لا عاصم اليوم من رغبة الشعب

محمد السقاف

كثر النعيق على المجلس السياسي اليمني الأعلى في وسائل الإعلام العميلة والرخيصة في محاولة مبتذلة وبذيئة لتشويهه وعرضه للعالم في سياق الانقلاب على التفاوضات والوساطات الأممية المنصرمة ولهذا الغرض تم تكليف طاقم من المحللين والسياسيين المأجورين لاستهجان الاتفاق اليمني التاريخي وادانته من خلال التنظيرات السياسية الجوفاء والحوارات العقيمة الخالية من الموضوعية والتي تخبرك بشكل دقيق كم هو جبان ورخيص هذا العالم وكم هو ضعيف أمام حفنة من الريالات السعودية المتسخة!.
وهذا ليس ما وددت الكتابة عنه لأن الارتزاق أمر أعتدناه منذ بداية العدوان وليس فيه شيء جديد؛ غير أن الجديد والعجيب اليوم هو أن يترك بدوي من رمال الربع الخالي إبله وبعيره بلا راع ثم يأتيك ليتفلسف وينظر حول الديمقراطية والشرعية والتداول السلمي للسلطة، مستشهدا بعبارات شهيرة رنانة لأحرار العالم وكأنما أمامي على التلفاز مواطن من سكان ستيوبوخاريست وليس من رعاة الأغنام وعبيد الأصنام..
فبالله عليكم تخيلوا معي أن يكون أحد منا جالساً يتابع التلفاز في منزله مزهوا بالحكمة اليمانية التي ألجمت العالم وفجأة يظهر له على الشاشة بعير يربط رأسه بلجام.. أقصد عقال.. لا فرق .. وبدلا من أن يحدثنا هذا العقال عن مجال اختصاصه في الصحراء والبعرة وطريقة تحضير الكبسة أو حتى عن موهبته المذهلة في تخزين الماء أربعين يوماً متواصلة، تجد هذا الغبي وبكل جرأة ووقاحة يحدثك عن الإتكيت والشوكة والسكين !!..
ألا تشعرون معي أنها سخافة فوق العادة ومياعة فوق حدود الصبر؟!.. وبالمناسبة الأمر ليس بهذا السوء صدقوني بل وسيصبح عادياً جداً وطبيعياً جداً جداً لو عرضناه على علم النفس البشري.. ففي هذا العلم ليس غريباً على الحفاة العراة رعاة الشاة أن تستفزهم هذه المواضيع الحساسة التي يجرمها القمع السياسي في بلدانهم المتخلفة والتي ليست متاحة فيها هذه المساحة الديمقراطية للشعب التي يكتسب بنفسه حقه الشرعي في اختيار حكامه وتقرير مصيره.
سأخرج عن النص سامحوني .. تصدقوا لا أدري لماذا بدأت الآن أشعر بالرثاء على المواطن الخليجي .. مسكين جدا هذا المواطن الغلبان، ففي حين صار العالم من حوله يتمتع بالحرية والديمقراطية وحرية التعبير في القرن الواحد والعشرين، نجده مازال مضطرا لتقبيل أنف سمو الأمير مثل القرون الوسطى والمظلمة!!.
وعليه وكما أخبرتكم ليس غريباً إطلاقاً بل ومن الطبيعي أن نجد نخبهم السياسية وهي تفجر نزقها السياسي جراء عقد النقص على أرض ليس لهم ولا تخصهم وفقاً للمقولة السائدة: ” كل ممنوع مرغوب”..
شكراً لعلم النفس وشكراً للمجلس السياسي، وكما قلت قبل ذلك أمر اعتدناه من الناقصين كما اعتادوا هم على تقبيل سمو العميل وبسبب عقدة النقص سيظل هؤلاء المحرومون يخوضون في المجلس السياسي إلى أن ينتهي مخزون الأربعين يوماً من الكلمات السخيفة وسيذهبون لقبض مستحقاتهم أو سيعودون للهش على أغنامهم أو ليذهبوا إلى الجحيم لا يهم ..
المهم إنه سيبقى المجلس السياسي شامخاً مطوقاً بتأييد طوفان بشري من الأحرار برغم أنف كل حاقد وساخط ..
وكما أنه لم يُجدّهم نفعاً نعيقهم في وسائل الإعلام بأولئك العلل النفسية فبالتالي لن تجدهم غاراتهم الهستيرية على المستشفيات والمنازل السكنية لأن الاتفاق حصل والصفعة حصلت ولا عاصم اليوم من رغبة الشعب اليماني.

قد يعجبك ايضا