منتخبا الشباب والناشئين يتطلعان للابداع من رحم المعاناة

أكدا تحديهما للعدوان ومواجهته بالإصرار على المشاركة وتجاوز كل المعوقات:

تقرير/ خالد النواري

مع اقتراب موعد الاستحقاق الخارجي تسابق منتخباتنا الوطنية للناشئين والشباب الزمن للوصول للموعد المنتظر بجاهزية أفضل وقدرة على مقارعة المنتخبات التي ستواجهها في المحفل الآسيوي القاري القادم.
ورغم العوائق الكبيرة والمنغصات الكثيرة التي اعترضت طريق منتخبي الناشئين والشباب الوطنيين خلال فترة الإعداد إلا أن الإصرار والعزيمة كانا عنوان المرحلة في إشارة لمستوى التحدي لكل الظروف التي فرضها العدوان الغاشم والأشواك التي زرعها أمام آمال وطموحات شباب ورياضيو أبناء اليمن السعيد.

محطة أخيرة
عشرة أيام بالتمام والكمال تفصل المنتخب الوطني لناشئي كرة القدم عن خوض أول مباراة في نهائيات آسيا لكرة القدم تحت 16 عاماً التي تحتضنها مدينة غوا الهندية خلال الفترة (15 سبتمبر – 2 أكتوبر) 2016م ، حيث يشارك المنتخب الوطني للناشئين ضمن المجموعة الرابعة التي ضمت إلى جانبه منتخبات (كوريا الشمالية وأوزبكستان وتايلاند).
ويخوض منتخب الناشئين حالياً معسكره الإعدادي الخارجي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور والذي يعد المحطة الخارجية الوحيدة لوضع اللمسات الأخيرة للعناصر التي وقع عليها الاختيار من قبل المدير الفني للمنتخب الكابتن أمين السنيني ومساعده الوطني أنور عاشور وطاقمهما المعاون.
مجموعة متوازنة
ويتطلع منتخب الناشئين للظهور بصورة لافتة في النهائيات الآسيوية ، خاصة بعد أن أوقعته القرعة في المجموعة الأكثر توازنا بين المجموعات الأربع في النهائيات حينما ضمت منتخبات اليمن وكوريا الشمالية وأوزبكستان وتايلاند ، ليتفادى منتخب الناشئين مواجهة أقوى المنتخبات الآسيوية في الدور التمهيدي مثل اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية وإيران.
وتتنافس المنتخبات المشاركة في النهائيات بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، ويتأهل المنتخبين الحائزين على المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي ، وتتأهل المنتخبات الأربعة الأولى في البطولة إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عاما 2017م التي تقام في الهند ، وفي حالة حصول الهند على أحد المراكز الأربعة الأولى في البطولة، تقام ثلاث مباريات ملحق بين المنتخبات الخاسرة في الدور ربع النهائي، لتحديد الحائز على البطاقة الخامسة للقارة الآسيوية في كأس العالم.
تأهل بقرار قاري
وكان المنتخب الوطني للناشئين قد تأهل بقرار من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بدلاً عن المنتخب الكويتي الذي أقصي عن النهائيات بسبب استمرار الحظر الدولي المفروض عليها من قبل الفيفا ، حيث أنهى منتخبنا تصفيات المجموعة الأولى التي أقيمت في فلسطين في المرتبة الثانية بست نقاط من فوزين على فلسطين (2 /0) والمالديف (6 /0) وخسارة من أوزبكستان (2 /5) ليتأهل كخامس أفضل المنتخبات الحائزة على المركز الثاني في التصفيات.
ولم تقتصر معاناة المنتخب على خوض تدريباته في المعسكر الداخلي بصنعاء تحت القصف وأزيز الطائرات ودوي الإنفجارات حيث لازمته الصعاب في رحلة المعاناة من صنعاء إلى جدة براً ومن ثم إلى ماليزيا جواً ، في رحلة استغرقت أربعة أيام حافلة بالكثير من التعب والإرهاق الذي تكبده اللاعبين بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي والاضطرار لخوض رحلة برية هي الأطول في حياتهم في سبيل تمثيل اليمن في بطولة آسيا.
حظوظ جيدة
