هادي والمرتزقة كش ملك
حسن الوريث
كان إعلان المجلس السياسي الضربة الأولى التي وجهتها القوى الوطنية للعدوان ومرتزقته والتي جعلتهم يسهرون الليالي الطوال يفكرون في مستقبلهم ويبحثون عن مخارج من هذه الورطة التي وضعوا فيها وجاءت الضربة الثانية بانعقاد مجلس النواب ومصادقته على إنشاء المجلس السياسي الأعلى وأدائه اليمين الدستورية ما جعل العدوان ومرتزقته يصلون إلى مرحلة الجنون والهستيريا التي لا علاج منها أبداً.
وسائل إعلامهم تحاول بكل ما تملكه من إمكانيات التقليل من أهمية انعقاد مجلس النواب فتارة تقول أن المجلس منتهي الشرعية وتارة أخرى تقول: إن المجلس انعقد بدون نصاب، وتارة تقول: إن الدستور معطل بموجب المبادرة الخليجية وهكذا، فإن الهستيريا والجنون أخذ منهم مأخذه فقد فقدوا صوابهم ولم يعد بإمكانهم استيعاب ما حصل فلم يكونوا يتوقعون أن توجه لهم القوى الوطنية هذه الضربات على اعتبار أنهم كانوا يراهنون دوماً وأبداً على شق الصف الوطني بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وكافة القوى الوطنية وإحداث خلخلة والدخول من بعض الشقوق التي كانوا هم من يعملها سواء عن طريق عملائهم وخلاياهم النائمة في الداخل أو من خلال المراهنة على الآثار التي يمكن ان يتركها العدوان والحصار في حياة المواطن اليمني .
عندما يقولون أن مجلس النواب غير شرعي فمعنى هذا أنهم جميعاً بدءاً من هادي غير شرعيين فمجلس النواب هو الذي منح هادي الشرعية لمدة سنتين وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كما انه من منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة باسندوة وبناء على المبادرة الخليجية كما ان مجلس النواب هو من هرولتم إليه لمنح الثقة لحكومة بحاح التي تشكلت وفقاً لاتفاق السلم والشراكة الوطنية ومجلس النواب هو من تباكيتم عليه حين تم تجميده بناء على الإعلان الدستوري وقلتم حينها أن من تسموهم الحوثيين انقلبوا على مؤسسات الدولة الشرعية ومنها مجلس النواب فهل مجلس النواب شرعي أم لا ؟ إذا كان شرعياً فها هو الآن يعطي الشرعية لحقيقية للشعب وللمجلس السياسي الأعلى الذي يمثل القوى الوطنية والشعب اليمني الذي يعاني بسبب عدوانكم وحصاركم أما إذا لم يكن شرعياً فأنتم أنفسكم غير شرعيين وكل الإجراءات التي قمتم بها غير شرعية ويجب محاسبتكم عليها بدء من استدعاء العدوان وقتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته وصولاً إلى تشدقكم بأنكم الحكومة الشرعية لأن من منحكم الشرعية غير شرعي وبالتالي فما بني على باطل فهو باطل.
وحين تروجون بأن المجلس السياسي الأعلى مخالف للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة فأنتم توقعون أنفسكم في الفخ مرة أخرى فهذه المبادرة كانت لفترة معينة وجاءت مزمنة بتواريخ انتهت بانتهاء مؤتمر الحوار الذي مدد لهادي لمدة سنة رغم ان هذا التمديد مخالف لكل شيء بدءاً من الدستور والقوانين وحتى المبادرة الخليجية التي حددت مدة الرئيس التوافقي بسنتين فقط يتم بعدها إجراء انتخابات لكنه أي هادي ضرب بكل ذلك عرض الحائط واستمر يراوغ ويماطل حتى لا يتم إجراء الانتخابات بناء على المبادرة الخليجية التي انتهت تماماً بزمنها المحدد في آليتها التنفيذية التي تعتبر جزءاً منها وحين تقولون: إن الدستور معطل بناء على المبادرة الخليجية فهذا من باب الافتراء على المبادرة وعلى الدستور وعلى كل القوانين فأنتم أصدرتم قراراتكم بناء على المبادرة والدستور الذي ظل جزء مهما من العملية السياسية حينها وحتى قرار مجلس الأمن الذي تتشدقون به وتعتبرونه إحدى المرجعيات التي تحكم المرحلة يؤكد على احترام الدستور والقوانين النافذة .
أعتقد أن هذا الجنون والهستيريا التي أصابتكم تدل على أن كل ما تقولونه هراء ومحاولة يائسة منكم ومن أسيادكم لإبقاء الذرائع التي بموجبها تدخلوا في اليمن واعتدوا عليه وقتلوا أبنائه ودمروا كل مقدراته فأنتم تعرفون قبل غيركم أن هذه الخطوات التي قامت بها القوى الوطنية صحيحة مائة بالمائة ودستورية لا غبار عليها وأن مجلس النواب هو المؤسسة الدستورية الشرعية التي تمثل الشعب اليمني وكل الإجراءات التي قام بها سليمة، وبالتالي فأنتم الآن خارج المعادلة وخارج الحسابات وخارج التاريخ ولن يكون لكم موطئ قدم في اليمن بعد الآن وبالتأكيد أن نظام بني سعود والمجتمع الدولي لن يجدوا مفراً من التعامل مع المجلس السياسي الأعلى باعتباره الممثل الشرعي للشعب اليمني إن آجلاً أو عاجلاً، وسيكون التفاوض القادم بين اليمن وممثله الشرعي الوحيد المجلس السياسي الأعلى والنظام السعودي أما أنتم فقد قال لكم الشعب: “كش ملك” وانتهى الدرس يا غبي .