الثورة نت/26 سبتمبر
نص الحوار
الأستاذ محمد المنصور- رئيس تحرير صحيفة الثورة لـ”26سبتمبر”
لقد كان إعلان المجلس السياسي حدثا مهما أعطى للإعلام الوطني والعربي والأجنبي قوة دفع غيرت من طبيعة الأداء والتناول لصالح الخيارات الوطنية إعلان المجلس السياسي الأعلى سيعزز موقف الدول التي تدعو للحل السلمي، وتضغط باتجاه وقف العدوان ورفع الحصار المجلس السياسي الأعلى على الصعيد الخارجي سوف يحرج القوى التي تتشدق بالشرعية لكي لا تبرر عدوانها على اليمن وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي إعلام العدوان السعودي الأمريكي افتقد المصداقية والموضوعية المهنية أو الحد الأدنى منها، ولجأ إلى الاختلاق والكذب والتضليل برغم قلة الامكانات والحرب الممنهجة عليه- نجح الإعلام الوطني اليمني في نقل حقيقة ما يجري بقدر كبير من الشفافية والمهنية الارهاب هو في الأساس مشروع أمريكي صهيوني يوظّف عناصر التطرف الوهابي في محاربة واستهداف البلدان والأنظمة العربية والإسلامية كنت ولا أزال أسعى لعملية إصلاح مالي وإداري يساعد المؤسسة في استمرار عملها وتحسينها، وفي إصلاح الاختلالات نحن نسعى بمؤسسة الثورة نحو خطة عمل للنهوض بدورها الصحفي التنويري الفكري الوطني، وتجديد بنيتها الادارية والفنية مثّل انعقاد المؤتمر الإعلامي الوطني الأول لاتحاد الإعلاميين اليمنيين تظاهرة إعلامية وطنية في مواجهة العدوان وأدواته الإعلامية التضليلية توصيات المؤتمر الإعلامي الأول لاتحاد الإعلاميين اليمنيين لامست مختلف القضايا الوطنية وفي مقدمتها رفض العدوان السعودي الأمريكي الهمجي للإعلام دور كبير في مواجهة العدوان والحصار كما أن الإعلام والصحافة هي السلطة الرابعة ولما للصحافة والإعلام من دور كبير كانت إدارة الحروب والمقاومة والمواجهة تدار بالإعلام لهذا كان حتى إن الإعلام هو من يحدد مسارات المواجهة وهو من يرفع الهمة أو يثبطها ولهذا كان لـ”26سبتمبر” لقاء مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للطباعة والنشر- رئيس تحرير صحيفة الثورة الأستاذ محمد المنصور.. في الحوار التالي: حوار: هلال جزيلان •
بداية.. كإعلامي.. كيف ترى وحشية العدوان الغاشم الذي طال الاحياء السكنية والمنشآت التجارية والاقتصادية ؟ ** في البداية أرحب بك وبقراء صحيفة “26سبتمبر” في هذه الفرصة التي اشكرك عليها.. بالنسبة لسؤالك عن وحشية العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم ومرتزقته فإنه قد برهن لليمنيين والعرب والعالم مقدار الوحشية والحقد التي يكنها نظام بني سعود لليمن واليمنيين ومقدراتهم وحضارتهم التي لم تسلم من عدوانه الهمجي طوال عام ونصف من العدوان، وهذه الجرائم المدانة والمرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والإسلامية والإنسانية موثقة بالصوت والصورة، وادلتها وضحاياها معروفون، ولا سبيل إلى إنكارها بأي حال، وإذا كان العدوان السعودي الأمريكي التحالفي الهمجي استطاع اليوم شراء المواقف وتجيير المنظمات الإقليمية والدولية، فإنه لن يستطيع غدا الاستمرار في هذه السياسة الانكارية لجرائمه الممتدة على طول اليمن وعرضها، وسوف يأتي الوقت الذي يحاسب فيه قادة العدوان المجرمين على جرائمهم بحق الشعب اليمني وأطفاله ونسأئه وشبابه، وهو قريب ان شاءالله.
