نائب وزير الشباب والرياضة القائم بالأعمال في حوار صريح مع “الثورة الرياضي”:
رفضنا ابتزاز بعض القوى السياسية والإعلاميين، ومثلما صمدنا في السجون وتحت التعذيب سنصمد في خدمة الوطن
حاوره/يحيى الحلالي
الكثير والكثير من القضايا التي تدور حول القطاعين الشبابي والرياضي.
مشاكل ..هموم.. فساد ..ظلم .. لجان ..لوائح ..انتخابات عدوان غاشم ..ومنشآت مدمرة في مختلف أرجاء الوطن كلفت المليارات والوقت والجهد والآن تحتاج لإعادة الإعمار.. سياسة ورياضة.. ابتزاز.. وقوى تضغط لتمرير مصالحها.. ومحاولات خجولة لانتشال المجال الشبابي والرياضي من وضعه الحالي.. وغير ذلك الكثير من القضايا والمحاور بحاجة للتفتيش في أروقتها.
(الثورة الرياضي) وضع كل ذلك وغيره من القضايا على طاولة نائب وزير الشباب والرياضة القائم بالأعمال حسين زيد بن يحيى في حوار مختلف ومميز.. وناقشنا معه مختلف القضايا الشبابية والرياضية.
ليس هناك مجال للكثير من المقدمات, فالكثير من الأسئلة والإجابات كانت هي الحاضرة.. فمع التفاصيل.
* كيف تقيمون أوضاع الوزارة وهيئاتها المختلفة خاصة في ظل وجود فساد كبير؟
– طبعاً الفساد المالي والإداري لا يقتصر وجوده في وزارة الشباب والرياضة فقط بل هو في كل المؤسسات والجهات منذ ما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، فنظام الوصاية السعودي الأمريكي على اليمن أفقدها الاستقلال وبالتالي أي وطن يفقد استقلاله الوطني يستشري فيه الفساد لأن الروح الوطنية لبناء الوطن تكون معدومة ويستبدل عنها بالمنتفعين، ومن باع سيادة وطنه لا يستبعد عليه نهب المال العام والعبث بثروات الأمة ولكن والحمدلله بعد ثورة 21 سبتمبر وتحرك عجلة الإصلاح السياسي والمالي والإداري فهناك معالجات جادة من قيادة الثورة لتصحيح هذه الأوضاع وبناء الدولة المدنية الحديثة العادلة التي تحافظ على مصالح الأمة وتحقق ما تصبو إليه الجماهير التواقة للتقدم والحداثة، فعندما استلمنا الوزارة كان من أهم المهام التي جئنا بها تغيير الصورة عن هذه الوزارة التي كان ينظر لها سابقاً بأنها وزارة لإلهاء الشباب والناشئة ولكن هي وزارة سيادية ومن أهم الوزارات ومعنية بإعادة بناء وتشكيل النشء والشباب والاهتمام بهم بما يوجد جيلا قادرا على المقاومة ورفض الوصاية والحفاظ على الاستقلال وبناء وطن قوي مرتبط بقيم الإسلام والعروبة والوطنية اليمنية الرافضة لأي خنوع أمام الأجنبي، ونحاول بقدر ما نستطيع لا نقول القضاء على الفساد، لأن ذلك يحتاج إلى وقت طويل ولكن الإرادة السياسية والوطنية الموجودة حالياً ونوايانا الصادقة هي في كيفية تجفيف منابع هذا الفساد فنحرص على التعامل بشفافية وإشراك الأطر والاتحادات في مراقبة المال المقدم إليها وتكليف القطاعات المعنية بالبحث، أين ذهب المال فالوضع حالياً أصبح أكثر رقابة من خلال وجود أكثر من عملية رقابية والمتمثلة في لجنة الموسم وقطاع الرياضة أو قطاع الشباب المعني بالفعالية وأيضاً من الجهات الرقابية والمحاسبية والمالية في الصندوق وأيضا رقابة اللجنة الثورية فتعدد الجهات الرقابية بدأ يفرمل الفساد ونأمل الوصول إلى اجتثاثه نهائياً.
