هنيئا لكم يا أهل اليمن ..

محمد السقاف

لا يلجأ لامتهان الأساليب القذرة لتحقيق المآرب سوى الضعفاء فاقدي الثقة بأنفسهم وقدراتهم على تحقيق البغية بالأساليب الشريفة.. ولا يلجأ للاحتيال والتلاعب والغدر سوى منقوصي الشجاعة والجرأة عن مواجهة ما تتطلبه غاياتهم من صبر وجلد أمام ما يفرضه عليهم الموقف العصيب من تحديات وأخطار.. ثم إنه لا يستهتر بالمبادئ والقيم والأخلاق سوى المنحل معدوم الرجولة والضمير وبناء على ذلك فإن كل اللصوص والطغاة والعصاة المفسدون في الأرض الذين تعرفونهم والذين لا تعرفونهم ؛ من يخرقون القانون ويزعزعون السكينة العامة ما هم إلا حثالة من الفاشلين في حياتهم وغير المؤهلين للعمل والإنتاج في سبيل رقي أهلهم وأوطانهم وتحقيق ذواتهم بالأدوات النظيفة والشريفة وهؤلاء تجدهم عالة كل مجتمع يختلطون بأوساطه وتهديد اًمزمناً ليس على من حولهم وحسب وإنما على الحياة بأسرها والخير وكل شيء فاضل وجميل. وكم عشنا وشفنا ورأينا بأنفسنا تفاصيل مطابقة لأشخاص ضمن المحيط الذي نعيش فيه تطابقت لدى بعضهم عدد من هذه الصفات وعدد منها تطابق مع البعض الآخر سواء كانوا أفرادا أم أحزابا أو جماعات .. لكننا فيما سبق لم نجد هذه المواصفات الذميمة مجتمعة في كيان واحد لأننا بطيبتنا كنا نعتقد مخطئين أنه من الصعوبة بمكان أن يكون هنالك أفراد على هذه المعمورة بهذا القدر من الخسة والحقارة إلا بعدما شاهدنا بأم أعيننا بشاعة العدو الذي يقاتلنا منذ عام وأربعة شهور .. العدو البغيض الذي صب أوساخه على أرضنا بشراسة ودون أن يراعي فينا حرمة أو ذمة رغم أننا كنا ومازلنا أهل القيم والنخوة والإيمان والحكمة .. ورغم أنه مم ترك حيلة بغيضة ولا جريمة منكرة إلا ولجأ إليها واقترفها ظانا أنها قد تمكنه من رقابنا بسهولة وتحقيق ما أخفق عن بلوغه طيلة تلك الشهور وهو يصب علينا حقد الذئاب .. هذا العدو يا سادة فعل كل منكر وقبيح واقترف بحقنا كل ذميمة ولم يترك شيئا لأحد بعده كي يقال عنه أنه أقبح منه .. قتل الأطفال والنساء .. دك البيوت على رؤوس أهلها .. هدم بطائراته المساجد وفجر فيها بالإنتحاريين وقتل مئات الركع السجود .. نكث بالعهود والمواثيق .. قتل الأسرى .. ذبح الأبرياء بسكاكين مرتزقته وعملائه .. أثار النعرات المذهبية والطائفية بين الناس .. استخدم كافة الأسلحة المحرمة والصواريخ الفتاكة وضرب بها مؤسسات الدولة ومرافقها العامة .. أطبق حصارا جويا وبريا وبحريا على شعب معدم وفقير .. أهانهم في مطاراته ومطارات الآخرين وحتى زيف في إعلامه مسرحيات مفبركة وانتصارات كاذبة وملفقة ليستر بها خطاياه وآثامه وأخيرا أضحك العالم عليه وهو يجاهد باحثا عن مخرج ليحفظ به ماء وجهه القبيح الذي فضحتموه أنتم ؛ يا ألين الناس قلوبا وأرقهم أفئدة .. يا من دخلتم في دين الله أفواجا .. ويا أبناء البلدة الطيبة التي يتضوع من قبلها نفس الرحمن .. ألا يكفي هذا ليتأكد لكم قطعيا أن ما يجري بحقكم لم يكن عدوانا وحسب وأن ربكم الغفور أنزل عليكم التكليف حين شرفكم واختاركم دون سواكم لهذا العدو الأشقى والأبشع على مر العصور؟ فأنتم في ميادين البطولة والصمود كنتم ومازلتم تقاتلون الشيطان بنفسه وقرنه واخوانه أجمعين .. وها أنكم وأنتم تذيقونه بأسكم الشديد تمرغون أنف عدو الله وعدوكم بل وأسوأ عدو عرفه التاريخ على الإطلاق وعبر سائر الأزمان أما وقد عرفتم هذا الفضل يا هؤلاء .. سلام عليكم .. وبخ بخ لكم هذا المقام الرفيع عند من يحبكم وتحبونه والذي بحوله وقوته سينصركم وكان وعده مفعولا.

قد يعجبك ايضا