هشاشة إعلام العدوان •
مكنة اعلام العدوان نراها بدأت ترضخ لحقائق الميادين والمعارك.. كيف تجدها بهذه الهشاشة.. هل ترى انها هزيمة نفسية بدأت تفرض نفسها على الاعلاميين والوسائل الاعلامية للعدوان؟ ** نعم ما ذكرته في سؤالك صحيح فاعلام العدوان برغم انه كان ولا يزال يتمتع بامكانات هائلة تقنية ومادية وبشريه، وبامكانات انتشار واسعة، الا انه لم يعد بذلك الصدى والتأثير الذي كان في بداية العدوان على اليمن…لأنه افتقد للمصداقية والموضوعية المهنية أو الحد الأدنى منها، ولجأ إلى الاختلاق والكذب والتضليل، وبنتيجة صمود الشعب اليمني العظيم وجيشه ولجانه الشعبية وتحقيق الانتصارات النوعيه على العدوان ومرتزقته في كل، الجبهات انكشف إعلام العدوان وبانت اكاذيبه، وافتضح محللوه وكتبة تقاريره الإخبارية وعمد إلى تزوير الصور والمعلومات، والتلاعب بها، وفي هذا السياق استطاع الإعلام الوطني الرسمي والأهلي وبامكانات شبه منعدمة أن يقوم بدوره الإعلامي بمصداقية ومهنية، مما أحرج العدوان الذي لجأ إلى استهداف الإعلام الوطني عسكريا في محاولة لإسكات صوت الشعب اليمني واعلامه الوطني المرئي والمسموع، وحجب الحقيقة عن العالم. لجأ العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم إلى الاعتداء المباشر على القنوات الفضائية الرسمية كما حدث لقناة سبأ، والأهلية كما حدث لقناة اليمن اليوم التي قدمت عدداً من الشهداء، وقام طيران العدوان بقصف محطات الإرسال التلفزيوني والإذاعي في مختلف مناطق الجمهورية، وبطريقه غير مباشره عمد العدوان في سياق استهدافه للإعلام الوطني اليمني إلى حجب القنوات اليمنية عن الأقمار الصناعية العربسات والنايلسات، وقام العدوان كذلك باستنساخ القنوات الفضائية الوطنية، والموقع الإخباري لوكالة سبأ …الخ.. وفي المحصلة وبرغم ذلك الاستهداف استمر الإعلام الوطني في تحقيق النجاحات وكسب ثقة المواطن اليمني والعربي الشريف، في حين فشل إعلام العدوان لسقوطه المهني والأخلاقي سواء في الشأن اليمني أو السوري أو العراقي.
المجلس السياسي •
اعلان المجلس السياسي الاعلى.. ما الدي ينبغي على الاعلام ان يواكبه وكيف يجب ان يصاغ خطاب اعلامي مواكب لهدا الانتصار؟ ** بالطبع تفاعل الإعلام الوطني مع إعلان المجلس السياسي الذي جاء في توقيت يتزامن وإفشال العدوان السعودي الأمريكي التحالفي لمشاورات الكويت برغم ما قدمه الوفد الوطني من مبادرات إيجابية للخروج بحل للمشكلة اليمنية التي افتعلها العدوان. لقد كان إعلان المجلس السياسي حدثاً مهماً أعطى للإعلام الوطني والعربي والأجنبي قوة دفع غيّرت من طبيعة الأداء والتناول لصالح الخيارات الوطنية. وأرى بأن الخطاب الإعلامي الموازي لإعلان المجلس السياسي الأعلى ينبغي أن يرصد ردود فعل الشعب وتفاعله مع الحدث المعزز للوحدة الوطنية، وإفشال مخططات العدوان، وإعادة ورقة الشرعية التي ظل العدوان يتلاعب بها، ويوظفها ويتغطى بها أمام ما سمي بالمجتمع الدولي لممارسة العدوان، وبذلك فاعلان المجلس السياسي من شأنه أن يسحب ورقة الشرعية من السعودية وأمريكا وبريطانيا إلى الداخل الوطني ومؤسساته وفي مقدمتها المجلس النيابي.