لم نأت من قصور بل جئنا من الساحات
* مهمتكم شاقة في الوزارة فكيف وافقتم على القبول بهذه المهمة خاصة في ظل العدوان الغاشم؟
– نحن مجاهدون ولم نأت من قصور أو فنادق بل جئنا من ساحات النضال والشرف وخضنا معترك المعتقلات والمحاكم والسجون وحكم علينا بالسجن أكثر من عشر سنوات وبالتالي فأنني اعتبر تولي هذه المهمة تكليفاً وليس تشريفاً في مرحلة تعد من أصعب مراحل الجهاد، وعملنا في الوزارة جهاد لإعادة بناء الوزارة على الأسس الصحيحة التي أنشئت من أجلها وبما يحقق تطلعات ورغبات الشباب والرياضيين وبناء جيل قوي ثقافياً وجسمانياً.
العدوان أثر على كافة مناحي الحياة
* رغم الفترة القصيرة التي توليتم فيها هذا المنصب فما هي أبرز الصعاب التي واجهتموها؟
– طبعاً العدوان السعودي الأمريكي الظالم انعكس على كل مناحي الحياة في بلادنا ونعرف جميعاً أن العدوان دمر أكثر من 90 % من المنشآت الشبابية والرياضية إضافة إلى عدم القدرة على إقامة الأنشطة على مستوى الوطن، أيضاً العدوان أدى إلى توقف كثير من موارد صندوق رعاية النشء والشباب الذي يرفد الرياضة والحركة الرياضية والشبابية ولكن مع كل ذلك وبتعاون القيادة السياسية ومجلس الوزراء تيسرت الكثير من الأمور ونحن بصدد إيجاد معالجة لهذا النقص وكيفية تعويضه وخاصة أن مرتزقة الرياض بسطوا على بعض أموال الصندوق ومن البنك المركزي بعدن بما يخالف قوانين وأنظمة البنك المركزي وكل القوانين المالية السائدة وما تم في عدن من نهب يعتبر نوعاً من الاختلاس وندعو محافظ البنك المركزي لاتخاذ إجراءات حاسمة لمعاقبة من تجرأ على نهب أموال الصندوق.
نهب 30 مليوناً ومبالغ أخرى
* هل يعني ذلك أن إيرادات صندوق رعاية النشء والشباب تورد إلى عدن مباشرة؟
– لم تكن تورد إلى عدن في السابق أما الآن فتورد، لكن سحبت مبالغ كانت موجودة في البنك المركزي لحساب الصندوق وذلك مخالف لقوانين وأنظمة البنك المركزي والكرة الآن في ملعب محافظ البنك المركزي المشهود له بالوطنية والنزاهة والكفاءة وحب الوطن، فنحن نطالبه بمحاسبة مدير المالية وفرع البنك المركزي بعدن والبحث عن أين ذهب هذا المال وكيف سحب مخالفاً لكل القوانين المالية.
* كم المبلغ؟
– المبلغ الذي سحب في السابق يفوق 30 مليون ريال وأيضاً هناك مبالغ جديدة يتم نهبها تحديداً من محافظة عدن وحضرموت من قبل نجل الفار عبدربه هادي منصور “جلال هادي” وبعض الفاسدين من مرتزقة الرياض وحقيقة فهذا مال الأمة وستحاسبهم الأمة اليمنية وتحديداً أبناء عدن وحضرموت، فالآن من ينفق على الرياضة والرياضيين في عدن وحضرموت هي العاصمة صنعاء ونحن نقول ليس صنعاء من ستحاسبكم بل أبناء عدن وحضرموت هم من سيحاسبون ويحاكمون هؤلاء عندما يرحل المحتل لأن هذا مال الأمة ولن تسمح الأمة العبث به.
التقييم يتم من عدة جهات
* طالما والأنشطة الرياضية في كل المحافظات يتم تمويلها من العاصمة صنعاء فكيف يتم تقييم وكيف يتم صرف تلك المبالغ؟
– التقييم يتم عبر عدة جهات من قبل الاتحادات وقطاع الرياضة والوزارة فنحن في الدولة وعاصمتها صنعاء مسؤولون عن الرياضة والرياضيين في كل أنحاء الوطن اليمني ومثلما دفعنا القسط الأول سندفع القسط الثاني لجميع الاتحادات والأندية من المهرة إلى تهامة وهذا واجبنا القانوني والأخلاقي، فالتنسيق يتم مباشرة مع الاتحادات والأندية التي تستلم المال من صنعاء فهي من يتم التعامل معها.