وتبدو حظوظ منتخب الناشئين جيدة في البطولة القارية ولكنه سيخوض أقوى مبارياته في الجولة الافتتاحية يوم السبت 17 سبتمبر حينما يواجه أقوى منتخبات المجموعة كوريا الشمالية ويحتاج لدفعة معنوية في المباراة بانتزاع الفوز أو التعادل والذي يمهد طريقه للمنافسة على صدارة المجموعة والعبور إلى ربع النهائي ، كما يخوض مباراة لا تقل أهمية في الجولة الثانية أمام أوزبكستان يوم 20 سبتمبر ، ويختتم مباريات المجموعة أمام تايلاند يوم 23 سبتمبر وهي ثلاث مباريات قوية وتتطلب التعامل معها من قبل الوطني أمين السنيني بأسلوب خاص يعتمد على شحذ همم اللاعبين وتطبيق أسلوب خاص يتناسب مع قدراتهم ومعطيات كل مباراة على حده ، وستشكل بروفتي فيتنام وماليزيا فرصة أخيرة لتجهيز المنتخب واختبار الجاهزية النهائية لخوض النهائية وتجاوز أي قصور في مختلف المراكز.
الشباب .. مهمة صعبة
وعلى صعيد مشاركة المنتخب الوطني للشباب فإنها تبدو أكثر صعوبة من مشاركة الناشئين ، حيث يخوض النهائيات الآسيوية للشباب تحت 19 عاماً التي ستقام بالعاصمة البحرينية المنامة خلال الفترة (13 – 30) أكتوبر 2016م ، ضمن المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات (اليمن ، اليابان ، إيران ، قطر).
ويكفي منتخب الشباب أنه سيفتتح مشواره القاري بمواجهة الكمبيوتر الياباني يوم 14 أكتوبر في مباراة تشكل تحدٍ لعناصر المنتخب ومدربه الوطني محمد صالح النفيعي الذي سيكون في اختبار حقيقي وهو يواجه عملاق القارة الآسيوية ، ولكن رغم صعوبة المباراة إلا أنها تشكل حافزاً للاعبين لتقديم كل ما لديهم من إمكانات وقدرات في البطولة.
كما أن مباراة الجولة الثانية ستكون هي الأخرى قوية وساخنة كونها تجمع منتخبنا بحامل اللقب المنتخب القطري يوم 17 أكتوبر في مباراة الباحث عن إثبات الذات ومنتخب يسعى للدفاع عن لقبه في البطولة ، وفي الجولة الثالثة يلاقي المنتخب الإيراني يوم 20 أكتوبر وهو الآخر يعد أحد أبرز خمسة منتخبات في القارة الآسيوية وتسعى دائماً للمنافسة على مراكز المقدمة.
محطة هامة
ويمثل المعسكر الخارجي الأخير للمنتخب في الدمام والبحرين فرصة أخيرة لاستكمال إعداد المنتخب وتجهيزه للتحدي القادم كما أن بروفتي البحرين ومن بعدهما تجريبية السعودية تشكل المحطة الأهم في رحلة الإعداد والتي لم يتسن للمنتخب خوض المباريات التجريبية سوى مع بعض الأندية المحلية ومباراة تقسيمه مع منتخب الناشئين.
واقتسم منتخب الشباب ظروف المعاناة والمعوقات مع منتخب الناشئين حيث خاضا فترة الاعداد الداخلية في ظروف وأجواء العدوان والقصف والتدمير وواجه شباب وناشئو اليمن الاعتداء الممنهج بإرادة قوية لا تلين وإصرار كبير على المشاركة الخارجية وتمثيل اليمن وحمل آمال وتطلعات الشعب اليمني وتحدي العدوان بمختلف السبل.
أفضل ثانٍ
وكان منتخب الشباب قد تأهل للنهائيات الآسيوية بعد أن تم اختياره ضمن أفضل خمسة منتخبات حائزة على المركز الثاني في التصفيات وجاء في المركز الثاني ضمن المجموعة الثانية.
وتتنافس فرق كل مجموعة بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي ، وتتأهل المنتخبات الأربع الفائزة في ربع النهائي إلى الدور قبل النهائي.
وتحصل المنتخبات الأربعة الأولى في البطولة على بطاقات التأهل إلى نهائيات كأس العالم تحت 20 عاما 2016م في كوريا الجنوبية.
وفي حالة حصول كوريا الجنوبية على أحد المراكز الأربعة الأولى، تقام ثلاث مباريات ملحق بين المنتخبات الخاسرة في الدور ربع النهائي من أجل تحديد الفريق الحاصل على البطاقة الخامسة لقارة آسيا في كأس العالم.

قد يعجبك ايضا