أثر إعلان المجلس السياسي •
المجلس السياسي الأعلى.. ما الدي يفيده في مفهوم السياسة.. وكيف تجد اثره على الداخل والخارج؟ ** أشرت خلال اجابتي عن سؤالك السابق إلى أن خطوة إعلان المجلس السياسي مهم على صعيد الداخل اليمني ولا شك سيكون تعزيزا للخيار الوطني في مواجهة العدوان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنياً واعلامياً وأمنياً، ولا شك بأن طي صفحة هادي والمرتزقة الذين يرفعون الشرعية كقميص عثمان لتبرير خيانتهم الوطنية، هو أمر في غاية الأهمية والدلالة، فهو بمعنى آخر يعيد موضعة اللعبة السياسية إلى الداخل بعيداً عن التدخلات الخارجية والوصاية والهيمنة التي كانت تمثلها السعودية وأمريكا طوال عقود خلت من الزمن، والتي كانت سبباً في نكبات اليمن وفقره وتخلفه وضعفه. على الصعيد الخارجي فإن الإعلان عن المجلس السياسي الأعلى ولا شك سوف يحرج القوى التي تتشدق بالشرعية لكي لا تبرر عدوانها على اليمن وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، كما أن إعلان المجلس السياسي الأعلى سيعزز موقف الدول التي تدعو للحل السلمي، وتضغط باتجاه وقف العدوان ورفع الحصار، وفي كل الأحوال فإن المهم في الاعلان هو الداخل الوطني الذي ظل يطالب بملء الفراغ السياسي. معوقات الإعلام الوطني •
ما هي ابرز معوقات الاعلام الوطني المناهض الآن للعدوان.. وكيف ينبغي العمل على مزيد من الاصطفاف لمواجهة العدوان؟ ** من المناسب اليوم الحديث عن إنجازات الإعلام الوطني في ظل إمكاناته الشحيحة التي فرضها العدوان والحصار، ومع ذلك استطاع إعلامنا الوطني بشقيه الرسمي والأهلي تحقيق نجاحات كبيرة في مقدمتها كسب ثقة الداخل اليمني الذي أصبح يثق في قنواته الفضائية واذاعاته ووكالته الإخبارية ومواقعه الالكترونية وصحافته المقروءة، كما أن هذا الإعلام استطاع مواكبة أحداث العدوان وفضح ووثق جرائمه، ونقل نبض الشارع اليمني بكل فئاته وابداعاته الفنية والأدبية وفعالياته الشعبية والجماهيرية، وانتصارات الجيش والجيش واللجان الشعبية. بالصدق والتضحية والتفاني والإبداع- برغم قلة الامكانات- نجح الإعلام الوطني اليمني في نقل حقيقة ما يجري بقدر كبير من الشفافية والمهنية، وفيما لو توفرت الإمكانات المادية اللازمة لتطوير الأداء يمكن للإعلام الوطني كسب شرائح واسعة في الشارع العربي، ومخاطبة فئات جديدة، وتعريفهم بحقيقة ما يجري في اليمن، وهو ما نتمناه في المستقبل القريب ان شاء الله.