الرياضيون يشعرون بالمسؤولية
* رغم العدوان إلا أن عدداً من الألعاب الرياضية حققت إنجازات خارجية فكيف تقيمون تلك الإنجازات؟
– روح الثورة تعمق وترسخ في المجتمع اليمني وفي المقدمة الشباب والرياضيون، فالرياضي اليمني يشعر بمسؤولية وطنية وأخلاقية بأنه يمثل اليمن ورغم هذه الصعوبات وقلة الإمكانات وشحتها وضعف الإعداد والتدريب بسبب تدمير المنشآت إلا أن الشعور الوطني في اللاعب اليمني يتعاظم مما جعله يبدع ويتألق لتتحقق هذه الإنجازات كما أن استمرار المشاركات الخارجية يعد نوعاً من التعبير الحي من الشباب اليمني أنه صامد وسيشارك وسيحقق الفوز والإنجاز رغم العدوان.
العدوان استهدف حاضر ومستقبل اليمن
* العدوان السعودي دمر المنشآت الشبابية والرياضية في مختلف المحافظات رغم أنها لم تكن مخازن للأسلحة أو مأوى للمسلحين ما رأيكم؟
– العدوان السعودي الأمريكي استهدف حاضر ومستقبل اليمن ولكونه يستهدف المستقبل فكان لا بد أن يستهدف المنشآت الشبابية والرياضية على اعتبار أن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل فتم استهداف المنشآت بهدف إيجاد جيل شبابي وهن وضعيف وغير مواكب لحركة الثورة والتطور في جميع مناحي الحياة، فكل هذا الحقد للعدو السعودي الأمريكي يتجلى أنه خلال السنوات الماضية استطاع الفكر الصهيوني تحويل الكيان الغاصب إلى واقع مقبول في المنطقة العربية والإسلامية وهو ما يعرف بالشرق الأوسط الكبير، فالجيل الجديد الذي بنته المسيرة القرآنية هو جيل عقائدي ولهذا فالصهيونية والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وجه السعودية في عدوانها للقضاء على هذا الجيل الجديد الذي تترسخ فيه قيم العداء للاستكبار وللشيطان الأكبر ولإسرائيل ولليهود باعتبار أنهم أعداء حقيقيون يستهدفون الأمة وحاضرها ومستقبلها ودينها وثقافتها وسلوكها فكان الشباب المستهدف الأول من العدوان.
شعب حضاري قادر على البناء
* الدمار الذي لحق بالمنشآت الشبابية والرياضية كبير ويكلف مبالغ باهظة، فكيف ستعملون على إعادة الإعمار؟
– نحن شعب حي وحضاري يتميز بالتقدم ولذلك فهذا الشعب قادر على إعادة إعمار ما دمره العدوان وبمال حلال بعيداً عن المال الملوث القادم من الخليج فنستطيع بالمال الحلال وبجهد الشباب والجهد المجتمعي على إعادة إعمار ما تم تدميره، وفي ظل السيادة والاستقرار يمكن بناء كل ما دمره العدوان ويمكن للعقليات الاقتصادية اليمنية، أن توجد من الأفكار ما يؤدي إلى توفير المال اللازم لهذه التنمية، فالأهم من ذلك أن كل الدم والدمار الذي دفعه الشعب اليمني هو حفاظاً على سيادته واستقلاله وبالتالي تحت مظلة السيادة والاستقلال يتم إعمار كل شيء لكن إذا فقدنا السيادة والاستقلال لا يمكن عمل شيء حتى وإن تم الإعمار سيكون إعماراً خاوياً من الروح والحياة والعزة والكرامة، ونحن كنا بصدد القيام ببعض أعمال الإعمار وترميم بعض المنشآت حيث كان هناك توجيهات واضحة من مجلس الوزراء بإعادة ترميم مبنى الوزارة الجديد ولكن حقد العدوان ومرتزقته وغدرهم هي ما تجعلنا نتريث في ذلك حفاظاً على أن يذهب مال الأمة مرة أخرى هدراً خاصة عقب توقيع الاتفاق السياسي بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان وهو ما أثار حقد العدوان ومرتزقته فخشينا أن يتم الترميم ويعود العدو لاستهداف تلك المنشآت، وأؤكد هنا أن الشعب اليمني معطاء وسخي ويتبرع للعديد من الشعوب منذ القدم فكيف لا يتبرع من أجل إعادة إعمار منشآته الوطنية.
