أنقرة/ وكالات
تضاربت تصريحات المسؤولين الأتراك حول مصير الطيارين التركيين اللذين شاركا في إسقاط القاذفة الروسية في أجواء سوريا نهاية العام الماضي، بعد محاولة الانقلاب الفاشل التي شهدتها البلاد.
وأفادت وكالة “بلومبيرغ”، نقلا عن مسؤول تركي رفيع المستوى، باحتجاز السلطات التركية الطيارين التركيين اللذين أسقطا قاذفة “سو-24” الروسية في أجواء سوريا العام الماضي.
ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي لم تكشف اسمه قوله: “تم إلقاء القبض على الطيارين التركيين اللذين أسقطا طائرة “سو24″ الروسية قرب الحدود مع سوريا”.
في حين كان عمدة أنقرة، مليك غيكتشيك، قد أعلن في وقت سابق عن مقتل الطيار التركي الذي أسقط القاذفة “سو-24” الروسية فوق سوريا، مؤكدا مشاركة هذا الطيار في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة على السلطة.
وقال غيكتشيك، في تصريح للتلفزيون التركي إن الطيار القتيل كان عضوا في “حركة الخدمة” (المعروفة أيضا باسم حركة غولن)، التي يتزعمها المعارض التركي فتح الله غولن المتهم من قبل السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الاستيلاء على السلطة في تركيا الجمعة الماضي.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام تركية بأن الطيار القتيل كان يقود الطائرة المروحية التي أطلقت النار على مقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وأسقطت في أجواء المدينة من قبل القوات الحكومية الموالية لأردوغان.
يذكر أن قاذفة “سو-24” الروسية أسقطت في سوريا، صباح 24 نوفمبر العام الماضي، نتيجة لاستهدافها بصاروخ جو – جو من قبل طائرة حربية تركية فوق الأراضي السورية على بعد 4 كيلومترات من الحدود مع تركيا.
وأدى هذا الحادث إلى مقتل قائد الطائرة الروسية، أوليغ بيشكوف، جراء إطلاق مسلحين تركمان سوريين النار عليه في أثناء هبوطه بالمظلة، فيما تمكنت القوات الروسية بالتعاون مع الوحدات السورية من إنقاذ الطيار الثاني.
وادعت أنقرة أن الطائرة الروسية اخترقت خلال تحليقها مجال تركيا الجوي، فيما تقول وزارة الدفاع الروسية إن القاذفة لم تخرج من أجواء سوريا، الأمر الذي تؤكده معطيات نظام الدفاع الجوي السوري.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الحادث، الذي أدى إلى تدهور غير مسبوق للعلاقات بين موسكو وأنقرة، بأنه “طعنة في الظهر” من أعوان الإرهاب.
وبقيت العلاقات متدهورة إلى أن قام أردوغان بتقديم رسالة لبوتين، اعتذر فيها عن إسقاط القاذفة الروسية، وأمر بوتين، نهاية الشهر الماضي، بتطبيع العلاقات مع تركيا، وتلا ذلك اتصال هاتفي بينهما.
Prev Post
Next Post