سحب المستشارين الأمريكيين من السعودية ومعارك القرود!
حسن الوريث
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سحب مستشاريها العسكريين المشاركين في تنسيق الغارات الجوية التي يشنها نظام بني سعود على اليمن وكذا تقليص عدد المستشارين المشاركين في تقديم المشورة للحملة بشكل كبير من أماكن أخرى.
هذا الإعلان كشف أولاً ما كان النظام السعودي يخفيه طوال الفترة الماضية من العدوان والذي كان ينفي وجود أي مشاركة أمريكية في العدوان على اعتبار ان التحالف هو عربي وكان يصر على تسميته بالعربي لإبعاد شبهة اشتراك أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية في العدوان.
والأكيد أن الجميع كانوا يعرفون ذلك ويعترفون به إلا النظام السعودي الذي يريد أن يخفيه، وحين أعلنت أمريكا سحب مستشاريها العسكريين من تنسيق الغارات على اليمن ظهر الارتباك على السعودية ومرتزقتها الذين أصابتهم هذه الخطوة في مقتل وكشفت زيفهم وخداعهم بل وتضليلهم لمن كان مازال يصدق وسائل إعلامهم.
في اعتقادي أن سحب الخبراء الأمريكيين من السعودية يدخل في نطاق الضغط على السعودية للحصول على مزيد من المكاسب والأموال وصفقات الأسلحة والحصول على تسهيلات مصرفية وغيرها كما هي عادة أمريكا حين تريد الحصول على أي شيء من هذا النظام تلعب بأوراق ضغط وفي نهاية الأمر تحصل على ما تريد وسوقاً تجاري في نهم وقد يقول قائل إن ما حصل في الغارات التي استهدفت مدرسة أطفال ومستشفى أطباء بلا حدود وسوق تجاري بنهم ومنشآت ومنازل مواطنين في بعض المناطق هو من جعل أمريكا تسحب خبرائها حتى لا يتحملوا المسؤولية الجنائية والأخلاقية جراء ذلك لكن ألا تعرفون أن الأهداف التي تم قصفها بالطائرات منذ بداية العدوان كانت معظمها مدنية وأصابت منازل المواطنين ومساكنهم والمصانع والمنشآت والأسواق والأعراس وكان الخبراء موجودين بمعنى أن عملية تنسيق العمليات العسكرية أمريكية مائة بالمائة.. فلماذا تأتي أمريكا فجأة وتسحب هؤلاء الخبراء بهذه الحجة التي اعتقد أنها واهية ؟ .
مما لا شك فيه أن هذا الإعلان فقط للضغط على نظام بني سعود فقط للحصول على مكاسب ومغانم أكبر، وما يثبت ذلك الصفقة الأخيرة للدبابات الأمريكية التي تم الإعلان عن شرائها لتحل محل تلك الدبابات التي تم تدميرها من قبل الجيش واللجان الشعبية وبقيمة أكثر من مليار ومائتين مليون دولار.
وستكشف قادم الأيام الكثير والكثير فلا يصدق أحد أن قيام أمريكا بسحب جزء من مستشاريها يعود إلى مخاوف أمريكية ودولية بشأن الضحايا المدنيين في اليمن، فالضحايا الذين سقطوا في اليمن كلهم من المدنيين والمواطنين.. فلماذا تأتي أمريكا اليوم لتقول أنه الخوف ؟ ولماذا تسحب جزءاً من مستشاريها ولم تسحب الجميع إذا كانت لديها المصداقية الكاملة ؟.
ولا يمكن أن تكون أمريكا بهذا تريد أن توهم العالم بأنها اقتنعت بعدم جدوى استمرار الحرب على اليمن لأن معظم ضحاياها من المدنيين والأطفال والنساء على اعتبار أن الجميع يعرفون أمريكا جيداً بأنها لا يهمها سوى مصالحها ولو على حساب قتل العالم كله وهذه هي سياسة أمريكا القبيحة التي يعرفها الجميع ولا تخجل حتى هي منها.
أمريكا تعترف من أول يوم للعدوان أنها مشاركة فيه وأن الخبراء الأمريكان هم الذين يتولون عمليات القيادة والسيطرة في غرف العمليات التي تتولى تحديد الأهداف التي يتم قصفها في اليمن وكل ما يتعلق بالعمليات العسكرية، فيما السعودية هي التي كانت تنكر رغم أنها أعلنت بدء العدوان علينا من واشنطن على لسان وزير خارجيتها الجبير الذي كان حينها سفيرا لنظام بني سعود في أمريكا، وكل الدلائل تشير إلى أن الحرب على اليمن هي أمريكية سعودية وأن ما يجري بينهما الآن ليس سوى عمليات مفتعلة لتحقيق مزيد من المصالح، وكما يقول المثل الشعبي اليمني ” إذا تضاربين القرود انتبه على جربتك ” .