الاتفاق السياسي يعبر عن نضوج وشعور بالمسؤولية
* كيف ترون الاتفاق السياسي وما يمثله للوطن والشعب؟
– الاتفاق السياسي بين القوى الوطنية اليمنية يعبر عن أن قيادات القوى التي وقعت الاتفاق على نضوج وشعور بالمسؤولية، فأول متطلبات مواجهة العدوان رص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية كما أن الاتفاق يدل على الروح العظيمة الموجودة في المكونين الموقعين على الاتفاق وهي روح التصالح والتسامح والاعتراف بالآخر وثقافة التعايش وأن الوطن اليمني متسع للجميع، وذلك يضع الطرف الآخر المعادي للاتفاق في زاوية تكشف حقيقته العدائية والإقصائية وعدم إيمانه بروح التصالح والتسامح والشراكة، فالاتفاق في حال استمر العدوان يؤكد تماسك الجبهة الداخلية وتكون القوى السياسية موحدة في مواجهته وفي حال انتهائه يكون الوطن كله موحدا ليتفرغ الجميع بعد ذلك لإعادة الإعمار والبناء.
فصل الرياضة عن السياسة
* تسعى الوزارة لترسيخ مبدأ فصل الرياضة عن السياسة، كيف ستعملون على ذلك؟
– في بلادنا والكثير من الدول العربية والإسلامية يختلف عما هو موجود في دول العالم بسبب ضعف رأس المال الوطني ولا تستطيع الاتحادات أو الأندية توفير ما تحتاجه من مال عبر جهات أحرى غير الدولة مما يجعل وزارة الشباب والرياضة هي الممول الوحيد للأنشطة الرياضية والاتحادات والأندية، لكن ذلك لا يعني التدخل في هذه الهيئات وتسييسها وإخضاعها للأهواء الحزبية والسياسية والخاصة ونحن وفقاً للتوجه العام للدولة نعمل على دعم الاتحادات والأندية والرياضة والشباب بكل الإمكانات دون التدخل في الأمور الفنية أو الداخلية لكل اتحاد أو ناد وكلما نريد هو تتبع هذا المال المقدم من الوزارة، أين يذهب وهل يذهب للهدف الأساسي الذي تم توفيره من أجله أو أنه تم الاستحواذ عليه من قبل فاسدين وبالتالي أصبح من الضرورة محاسبة العابثين والفاسدين.
من يخون الوطن لا يمتلك من الأخلاق شيئاً
* في جانب آخر تسييس الرياضة قائم والدليل على ذلك أنه عندما بدأ العدوان اتجه عدد من رؤساء وأعضاء الاتحادات لتأييد العدوان والفرار إلى خارج الوطن، فكيف تقيمون ذلك؟
– الرياضة هي أساساً أخلاق وأهم الأخلاق الولاء لله والوطن، ومن يخون الوطن ليس عنده أخلاق ولا رياضة وليست له علاقة بالرياضة وأخلاقيات الرياضيين الحقيقيين، ونحن بصدد إعداد لوائح خاصة بالاتحادات والأندية والانتخابات ستكون لائحة وطنية جديدة تتميز بروح اليمن الجديد والحر والمستقل وستتضمن مواد قادرة على تصحيح هذه الإعوجاجات وبما يعزز روح السيادة الوطنية والولاء الوطني.
الانتخابات حق ولا بد من تهيئة الوضع
* أصدرتم قراراً بتشكيل لجنة دراسة لوائح الانتخابات هل تنوون إقامة الانتخابات خاصة أن الدورة الانتخابية انتهت منتصف العام الجاري؟
– الدورة الانتخابية فعلاً انتهت وواجبنا الإعداد لانتخابات الاتحادات الرياضية والأندية كون ذلك حقاً للجمعيات العمومية واحتراماً لها سندفع في هذا الاتجاه ولكن لا بد من تهيئة الوضع لإجراء انتخابات حقيقية وحرة وتنافسية بعيداً عن تدخل الدولة والأهواء الحزبية والسياسية وبالتالي علينا إعادة تصويب اللوائح واللجنة التي تم تشكيلها تكونت من المهتمين ومن لهم سمعة رياضية طيبة وأخلاق حسنة ومتخصصين سواءً في الألعاب الفردية أو الجماعية أو الإعلام الرياضي ومن الخبراء والمختصين القانونيين فنحن نأمل إيجاد لوائح جيدة تضمن إجراء الانتخابات كون الدولة مسؤولة عن إجرائها في أجواء طيبة وسليمة.
