الحصار الإسرائيلي والحصار السعودي
حسن الوريث
نعرف جميعاً أن إسرائيل تفرض حصاراً مطبقاً على المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو تلك الخاضعة لحركة حماس في قطاع غزة وتمنع خروج ودخول المواطنين الفلسطينيين إلا عبر معابر معينة تشرف عليها ووفقاً لما تقرره، كما أنها تفرض حصاراً على الغذاء والدواء ولا تدخل إلا ما توافق عليه كما أنها وفي إطار الإمعان في إذلال الفلسطينيين تمنع كل التحويلات المالية إلا عبر بنوكها وبعد أن تمر بعمليات معقدة وفي نهاية المطاف توافق أو ترفض التحويل ليظل الشعب الفلسطيني سواء في القطاع أو الضفة تحت رحمة الدولة العبرية.
بالتأكيد أن ما يقوم به نظام بني سعود في اليمن من حصار جائر يتطابق تماماً مع ما تقوم به إسرائيل على الفلسطينيين بل إن الحصار الذي تتعرض له اليمن أشد وأبشع ما يدل على أن هذين النظامين خرجا من رحم واحد ويمثلان وجهان لعملة قبيحة واحدة، فمبرراتهما هي نفسها وكذبهما هو نفسه إلا أن إسرائيل لديها الشجاعة لتقول إنها تحاصر الفلسطينيين وتصدر بذلك القرارات والمراسيم المتعلقة بهذا الأمر وتعلنها للملأ بينما نظام بني سعود يتخفى وراء دمى وهياكل يسميها حكومة شرعية ويبرر للعالم أن من يقوم بهذه الامور من عدوان وحصار هي ما تسمى بالحكومة الشرعية وأنه ليس لديه أي دخل في قراراتها بينما في الواقع هو من يقوم بكل شيء وهؤلاء ليسوا سوى محلل فقط .
بالعودة إلى الحصار الذي تفرضه دول العدوان على اليمن والذي بموجبه يتم منع الغذاء والدواء وكل احتياجات الشعب اليمني فهو حصار واقع وقائم مهما حاول النظام السعودي أو مرتزقته أو حتى من اشتراهم بماله من المنظمات الدولية وفي مقدمتهم الأمم المتحدة أن ينكروا وجود هذا الحصار وبالتأكيد أنهم يفضحون أنفسهم ،فتقارير الأمم المتحدة ومنظماتها وكل المنظمات الدولية الإنسانية تؤكد في تقاريرها أن الأوضاع الإنسانية في اليمن وصلت إلى وضع كارثي لا يحتمل بسبب منع الغذاء والدواء وكل الاحتياجات عن السكان وهذه التقارير تفضحهم وتفضح زيفهم وكذبهم الذي يحاولون به تجميل أنفسهم من خلال إنكار وجود الحصار بكافة أنواعه وأشكاله بينما كل الشواهد بما فيها تصريحات دول العدوان والمرتزقة ووسائل إعلامهم تؤكد وجود الحصار بل والتفاخر بما يقومون به من حصار وتجويع للشعب اليمني .
مما لاشك فيه أن التشابه الكبير بين الحصار الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والحصار السعودي على الشعب اليمني يدل دلالة قاطعة على أن هذين النظامين تشربا ورضعا الحليب من أم واحدة وهي التي أنشأتهما وهي المخابرات البريطانية التي كانت السبب الرئيسي في وجود هذين الكيانين السرطانيين اللذين زرعتهما في جسد الأمة العربية والإسلامية لتحقيق أهدافها وأغراضها في المنطقة وبالتالي فهما ينفذان أجندة واحدة وتعليمات واحدة تخرج من جهة المنشأ، لذلك لا تأملوا خيرا من بني سعود ومن كان لديه ثمة شك في ذلك فليسأل نفسه: لماذا لم يتحرك هذا النظام الذي يقول عن نفسه إنه إسلامي وحامي حمى المقدسات الإسلامية لينقذ أبناء فلسطين وشرعيتهم المتمثلة في حقهم التاريخي في بلدهم وأرضهم وإيقاف الصهاينة عند حدهم واستخدام ترسانتهم من الأسلحة الفتاكة الكفيلة بمسح إسرائيل من على وجه الأرض ؟ .
اعتقد أن الرد بسيط جداً على مثل هؤلاء الذين مازالوا يدافعون عن هذا النظام، فهذين الكيانين يسيران في فلك واحد ويجمعهما هدف واحد هو تدمير الأمة العربية والإسلامية والقضاء عليها وستشهد الأيام القادمة الإعلان الرسمي عن استقبال السفراء في البلدين واستكمال الخطوات لضم إسرائيل إلى جامعة الشرق الأوسط التي سيعلن عنها بديلاً لجامعة الدول العربية التي ماتت وأعلن عن وفاتها في القمة الأخيرة في موريتانيا. ونحن عندما نتحدث عن الحصار السعودي على الشعب اليمني لا يمكن أن يكون بمعزل عن الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين على اعتبار أنهما نابعان من مصدر واحد بريطاني المنشأ تم إعادة معالجته في أمريكا وإرساله إلى العرب والمسلمين لتنفيذ مهام التدمير والتفكيك للأمة العربية والإسلامية.