لا حل إلا مقارعته •
الارهاب قضية دولية واقليمية.. كيف ترى كاعلامي هل يمكن ان تحل هده القضية بالتوعية وبالطرق السلمية ام ان الظرف لم يعد مواتياً؟ ** الحل الأنسب لقضية ما يعرف بالإرهاب وهل تكون سلما ام بالمواجهة المباشرة معه، يقتضي منا فقط تأمل ما يجري في اليمن لاكتشاف الاجابة.. فمن خلال تتبع ورصد ظهور أولى الجماعات العائدة من أفغانستان إلى اليمن أواخر الثمانينات وبداية التسعينات بايديولوجيتها الوهابية التكفيرية السعودية، نجد أن تلك الجماعات التي اتخذت مسميات متعدده بدءاً من الجهاد ثم جيش عدن أبين ثم القاعدة ثم داعش و…الخ، قد عملت لصالح السعودية ومشروعها التخريبي في اليمن التي كانت تتم برعاية من نافذين في السلطة وغطاء إعلامي وديني وقبلي من زعامات حزب الاصلاح، وقد مارست تلك الجماعات دورا كبيرا في إلحاق الأذى بالوحدة اليمنية التي اعلنت عام 1990م من خلال استهداف الحزب الاشتراكي ورموزه وقياداته بالاغتيالات اوبحملات التكفير والتشويه.. تلك الجماعات متهمة كذلك بممارسة أنشطة.. إجرامية؛ تفجيرات، واغتيالات وخطف سياح وموظفين أجانب طوال الثمانينات والتسعين وما بعدها، وعلى الصعيد الاجتماعي والفكري شاركت جماعات التطرف الوهابي التكفيري في إثارة الفتن الطائفية والعنصرية، واستهداف تراث اليمن الفكري لدى الصوفية والزيدية والإسماعيلية والاعتداء على مزارات الصوفية الخ، ونشر ثقافة التكفير والتفسيق، والتغرير بآلاف الشباب للانخراط في الأنشطة الإرهابية داخل وخارج اليمن . وشاركت تلك الجماعات المصنفة في قوائم الإرهاب الأمريكية والغربية والسعودية في الحروب الظالمة على صعدة ثم حروب : كتاف، ودماج وحاشد،وارحب، ورداع والرضمة،مما يندرج في إطار التوجه السعودي الأمريكي لإضعاف اليمن وتبرير التدخل في شؤونه تحت عنوان مكافحة الإرهاب، واليوم هاهو الارهاب من خلال تلك الجماعات والمسميات تصطف مع العدوان في كل الجبهات جنوباً وشمالاً.. وبالتالي فالمواجهة مع الإرهاب تكون بمواجهة المتبني الرئيس لتلك الجماعات والممول لانشطتها الاجرامية والمخطط لها.
فالارهاب هو في الأساس مشروع أمريكي صهيوني يوظف عناصر التطرف الوهابي في محاربة واستهداف البلدان والأنظمة العربية والإسلامية والقوى والأحزاب التي تحاول التصدي للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة.
لا يمكن لأن التجربة لدينا •
هل ترى ان الارهاب ترعاه الدول الرأسمالية الغربية.. ام انه نتيجة تصرفات جماعات متطرفة؟ اذا كانت من ترعى الارهاب جماعات متطرفة كما هو الشائع وتعمل لصالحها فإن بالامكان محاورة هذه الجماعات واستقطابها استقطابا امثل.. ما رأيك؟ ** لنا في اليمن تجربة في الحوار مع القاعدة لم تسفر عن نتيجة تذكر، وفي غير اليمن لا تجربة تذكر لنجاح الحوار مع الجماعات التكفيرية لأسباب منها: اعتقادها بكفر الأنظمة والشعوب والقوى والأحزاب والمذاهب الدينية الإسلامية الأخرى ومن خالفها كافر مستباح الدم والعرض والمال.
لقد أثبتت التجربة التاريخية لصراع المجتمعات العربية والإسلامية مع تلك الجماعات الإرهابية الوهابية خلال العقود الماضية ارتباطاً وثيقاً لتلك الجماعات مع حكم آل سعود، وتبعيتها لمذهبهم الوهابي، وتقليدها وطاعاتها لشيوخ الوهابية وفتاويهم التكفيرية بحق المخالفين لهم في المذهب وبحق المختلفين مع توجهات النظام السعودي.
