو البعيد ولا يتم تجاهل ذلك أما الاستهداف المباشر هو استهداف للمعلم بذاته وهذان العاملان من العوامل الرئيسية لازمات التراث في حال السلم والحرب لذا جائت الأعراف الدولية والمعاهدات الدولية والمواثيق لتعتبر هذه العوامل جرائم تهدد مواقع التراث ولابد أن تجنب ويتم تحيدها وعدم استهدافها مهما كان الثمن لأن ما يتم تدميره لايعود لأصالته القديمة ويصبح تراثا مجددا فقدت قيمته التاريخية لذلك قامت المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث العالمي بوضع معايير قانونية تلزم الدول بتحييد مواقع التراث عن أي منازعات مسلحة ولا تعطي الحق في أي استهداف لتلك المواقع على كل المستويات سوى الفردية أو الفؤوية أو الجماعات أو القوات ………الخ باعتبارها تراث امة لايعطي أي كان الحق في استهدافه ما بالنا في استهداف تلك المواقع والمعالم  بالصواريخ من الجو وبالتالي يعتبر استهداف  المواقع سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة جرائم حرب ضد مواقع التراث باعتبارها هوية وطنية وتراث امة .
وحول الأضرار التي لحقت بالقرية أو الحصن أوضح البركاني انه و على اقل تقدير وإذا لم يوجد إضرار جسيمة فان الاستهداف حتى ولو على بعد خمس مائة متر فان ضغط الانفجار يولد اهتزازا في الكتلة الصخرية المقامة عليها القرية أو الحصن هذا من جانب الجانب الآخر فان المباني من شدة ضغط الانفجار يولد شروخ في الأحجار تكتسب بعد فترة الملوحة التي تتوغل في الأحجار أثناء الأمطار محدثة تصدعا في الأحجار يؤدي إلى تفتتها ثم بعدها ينهار المبنى بفعل ما يسمى بعوامل الزمن هذا الجانب مهم جدا توثيقه  ومعالجته بأسرع وقت حتى لا تتفاقم المشكلة وتنهار المباني دون معرفة السبب .
اضرار
ويقول مدير عام الاثار والمتاحف بمحافظة صنعاء عبدالحميد حنيش ان الاستهداف لم يك بصورة مباشرة حيث قصفت طائرات العدوان جوار المدينة بست غارات اربع منها الجمعة واثنتان الثلاثاء ولكن القصف اثر بشكل واضح وجلي على هذه القرية التي تعد احدى الحصون العريقة في صنعاء .
وأوضح ان الاضرار التي لحقت بالمنازل في تلك القرية متفأوتة وان الاهتزازات التي ولدتها شدت  الانفجارات اثرت على القرية ومنازلها ونتج عنها تشققات لبعض المنازل وتصدعات لمنازل اخرى .
واشار إلى ان الاضرار قد لا يلاحظ الكثير منها وقد تظهر بعد مدة من الزمن .
لافتا إلى ان المعلومات الأولية التي تم الاعتماد فيها على اهالي القرية افادت بوجود اضرار في عدد من المنازل والمعالم .
وقال : لا توجد كلمات يمكن  من خلالها ان تعبر عن تلك الكراهية والحقد الذي يظمره ال سعود على شعب اليمن وارضه وتاريخه وحضارته فقد استهدفوا كل شيئ في هذا البلد استهدفوا الحجر والشجر .

قد يعجبك ايضا