لا “قرار” يعلو فوق إرادة العيسي واتحاده:
يد العيسي المزروعة في الوطن تمتص “بعناية” بقرة الوزارة الحلوب
الثورة/يحيى الحلالي
لم يعر الاتحاد العام لكرة القدم توجيهات وزارة الشباب والرياضة القاضية بعدم خوض منتخباتنا الوطنية لأي مباريات ودية مع منتخبات وفرق تابعة لدول العدوان السعودي الغاشم وتحالفه الذي قتل الأبرياء والآمنين ودمر كل ممتلكات الشعب اليمني في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والشبابية والرياضية والاقتصادية وغيرها من البنى التحتية التي استهدفها العدوان البربري بكل وحشية وحقد وغل.
وفي تحدٍ صارخ لقرار الوزارة.. يجري الترتيب حالياً ليخوض منتخب الشباب الوطني مباراة ودية ثانية مع نظيره السعودي غدا الخميس، ليوجه اتحاد القدم صفعة جديدة لقيادة الوزارة تصل حد الإهانة.
ولم يمر سوى قرابة الأسبوع منذ أن أصدر نائب وزير الشباب والرياضة القائم بالأعمال توجيهات صارمة لاتحاد القدم والأجهزة الفنية والإدارية بعدم إجراء أي مباراة ودية مع أي من فرق أو منتخبات تابعة للعدوان، إلا ويرمي الاتحاد بتلك التوجيهات في سلة المهملات ولم يعطها أي اهتمام أو اعتبار حين خاض منتخب الشباب مباراة ودية يوم السبت الماضي مع منتخب الشباب السعودي انتهت بخسارة منتخبنا بهدفين دون رد في المباراة التي أقيمت في الدمام ضمن المعسكر الخارجي الذي يجريه حالياً المنتخب الوطني للشباب استعداداً لخوض نهائيات كأس آسيا للشباب تحت 19 عاماً التي تستضيفها البحرين خلال الفترة 13 – 30 أكتوبر الجاري والتي يشارك فيها منتخبنا ضمن المجموعة الثانية بجانب منتخبات قطر وإيران واليابان.
توجيهات قيادة وزارة الشباب والرياضة صدرت يوم الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي ونقلتها وسائل الإعلام المختلفة حيث جاءت التوجيهات للاتحاد العام لكرة القدم والأجهزة الإدارية والفنية للمنتخبات الوطنية بعدم إجراء أي مباراة ودية مع أي فرق أو منتخبات تابعة للعدوان السعودي الأمريكي.
وشدد نائب وزير الشباب والرياضة حسين زيد بن يحيى في حديث لوكالة سبأ أن من يخالف التوجيهات سيكون عرضة لعقوبات وزارة الشباب والرياضة والقوانين النافذة في بلادنا التي تتعرض لعدوان بربري تقوده السعودية ويرتكب المجازر اليومية بحق الشعب اليمني ويدمر مقدراته ومكتسباته، مؤكداً أن الوزارة لن تتردد في اتخاذ عقوبات صارمة في حق المخالفين لهذه التوجيهات، وذلك احتراما لأرض اليمن الغالية ولدماء الشهداء الطاهرة وأبطاله في مختلف جبهات الدفاع عن الوطن ولنضالات أبناء الشعب اليمني العظيم الصابر أمام جبروت وطغيان العدوان الهمجي الذي يستهدف البلد أرضا وإنسانا وبنيته التحتية بما في ذلك تدميره للبنية التحتية للرياضة اليمنية.
وفي غضون أسبوع وتحديداً يوم الأول من أكتوبر الجاري وجه الاتحاد العام لكرة القدم برئاسة أحمد العيسي الذي يتعامل مع دول العدوان مباشرة ونائبه الأول حسن باشنفر الذي يبدي ما لا يخفيه في نفسه والمتواجد داخل الوطن كيد تم زرعها بعناية ضربة قاضية لتوجيهات الوزارة ورتب لخوض مباراة ودية مع المنتخب السعودي لفئة الشباب فلم يجف حبر القرار إلا وكان الاتحاد الفاشل والإرتجالي يتهيأ بكل جرأة لنقضه مطبقاً المثل الشعبي القائل “قراركم بلوه وأشربوا ميته”.