* هل تعتقدون أن الوقت الحالي مناسب لإجراء الانتخابات؟
– نحن نتوقع في مواجهتنا للعدوان أنه مستمر أبداً ومنته غداً فلهذا لا بد من إعداد اللوائح ثم توفير إمكانات ومستلزمات الانتخابات وكما قلنا شعبنا جبار وعظيم وراقٍ وحضاري والشباب والرياضيين جزء من هذا الشعب وبالتالي بإمكانهم إجراء الانتخابات بوطنية تامة وسلاسة من المهرة إلى تهامة.
الازدواج من المساوئ
* هناك ازدواج بين الاتحادات والوزارة والصندوق فالكثير من قيادات الوزارة والصندوق تتولى مناصب في كثير من الاتحادات مما يصعب محاسبة الاتحادات خاصة الفاشلة كيف ستعملون على التغلب على المشكلة؟
– هذه فعلاً من المساوئ وتركة ثقيلة نحاول أن نعالجها باتجاهين أولاً في اللوائح الجديدة التي ستنظم العملية وتمنع الازدواج وأيضاً من خلال الهيكل التنظيمي واللائحة الداخلية التنظيمية للوزارة التي يجري الآن الإعداد لها وستمنع الازدواج وحقيقة الازدواج أساء للرياضة وأفسدها وأصبح عبئاً ثقيلاً لا بد من التخلص منه.
التوجه السياسي يحترم استقلالية الرياضة
* أكدتم أكثر من مرة أنكم حريصون على تحرير القطاع الشبابي والرياضي من القيود الحزبية والخلافات والتباينات الفكرية فما هي خطواتكم لتحقيق ذلك؟
– ربما تكون اللوائح والأنظمة مثالية وجيدة ولكن الحقيقة تكمن في نوايا القائمين والمشرفين عليها ونؤكد أن نوايانا والتوجه السياسي الجديد يحرص على احترام استقلالية الأندية والاتحادات ومن تلك الخطوات إشراك الجميع في اللوائح التي نعدها واللجنة القادمة المشرفة على الانتخابات ستكون لجنة وطنية محايدة بحيث نمنع التدخل في انتخابات الاتحادات كما أننا بصدد استكمال قانون الرياضة الذي طرح سابقاً وبعد إجراء بعض التعديلات عليه ستتم مناقشته مع وزارة الشؤون القانونية بحيث نوجد قانوناً للرياضة وهيكلاً تنظيمياً للوزارة ولوائح داخلية للانتخابات فكل ذلك سيشكل ضمانات قانونية لحيادية الأنشطة الرياضية عن الأهواء والمزاجات السياسية والشخصية ونحن نرفض أي تدخل وإذا ما تم التقصي عن ذلك فالجميع سيؤكد أننا لا نتدخل على عكس ما كان يتم في السابق حيث كانت قيادة الوزارة وقوى سياسية محددة تحدد من يلعب مع المنتخبات ومن يذهب للخارج لكن نحن ندفع المال ونمول ولكن لا نتدخل في أي شيء وأعيننا فقط على أين ذهب المال الذي نصرفه وهل ذهب إلى العمل المتفق عليه أم لا.
عمليتان رقابيتان
* حالياً يتم صرف مخصصات الاتحادات وفقاً لتصور كل بطولة ولم يعد الصرف كما كان في السابق بحيث تصرف ميزانية الاتحاد كاملة على أقساط فهل ترون أن هذه الطريقة ستجفف منابع الفساد؟
– في ظل الظرف العدواني وشحة الموارد تم إقرار أن يكون الصرف على أساس النشاط ولا يتم صرف القسط الثاني من المخصصات إلا بعد إخلاء القسط الأول بحيث تجرى عمليتان رقابيتان الأولى إدارية في قطاع الرياضة ولجنة الموسم والثانية عملية مالية ومحاسبية تتم في الصندوق من حيث السندات والأوليات اللازمة لتأكيد هذا الصرف فبهذه الطريقة نعمل على فرملة وتتبع منابع الفساد على طريق القضاء عليه بشكل كامل وذلك لن يتم إلا بتكاتف الجميع وأستغل هذه المناسبة لأشكر كل من يقوم بإرشادنا إلى عيوبنا سواءً في الإعلام الرياضي أو غيره فصدورنا وقلوبنا مفتوحة ونحن على استعداد لتقبل النقد البناء.