لقد وظفت بريطانيا ومن ثم أمريكا نظام آل سعود في خدمة مشروع هيمنتها على المنطقة فاستفادت من الوهابية في مقارعة تيارات اليسار والتيار القومي والليبرالي، ومنذ الخمسينات كفر شيوخ الوهابية اليسارين والبعثيين والناصريين والحداثيين من شعراء وكتاب ومفكرين و…الخ. ولعل المثال الواضح لعلاقة أمريكا والغرب بداعش والقاعدة وغيرها من الحركات والجماعات ذات الخلفية التكفيرية الوهابية ما يجري في اليمن وسورية والعراق وغيرها من توظيف لهذه الجماعات في تحقيق أهداف أمريكا والغرب، وليست السعودية وقطر وغيرها من الدول التي تدعم الإرهاب سوى أدوات تنفذ الأجندة الأمريكية الصهيونية في تفتيت واخضاع المنطقة، وإسرائيل هي المستفيد الرئيس من الحروب في العراق وسوريا والاعتداء على اليمن، ولا تصدق ياعزيزي غيرة السعودية ومشايخها على أهل السنة وتوجسها من إيران الشيعية، فالحقيقة أن العداء لإيران وحزب الله وسورية وانصارالله هي لدواعٍ صهيونية أمريكية تتعلق بمستقبل المنطقة والسيطرة على مواردها، وتأمين الكيان الصهيوني.
اسباب الإرهاب •
هل ترى ان هناك اسباباً للارهاب تعني بالعدالة الاجتماعية في المجتمعات العربية والاسلامية.. اذا ما تحدثنا ان الارهاب فقط من المسلمين؟ ** الفكر الوهابي برأيي يمثل المشكلة الأكبر التي تفسر نزعة التكفير والعنف المتوحش التي نراها اليوم في مشاهد الذبح والسحل وقطع الرؤوس والتفجيرات التي تستهدف التجمعات السكانية في اليمن وسورية والعراق وحيثما حلت داعش والقاعدة هي ذات خلفية وهابية وفتاوى وتمويل وتوجيه يقود إلى نفس الفاعل. هناك طبعا أسباباً اخرى سياسية واجتماعية واقتصادية ونفسية تدفع بعض الشباب إلى هذا الخيار ولكنها ليست بذات تأثير العامل الوهابي بحسب علمي، طبعاً هناك نزعات تطرف وجدت عبر التاريخ المعاصر داخل وخارج الإطار الإسلامي، لكنك قد لا تجد مثالا شبيها لما تمارسه داعش من ذبح وسحل وتلذذ بذلك التوحش حتى بالنسبة للأطفال الذين هم دون سن التكليف في كل الشرائع كما جرى للطفل السوري قبل أيام.
الصراري كجريمة •
ما تعليقكم على ما جرى في الصراري من جرائم.. وما الذي ينبغي فعله لتفادي ان ينشأ جيلاً يوازي من يقوم بمثل هذه الجرائم.. وما الذي يريده العدوان ومرتزقته من الاقدام على هكذا جريمة؟ ** أرى بأن جريمة الصراري وما سبقها من جرائم بحق آل الرميمة الـ26 في قرية مشرعة وحدنان بجبل صبر، هي رسائل من قبل العدوان بقصد إثارة ردود فعل واسعة النطاق لإشعال الفتنة الطائفية التي يسعى لها العدوان في عموم اليمن وفشله ولله الحمد، بفضل وعي وحكمة الشعب اليمني ووعيه بطبيعة المؤامرة التي يراد لها أن تحقق ما عجز عنه العدوان السعودي ومرتزقته واعلامه الذي ظل يستغل الأحداث المؤسفة في تعز لاذكاء الفتنة الطائفية في اليمن.
