الإنجازات اليمنية تثير مخاوف تحالف العدوان وتعقد خياراته العسكرية
جمال محمد الأشول
يبدو أن إنجازات القوات اليمنية في الميدان أثارت مخاوف العدوان الأمريكي السعودي وحلفاءهما وعقدت خياراته خاصة بعد التصعيد العسكري اليمني ما وراء الحدود في الفترة الأخيرة ، أحدثت في العالم صدمة أمام الرأي العام ، أن تحالفاً كونياً يضم دول كبرى ذات ترسانة عسكرية وإعلامية واقتصادية فشلت في تحقيق أهدافها بل أصبحت تواجه خطرا كبيراً في أراضيها ، حيث طرحت الأسئلة الكثيرة التي قد تقود إلى تحول استراتيجي من العدوان على اليمن برمتها.
لقد حمل الإنجاز اليمني العسكري الكبير في ما وراء الحدود معطوفا على ما سبقه في مختلف الجبهات الداخلية الرأي العام العالمي على طرح أسئلة عميقة من قبيل القول: هل تحالف العدوان الأمريكي السعودي عجز فعلا عن تحقيق أهدافه مقارنة مع القوات اليمنية المدافعة ؟ ثم ما الأسباب الحقيقية التي جعلت اليمن ومنذ سنة وسبعة أشهر تحصد الإنجازات العسكرية الميدانية إلى الحد الذي قلب المشهد رأسا على عقب في حين أن قوات الاحتلال ومرتزقتها لم تحقق أي إنجاز في مواجهة القوات اليمنية رغم الحصار الجوي والبحري والبري الذي تفرضه ؟
هذه الأسئلة وغيرها حملت الإعلام العزبي والغربي ما يشبه الصحوة أو اليقظة والوقوف على حقيقة أرادت أنظمة الحكم والحكومات فيه إخفاءها عنه ، صحوة تخشى الحكومات العربية والغربية المنخرطة في تحالف العدوان على اليمن من انقلابها إلى تحول فعلي ضاغط عليها يفضحها أمام جمهورها ويمنعها من متابعة عدوانها، ولهذا تجد تلك الأنظمة حاجة أو ضرورة لاستيعاب الوضع بما يحفظ ماء الوجه أولا ، ثم تحديد الخسائر وصولا إلى هدم القوة الشاسعة بين الشعب اليمني الذي يدافع عن أرضه ومقدساته ، والتحالف العدواني الإجرامي الكاذب المتظاهر بالحرب على انقلابيين دون أن يقرن ادعاءه بسلوك ميداني جدي يقنع أحدا بأن حربه تلك مشروعة أو ذات قابلية لتحقيق أهدافها .
ليس من السهل أن يهزم الشعب اليمني مهما كان التحالف عالميا وكونياً يمتلك ترسانة عسكرية ، فعلى الواقع التاريخي والاستراتيجي معروف المقاتل اليمني على مدى التاريخ بصلابته وقوته، وخبراته الطويلة في الحروب، كما أن اليمن محيطة بجبال ومناطق وعرة لا يمكن لأي غاز احتلالها، والواقع اثبت ذلك .
فمنذ بدء العدوان على اليمن أي منذ سنة وسبعة أشهر ما الذي حققه العدوان، بل أصبح الآن يواجه خطرا كبيرا امتد إلى العمق السعودي من خلال العمليات الهجومية العسكرية التي ينفذها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية في نجران وجيزان وعسير، رغم محاولة النظام السعودي وقف هذه العمليات مستخدماً شتى الخيارات لتحقيق أي إنجاز ميداني يتم تسويقه إعلامياً ، ورغم كل هذا فشل رغم استئجاره مؤخراً مرتزقة يمنيين من محافظة عدن ونقلهم إلى نجران للمقاتلة بدلاً عن جيشه عسى أن يحقق أي انتصار، لإعادة الروح المعنوية والقتالية لجيشه المهزوم بعد الفرار الجماعي الذي يظهره الإعلام الحربي اليمني بكل عملية ينفذها ، إضافة إلى إخراج القوات اليمنية من القرى والمواقع أو المدينة التي يسيطرون عليها، وفي كل الخيارات التي استخدمها أفضت جميعها إلى الفشل والهزيمة.
السؤال هنا : هل سيستطيع النظام السعودي أن يحقق أي انتصارات في الميدان خاصة داخل (عسير – نجران – جيزان ) وطرد القوات اليمنية منها ، أم أنه حلم لن ترى النور في أرض الواقع؟
على ضوء المعارك الدائرة في جميع الجبهات بما فيها ما وراء الحدود وما يحقق من نتائج لصالح القوات اليمنية ، وعلى ضوء الواقع وما يقدم من مشاهد و قدرات، نرى أن العدوان السعودي الأمريكي هُزم ولم يعد يستطيع الخروج من هذه الحرب بأقل النتائج أي بما وجه ، فقد أصبح الميدان خارج سيطرته ، إضافة إلى سياسة التقشف التي تمر بها الشجرة الخبيثة ( النظام السعودي ) بسبب تمويلها على العدوان على اليمن.
وأخيراً الشعب اليمني ماض نحو استعادة أرضه المحتلة (نجران وجيزان وعسير ) من عدوان غاشم لا ينصاع سوى للغة السلاح.