الأسد: حكومة جديدة وأعباء كبيرة
دمشق/ وكالات
اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأول أن الآمال الكبيرة لشعب بلاده والظروف الصعبة التي تمر بها سوريا تحمل الفريق الحكومي الجديد مسؤوليات مضاعفة تتطلب جهودا استثنائية.
وأضاف الأسد خلال اجتماعه بالحكومة الجديدة في أعقاب تأديتها اليمين الدستورية، إن الواقع يتطلب التعامل مع المواطن بشفافية ووضعه في صورة هذه الجهود ونتائجها حتى لو لم تكن بنفس مستوى آماله.
وأكد الرئيس الأسد على أهمية التواصل مع المواطنين من خلال مكاتب خاصة في الوزارات أو عبر العمل الميداني، مشيرا إلى أهمية أن تحاكي المؤسسات الإعلامية الوطنية القضايا التي تحظى باهتمام المواطنين وتلامس همومهم لا أن تكون فقط ناطقة باسم الحكومة، الأمر الذي سيساهم في تعزيز القاعدة الشعبية الداعمة لعمل الحكومة ومؤسسات الدولة.
وأشار الأسد إلى أن الوضع المعيشي للمواطنين يجب أن يكون من أولويات الحكومة، والخطوة الأهم في هذا الإطار العمل على ضبط الأسعار بالتعاون مع المجتمع الأهلي المتضرر الأول من التلاعب بالأسعار، موضحا أن الملف الأهم في الشأن الاقتصادي هو إعادة الإعمار الذي كانت أولى خطواته مشروع تنظيم “الـ66 بساتين” وراء الرازي بدمشق ومشاريع أخرى مشابهة قريبا في حمص وغيرها.
وشدد الرئيس الأسد على موضوع عوائل شهداء وجرحى الجيش والقوات المسلحة الذي يجب أن يحظى باهتمام خاص من جانب الحكومة بجميع مؤسساتها، لافتا إلى ضرورة وضع هيكلية واضحة لرئاسة الوزراء وللوزارات تحدد آلية عملها والعلاقة فيما بينها وعلاقتها مع مختلف مؤسسات الدولة بما في ذلك مؤسسة مجلس الشعب، حيث يجب أن تكون هناك نقاط ناظمة وواضحة لهذه العلاقة.
من جانب آخر تجدد القتال على المحاور الشمالية والغربية والشرقية في ريف حلب وداخل عدد من أحياء المدينة، رغم إعلان قيادة الجيش السوري عن تمديد الهدنة 72 ساعة أخرى.
وشنت طائرات سلاح الجو السوري أمس ، عشرات الغارات الجوية على قرى وبلدات ريفي حلب الشمالي والغربي وبعض الأحياء في الجهة الشرقية من المدينة.
وجاء تكثيف الغارات الجوية ردا على هجوم شنته فصائل من المعارضة السورية على مواقع سيطرة الجيش السوري في حلب أمس الأول. وترافق الهجوم واسع النطاق مع إطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية التي يسيطر عليها الجيش السوري.
وأوضح نشطاء معارضون أن طائرات سلاح الجو السوري شنت فجر أمس غارات على بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي. وأكدوا استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري وفصائل قوات المعارضة في منطقة الليرمون، حيث يتقدم الجيش السوري، وفي حي بني زيد شمال حلب.
كما تحدث الناشطون عن عمليات قصف من الرشاشات الثقيلة، نفذها الطيران الحربي بعد منتصف الليل على مناطق في حي الصالحين، ومناطق أخرى في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بالإضافة إلى قصف مناطق في بلدات حريتان وكفرحمرة ومعارة الارتيق بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي.
كما أفاد الناشطون باندلاع اشتباكات بين فصائل المعارضة وتنظيم “داعش” في محيط قرية بريشا بريف حلب الشمالي.
هذا وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من تصعيد القتال داخل مدينة حلب وفي محيطها، ودعت لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين بسرعة وأمان.
وقالت اليساندرا فيلوتشي المتحدثة باسم الأمم المتحدة في إفادة صحفية دورية بمقر المنظمة في جنيف أمس: إن كثافة الأعمال القتالية بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة أدت إلى قطع الإمدادات الإنسانية والبضائع التجارية عن 300 ألف شخص في شرق حلب في حين ارتفعت الأسعار بشدة في المدينة. وأشارت في هذا الخصوص إلى قطع طريق الكاستيلو باعتباره آخر المنافذ لنقل الإمدادات إلى السكان في شرق المدينة.
وجاء في بيان آخر للأمم المتحدة صدر مساء أمس الأول أن الأوساط المعينة بالإغاثة الإنسانية، قلقة للغاية من توسع نطاق الأعمال القتالية في حلب، وما تشكله هذه الاشتباكات من مخاطر على حياة آلاف المدنيين. وأشارت الأمم المتحدة في هذا الخصوص إلى الأنباء عن استمرار الغارات الجوية وعمليات القصف على المناطق السكنية في غرب حلب وشرقها على سواء.
يذكر أن القيادة العامة للجيش السوري أعلنت مساء أمس الأول عن تمديد مفعول نظام التهدئة الذي بدأ سريانه بمناسبة عيد الفطر، لمدة 72 ساعة أخرى.