جريمة الصراري وما سبقها من جرائم غريبة على مجتمعنا اليمني المتعايش بكل مذاهبه وقبائله ومكوناته منذ مئات السنين ترتبط من حيث الخلفية الفكرية والدوافع بالجماعات الوهابية التكفيرية المنخرطة في المشروع الوهابي التكفيري السعودي، وليس خارج ذلك الفكر وتلك الجماعات الإرهابية الوهابية الممولة والموجهة سعوديا وأمريكيا من مارس جرائم ومجازر الاغتيال والذبح بحق الناشطين السياسيين والقامات الفكرية والسياسية والحقوقية أمثال: (جارالله عمر، وعبد الكريم الخيواني، وعبدالكريم جدبان، ومحمد عبدالملك المتوكل، واحمد عبدالرحمن شرف الدين …الخ) منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي وحتى اللحظة ترتبط وثيقا بجرائم استهداف منتسبي الجيش في عدن وحضرموت وصنعاء، كما ترتبط بذات الهدف والسباق العام لرسم المشهد في اليمن من قبل الإرهاب السعودي الأمريكي وأدواته في اليمن جرائم ذبح الجنود الـ18 في حضرموت، وجريمة مستشفى العرضي بصنعاء، وتفجير جنود الأمن المركزي، واستهداف وتفجير مساجد (بدر والحشوش والبليلي وشرف الدين) وغيرها من جرائم الإرهاب الوهابي التكفيري وجريمة الصراري كما لاحظنا أنها ليست الأخيرة.
صحيفة الثورة •
صحيفة “الثورة” هي الصحيفة التي يأخدها ويقتنيها عامة الشعب..هل الصحيفة تلامس واقع الناس وهمومهم؟ ** اعتقد ان الإجابة عن هذا السؤال يستطيع أن يكون سواي منصفاً ومتجرداً أكثر مني، نحن في هيئة تحرير الثورة نبذل جهودا وفق المتاح والممكن من الإمكانات المادية، لا أقول أنني راض كل الرضى عما نقدمه في صحيفة الثورة، لكننا نحاول أن نكون الصحيفة التي تعبر عن كل الاتجاهات والتوجهات داخل الساحة اليمنية، نفتخر بخط الصحيفة المناهض بوضوح للعدوان، المنحاز لليمن والمعبر عن هموم الناس وقضاياهم.
الذي تحقق •
ما الذي تم تحقيقه بالنسبة لصحيفة ومؤسسة الثورة منذ توليكم قيادة الصحيفة.. وما الذي تأملون وتعزمون عمله في الايام القادمة؟ ** نحن جئنا في ظروف غاية في الصعوبة والحساسية، وفي وضع لا تحسد عليه مؤسسة الثورة وغيرها من المؤسسات الإعلامية، فالوضع المالي في ظل ترشيد النفقات لم يسمح سوى بالأمل والتفاؤل في تحسن الظروف. وبصراحة اقولها بأنه لولا وجود روح الإخلاص للمهنة والمثابرة وحب الوطن وروح المقاومة والتحدي للعدوان لما امكن لصحيفة الثورة بالاستمرارفي الصدور يومياً قياساً بما كانت تقدمه المؤسسة سابقاً من مستحقات مالية للصحفيين والإداريين والعمال والتي تقلصت بفعل العدوان إلى ما لا يساوي 5% تقريباً مما كان.
أضيف أيضاً بأن المؤسسة لا زالت تصدر صحيفتي الوحدة والرياضة كل نصف شهر، ولدينا موقع الثورة نت الإلكتروني، وخدمة الثورة موبايل.
اصارحك القول بأنني كنت ولا أزال أسعى لعملية إصلاح مالي وإداري يساعد المؤسسة في استمرار عملها وتحسينها، وفي إصلاح الاختلالات واستعادة المديونيات لدى الغير وفي الإيفاء بما للغير لدى المؤسسة، وما زلنا نحاول تحسين الأداء بوجه عام وتفعيل عمل صندوقي الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية الموقوفين منذ سنوات، ليكونا عونا للزملاء والزميلات موظفي المؤسسة الذين لا يوجد لديهم تأمين صحي مثل بعض المؤسسات الحكومية الأخرى، مما يشكل معاناة كبيرة نسعى إلى التخفيف منها.
على الصعيد الصحفي ادخلنا تغييرات على صعيد الشكل العام للصحيفة وبعض المضمون، في حين لا تسعفنا الظروف الحالية بأكثرمن شرف المحاولة.