اتحاد القدم برئاسة العيسي واليد المزروعة وكأنها هي من تدير الاتحاد والمقصود هنا حسن باشنفر في حين أن الواقع يقول غير ذلك.. فباشنفر ليس سوى ريمونت بيد العيسي أما بقية أعضاء الاتحاد فيمثلون فقط الأرقام من واحد إلى ثمانية في لوحة الريمونت ليس لهم أي قرار أو كلمة .. سوى أن العيسي ويده يدوسون عليهم عبر الأمين العام حميد شيباني كأزرار الريمونت لإقرار وتمرير ما يريدون فقط.
العيسي المتواجد في الخارج منذ أول أيام العدوان هو الرقم الأساسي في عملية مخالفة القرار وليس مخالفة القرار هنا فقط هي الأمر المهم فالأهم من ذلك أنه باع وطنه ودماء أبنائه الأبرياء التي تسيل في كل مكان بسبب وحشية وبربرية العدوان ولم يضع لكل تلك الدماء والدمار الذي حدث في الوطن وما زال يحدث أي اعتبار وذهب لخوض معسكر ومباراة ودية مع منتخب الدولة التي تقود العدوان وتشتري الصمت العالمي وتقتل وتدمر وترتكب المجازر في كل شبر من أرض الوطن.
اليد التي تم زراعتها بعناية في أرض الوطن حسن باشنفر كان اختياره موفقاً ليكون اليد الداخلية للعيسي ولتكون خط الرجعة للاتحاد المؤيد قلباً وقالباً للعدوان وما يرتكبه من مجازر وحشية بحق أبناء اليمن الأبرياء الآمنين ولتكون اليد التي يتم عبرها امتصاص البقرة الحلوب وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة الذي يقدم ملايين الريالات لدعم مشاركة المنتخبات الوطنية وتواجد اليمن في كل المحافل إلا أن من يحصل على هذا المال لم يراع أي دماء أو دمار وباع ضميره ورمى بكل التوجيهات والقرارات في سلة المهملات حتى وإن كان في تلك القرارات وطن ودماء أبرياء تسيل في كل بقعة من أرض الوطن الحبيب.
القرار والتوجيهات رميت في سلة المهملات والمال ما زال يتدفق بالملايين وحتى بطرق غير قانونية مثلما كشف اليمن اليوم الرياضي أنه تم صرف تسعين مليون ريال لاتحاد القدم كعهدة وليس كمخصص مر عبر الطرق الشرعية الأمر الذي يؤكد وقوف الوزارة وتعاونها اللامحدود مع هذا الاتحاد من أجل الوطن ولكن الاتحاد لا يهمه وطن ولا هم يحزنون حيث وسيلقى القرار لطمة أخرى كونه من المقرر أن يخوض منتخب الشباب مباراة ودية أخرى مع منتخب شباب السعودية.
في الأخير الاتحاد قال للوزارة بالفم المليان “قراركم بلوه وأشربوا ميته” وليتأكد للجميع أن لا قرار ولا صوت يعلو فوق إرادة العيسي وباشنفر واتحاد مترهل عشوائي ارتجالي لا يعنيه وطن ولا دماء ودمار ولا خراب الأهم الآن هو كيف ستدافع وزارة الشباب والرياضة عن قرارها وما هي خطواتها العملية لرد الاعتبار لها كونها الممول الأول والأخير لكل أنشطة الاتحادات الرياضية بما فيها اتحاد القدم الذي يدعي رئيسه العيسي أنه يصرف على كرة القدم من جيبه نافياً في تصريحات سابقة كل الجهود التي تقوم بها الوزارة وكل الأموال التي تقدمها وزارة الشباب والذي يصل إلى المليارات.. وإن لم تدافع الوزارة عن قرارها فستصبح مجرد ألعوبة في يد الاتحادات الرياضية تتلاعب بها كيف ما تشاء ومتى ما تشاء.