الموارد تراجعت وسنعمل على إيجاد المعالجات
* أكدتم أن موارد الصندوق تراجعت بسبب ما يمر به الوطن من عدوان غاشم وحصار جائر ولم تعد إيرادات الصندوق تغطي نفقات واحتياجات الأنشطة كيف ستعملون على حل هذه المشكلة؟
– موارد الصندوق تواجه تراجعاً شديداً بسبب الحرب والحصار ولكن قيادتي الوزارة والصندوق تعملان على كيفية إيجاد المعالجات لمثل هذا العبء وسنعطي الأولوية للأنشطة الرياضية الأفضل فالأفضل وتجنب دعم بعض الأنشطة التي ليس لها جدوى وإن شاء الله تعالى نصل إلى معالجات خاصة أننا نعمل بشفافية ووضوح وزمن الأبواب المغلقة انتهى فمن يريد أن يطلع على أي شيء بإمكانه ذلك ومن يريد أن يساهم معنا في كيفية إيجاد المعالجات سنكون شاكرين له وطالما والنوايا الوطنية والشعور بالمسؤولية الوطنية موجود في كادر الوزارة والصندوق سنتغلب على هذه الصعوبات.
لن نرضخ لأي ابتزاز
* كشفتم في مقال لكم أنكم ترفضون أي ضغط أو ابتزاز سياسي أو إعلامي للحصول على هبات أو تذاكر سفر فما هي الجهات التي تريد ابتزازكم؟
– للأسف الشديد ظاهرة الفساد هذه موجودة بالفعل وهناك قوى سياسية من مختلف المكونات السياسية ومن بعض المحسوبين على الثورة سواءً في اللجنة الثورية أو المجلس السياسي أو قيادات أحزاب أخرى يوجهون بصرف تذاكر أو منح مساعدات ولكن نحن نرفض ذلك كما أن بعض الإعلاميين إن لم يتم اعطاؤه ما كان يعطى له في السابق يهدد بأنه سيكتب في هذه الصحيفة أو تلك ولكننا نؤكد رفضنا لذلك تماماً لأننا أصحاب وجه واحد ومناضلون وشرفاء ومجاهدون وما دام ونحن كذلك فلا يهمنا ماذا يقال عنا والجميع يعرف أننا نعمل وماذا نعمل وبالتالي لن نقبل أي ضغط إعلامي أو سياسي لان هذا المال ليس مال وزارة الشباب فقط بل هو مال الأمة وبالتالي نحن أولاً مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى وثانياً أمام الأمة.
أكثر من محاولة
* يعني هل تعرضتم فعلاً لمثل هذا الضغط؟
– نعم هناك أكثر من محاولة للعبث بهذا المال ولكن نحن نرفض وسنرفض .. وسنرفض لأنه كما كنا في السابق أوفياء لشعبنا سنظل أوفياء لشعبنا.
* هل هناك جهات أو أشخاص محددون حاولوا ذلك؟
– هم أشخاص فاسدون وخاصة من مخرجات ما يسمى بمؤتمر الحوار فبعض هؤلاء الذين اشتركوا في ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني السابق أكلوا المال الحرام فسياسة الحرام لا زالت تجري في دمائهم ولكن سنكون لهم بالمرصاد فنحن مع المستضعفين والمحرومين ومع الثورة والشعب ولن نحيد حتى وإن دفعنا أرواحنا ثمناً.
* بعد رفضكم لذلك الابتزاز هل واجهتم ضغوطاً أخرى؟
– حتى وإن واجهنا فالقيادة السياسية والوطنية وقيادة الثورة وقيادة مجلس الوزراء وضعت أياديها مع أيادينا وتعطينا الصلاحية الواسعة لمواجهة ضغوط هؤلاء الفاسدين، والجميع أكد لنا ووجهونا بالتصرف بما يرضي الله تعالى وهم معنا في ذلك.