النهوض بالصحيفة •
هل تتوقعون نهوضاً اعلامياً اكبر لصحيفة “الثورة”.. خلال المرحلة القادمة ؟ ** بانتهاء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وتحسن الظروف المادية يمكن للمؤسسة المضي نحو خطة عمل للنهوض بدورها الصحفي التنويري الفكري الوطني، وتجديد بنيتها الادارية والفنية، حالياً لدينا مشكلات حادة وإعطال كبيرة لآلات كثيرة بما فيها آلة طبع الصحف الجوس، التي تحتاج إلى صيانة منذ نحو أكثر من عشر سنوات وبكلفة تقدر بأكثر من مليون دولار، وقد طالبت الإدارات السابقة بعملية الإصلاح والصيانة لتلك الآلة إلا أن شيئا لم يتحقق، وما ذكرته لك أخي مثال فقط عن ما تعانيه أكبر المؤسسات الصحفية في اليمن.
انكماش المكاتب •
انكماش المكاتب في المحافظات.. وهزالة السوق الاعلانية.. هل عملت ضغطا على اداء صحيفة الثورة وتوسع نشاطها.. وهل تحركتم في اتجاه بدائل؟ ** طبعاً مؤسسة الثورة كانت من أكثر المؤسسات الحكومية تضرراً من العدوان على كل صعيد، فبسبب العدوان والحرب تقلصت مساحة الطباعة والتوزيع والمبيعات إلى الربع تقريباً، وتراجعت العائدات الإعلانية والاشتراكات إلى 5% تقريبا مما كانت عليه قبل العدوان. وأغلقت فروع المؤسسة في المحافظات الجنوبية وغيرها، وتعرضت مقرات المؤسسة في تعز وعدن للنهب والتدمير، إلى جانب تدني نسبة ما تقوم به المطابع الصحفية والتجارية من أعمال، بعد توقف معظم الصحف الأهلية والحزبية عن الصدور. لقد عكس الوضع الاقتصادي العام نفسه على المؤسسة بأشكال مختلفة من بينها صعوبة تحصيل المديونية لدى القطاعين العام والخاص، وإزاء كل تلك الصعوبات نسعى إلى تجاوزها ووضع البدائل والتصورات للمعالجة، وبإذن الله سوف تستمر المؤسسة واصداراتها الصحفية بالصدور الورقي والإلكتروني، ليتمكن القارئ اليمني التي لا تصل إليه لسبب أو لآخر بمتابعتها عبر الإنترنت.
مؤتمر إتحاد الإعلاميين •
اتحاد الاعلاميين اليمنيين عقد مؤتمره الاعلامي الاول وطرح جملة من القضايا والتوصيات كيف قرأتم ذلك؟ ** مثل انعقاد مؤتمر الإعلام الوطني الأول تظاهرة إعلامية وطنية في مواجهة العدوان وأدواته الإعلامية التضليلية، وقد سبق هذا المؤتمر نشاط إعلامي متميز قام به اتحاد الإعلاميين طيلة العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم، وقام بتنظيم فعاليات اعلامية مختلفة، وعبر عن مواقف الإعلاميين والصحفيين اليمنيين المناهضين للعدوان عبر بياناته ونشاطاته.. فكان انعقاد المؤتمر الإعلامي الأول هو تتويج لنشاط وحراك موجود ومستمر في الواقع. انعقاد المؤتمر يعتبر تأكيداً على أهمية العمل النقابي الجماهيري بخاصة في ظل ظروف الحرب والعدوان والحصار، ورسالة من قبل الإعلاميين اليمنيين إلى الداخل والخارج بأنهم متمسكون بحقهم في التعبير عن الرأي الوطني الإعلامي المناهض للعدوان وأدواته التضليلية في الخارج المحسوبة على الصحفيين والإعلاميين اليمنيين التي تبرر لقتل أبناء الشعب اليمني وتعمل على تزييف الحقائق، وتسويق مشروع الغزو والاحتلال والفتن الطائفية والمناطقية في اليمن، من هنا تأتي أهمية انعقاد مؤتمر الإعلام الوطني الأول..
توصيات المؤتمر الإعلامي •
تضمنت توصيات المؤتمر الاعلامي الاول لاتحاد الاعلاميين جملة من التوجهات.. كما انه طرح مشروع شرف صحفي كيف تقراء ذلك؟ ** لامست القضايا التي وردت في البيان الختامي مختلف القضايا الوطنية وفي مقدمتها رفض العدوان السعودي الأمريكي الهمجي، كما أن تبني المؤتمر مشروع الشرف الصحفي يعد خطوة مهمة في هذا الصدد، خصوصاً في ظل ما شهدناه من تبني صحافيي الأحزاب المنضوية في إطار العدوان لمواقف مبررة لغزو اليمن واحتلالها وقتل أبنائها، وتوظيفهم للعناوين الطائفية والمناطقية التي يروج لها العدوان ليكونوا جزءاً من آلة العدوان الإعلامية في قنوات الفتنة والتضليل السعودية والخليجية وغيرها..
نقابة الصحفيين •
بالنسبة لنقابة الصحفيين برأيك هل من الممكن ان يكون هناك انعقاد مؤتمرا لها وجمع توقيعات للصحفيين والاعلاميين في الداخل ومن بالخارج او في جنوب الوطن يتم اشعاره ويدلي بصوته عبر النت وتكون انتخابات كون ان من يرأسونها مع العدوان او لم يكون لهم دور في مواجهته.. رأيكم بهذا الخصوص؟ ** موضوع نقابة الصحفيين يتصل بالوضع العام للنقابات والاتحادات التي شابها في السنوات الأخيرة الكثير من الفساد والتقاسم الحزبي الذي دمر استقلالية العمل النقابي، وجعله مختطفا ومجيرا لأحزاب بعينها يتقاسم ممثلوها في الأمانات العامة المال والنفوذ وبدل السفر والدعم والهبات الخارجية، وبالنتيجة ضاع أثرها، وفاعليتها في الواقع، وأصبح المسيطرون على النقابات ومنها نقابة الصحفيين اليمنيين يعبرون في الغالب عن توجهات احزابهم ومواقفها وصراعاتها السياسية مع القوى والأحزاب الأخرى في الساحة، اضافة الى ان النقابة أصبحت تدار ومنذ سنوات بعقلية التقاسم والاستئثار بالموارد المالية بعيدا عن أية رقابة أو محاسبة، بل جزء من منظومة الفساد المستشري، ولهذا السبب غابت فاعليتها، ومن ثم فقدت شرعيتها الانتخابية منذ سنوات طويلة، وما أشرت إليه في سؤالك عن إمكانية عقد مؤتمر عام للنقابة أرى أنه غير ممكن في الظرف الحالي بسبب العدوان وظروف البلد، والتعقيدات التي نجمت عن هذا العدوان الذي يحاول تقطيع الاواصر الداخلية، وعزل اليمن وحصاره عن العالم. ما نطالب به اليوم أن لا يستمر تجيير النقابة ومواقفها للطرف أو للأطراف المنخرطة في العدوان، الذي يستغل جانب الحقوق والحريات للإساءة والتشهير ضد انصارالله والأجهزة الأمنية- في الداخل والخارج – في احداث اعتقال ذات صلة بالعدوان وأدواته التي تعمل في الداخل. وان شاء الله تطوى صفحة العدوان، ويتم إعادة بناء مؤسسات الدولة، ويستعيد العمل النقابي الجماهيري دوره وفاعليته وفق الدستور والقانون، وتعود نقابة الصحفيين، واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، واتحاد عمال الجمهورية وغيرها من النقابات والاتحادات والجمعيات حضورها ودورها الوطني الفاعل.
كلمة اخيرة •
كلمة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟ ** اشكرك اخي واشكر صحيفة “26سبتمبر” على هذا الحوار، وأوجه من الصحيفة المعبرة عن القوات المسلحة اليمنية، من هذا المنبر الإعلامي الوطني التحية لأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يصنعون مجد وشرف اليمنيين والأمة وكل أحرار العالم، بوجه العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم ومرتزقته، وأسأل الله الرحمه للشهداء والشفاء للجرحى، وللوطن اليمني العظيم الانتصار والحرية والسلام بإذن الله.