الشعب اليمني عظيم ويعرف الفاسدين بالاسم
* هل أنتم على استعداد لكشف هؤلاء المبتزين إذا استمرت الضغوط؟
– شعبنا اليمني ذكي وعظيم وقواه الوطنية وكل الشرفاء يعرفون من هم هؤلاء الفاسدون بالاسم، فهؤلاء عناصر ملوثة يجب اقتلاعهم من كل السلطة ومن كل القوى السياسية فكما ذكرت البعض من من شارك في ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني أكلوا المال الأمريكي الإسرائيلي السعودي فالمال الحرام هو الآن يسري في دمائهم وسنواجههم وسنفشلهم وسنسقطهم ولكن حالياً ظرف العدوان يحول دون اقتلاعهم جذرياً ولكن بإذن الله تعالى لن نسمح لهم من التمكن من الدولة والثورة وسيتم اقتلاعهم.
* طالما وأنتم أعلنتم منذ أول يوم توليتم المسؤولية عن محاربتكم للفساد والمفسدين لماذا لا تكونوا أكثر وضوحاً وتتحدثون عن هؤلاء المبتزين؟
– شعبنا يعرف ولكن كما قلنا ظروف العدوان وتوجيهات قيادتنا السياسية تحرص على عدم الدخول في حرب مع هؤلاء فالتعامل بنوع من السياسة في بعض الأوقات مطلوب وفقاً لما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا وليس المزاج الشخصي وسنستمر على نفس النهج ولن نتغير ولن نخاف من بعض القوى ومثلما صمدنا في السجون والمحاكم وتحت التعذيب سنصمد في السلطة لخدمة الشباب والرياضيين والوطن عامة حتى بناء يمن جديد وحر ومستقل ونظيف ومستقر.
لا ننكر أخطاءنا
* عقب تكريم أبطال الرياضة اليمنية للأعوام 2012 – 2016م استاء العديد من المكرمين بسبب ضآلة المبالغ فهل ترون أنكم أنصفتم الأبطال أم أن هناك ظلماً؟
– الكمال لله وحده ولكن نحن عملنا واجتهدنا وكل عمل له إيجابيات وسلبيات ولتلافي أي سلبيات حدثت في التكريم شكلنا لجنة للتظلمات ضمت عناصر تمتاز بالكفاءة والنزاهة مثل حسن الخولاني وعصام دريبان ووائل القرشي وغيرهم وهؤلاء صوبوا ما اخطأنا فيه وتمت معالجة الأخطاء، وحقيقة نحن لا نقول إننا لا نخطئ بل الخطأ وارد ونعترف بذلك كوننا لسنا مستكبرين بل نحن من المستضعفين ونؤكد أننا مثلما وجهتنا القيادة السياسية خداماً للجميع والرياضة والرياضيين ولأننا جئنا بهذه الروحية فنحن نعترف بالأخطاء ونشكر كل من عرفنا بأخطائنا وصوبنا نحو الاتجاه الصحيح فهناك أخطاء تمت معالجتها وهي أخطاء ليست وليدة اليوم بل من أعوام سابقة ونحن نعتبر أنفسنا مسؤولين عليها رغم أنها لم تحدث خلال فترة تولينا للمسؤولية.
نعمل على تطوير اللائحة
* هل كانت الأخطاء التي حدثت في التكريم بسبب سوء الإعداد للتكريم أو بسبب اللائحة؟
– الأخطاء مشتركة من اللائحة ومن القائمين على الإعداد للتكريم وعلى ذكر اللائحة، الوزارة والصندوق يعملان حالياً على إعداد لائحة جديدة ومنصفة تواكب التطورات ومثلما ذكرت أي عمل له أخطاء فنحن بشر خطاؤون، وفي نفس الوقت نحن مستعدون لمعالجة أي خطأ ومستعدون لقبول أي رأي من أي شخص كان سواء من داخل الوزارة أو من خارجها وسنعمل بالرأي الصائب .
* يعني يتم حالياً العمل على تطوير لائحة التكريمات؟
– نعم فالوزارة تسير أعمالها بلائحة داخلية منذ العام 1996م ومؤخراً تم تشكيل عدد من اللجان لتجهيز مختلف اللوائح فحرصنا كبير على أن نعمل بجهود مضاعفة لكي تدب الحياة في الرياضة ولإعداد لوائح قادرة على مواكبة المرحلة واستيعاب التطورات.
أوقفنا توقيعات من هم تحت المسألة
* على مدى أعوام مضت أثبتت المراكز الصيفية فشلها فضلاً عن تفشي الفساد فيها وكل وزير يأتي يقول إنه سيقيم المراكز الصيفية بطريقة أفضل لكن سرعان ما تفشل وقبل فترة شكلتم لجنة لهذه المراكز برئاستكم فما هي جدوى ذلك طالما وأن المراكز الصيفية أثبتت فشلها؟
* هذا الكلام صحيح ولكن نحن استوعبنا التقارير المالية وتقارير الجهاز المركزي ومكافحة الفساد وتم إقصاء توقيعات من هم تحت هذه المسألة ونحن لا ندين أحداً كونه لا يوجد حكم ولكن أيضاً جنبنا مشاركتهم وتوقيعاتهم ولكن المراكز الصيفية مهمة لكيفية إعادة تشكيل وعي الناشئة والشباب ونحن نقيم المراكز الصيفية دون أن نصرف ريالاً واحداً إلى حد الآن رغم أن المبلغ المرصود للمراكز هو 61 مليون ريال، واستغل هذه الفرصة لأوجه الشكر للأخوة في دائرة التوجيه المعنوي الذين قاموا بطباعة أدبيات المراكز الصيفية بمبلغ 29 مليون ريال ولكن لم يتسلموا أي شيء حتى الآن فالجميع يعرف الظرف المالي الذي تمر به البلاد والإجراءات التقشفية التي اتخذها البنك المركزي فكما ذكرت المخصص هو 61 مليون ريال لم يتم صرف ريال واحد منه ولكن بتعاون كل الخيرين بدأت المراكز الهادفة لإعادة تشكيل وعي الشباب والناشئين على أسس صحيحة ووفق الإرث الثقافي والحضاري اليمني المتسم بروح التسامح والقبول بالآخر والتعايش ورغم أننا لم نصرف ريالاً واحداً من المخصص وما يزال المبلغ في البنك المركزي كما هو عليه إلا أن المراكز بدأت وتتواصل في 12 محافظة فأين الفساد ولم يصرف ريال واحد من وزارة الشباب والرياضة، وما أود توضيحه هنا هو أن المراكز الصيفية كانت تقام في السابق بأكثر من مليار ريال فيما نقيمها الآن ونعيد عملها دون أن تتحمل الوزارة ريالاً واحداً فأين الفساد والعبث بالمال العام؟
جئنا من قوى الثورة والتغيير وإعادة البناء
* هناك من يقول إن نائب وزير الشباب القائم بالأعمال حسين زيد بن يحيى تولى وزارة الشباب والرياضة وهو من خارج هذا القطاع ما رأيكم؟
– نعم جئنا من خارج الوزارة فنحن جئنا من قوى الثورة والتغيير وإعادة البناء وقوى المستضعفين والمحرومين والرافضين للوصاية السعودية الأمريكية ونقول إذهبوا إلى مختلف قطاعات الوزارة والاتحادات وسترون هل كان تعاملنا معهم بما يؤدي إلى النهوض بها وتسهيل مهامها أم أننا كنا حجر عثرة أمامها وبالإمكان الإطلاع على تقرير قطاع الرياضة وسترون ماهي الأنشطة التي أقيمت ونفذت في مختلف الألعاب ونحن نشيد ونثمن جهود كل من قام بنشاطه ومثلما ذكرت سابقاً نحن جئنا للوزارة خداماً للشباب والرياضيين والرياضة اليمنية عامة وبالتالي تسهيل مهامهم فيما من يأتي إلى هذه الوزارة وعينه على نهب المال العام فهو يأتي وصياً ومستكبراً فلم ولن يكون موقفاً ضد أحد ولم نغير أو نهمش أحدا في الوزارة ولم نتعامل وفق حزبية أو سياسية فتعاملنا قائم على أن من يخدم الوطن ويعمل من أجله وبإخلاص فنحن معه وفي حال عدم قدرتنا على خدمة الناس فأنا أول شخص سيغادر.
* كلمة أخيرة؟
– نتمنى من شبابنا خاصة بعد سقوط نظام الوصاية أن يكونوا هم عماد هذا الوطن ويتصدروا مهمة الدفاع عن الوطن وبالفعل فمن يخوض معارك الشرف والبطولة في كل جبهات الدفاع عن الوطن وكرامته وعزته هم الشباب ولهذا فنحن مع الشباب دائماً ومع الجميع يداً بيد لبناء الوطن والدفاع عنه في وجه هذا العدوان الظالم.
تصوير/علي شاهر