اليمن مقبرةً تتسعُ للجميع
عبدالله الدومري
لم تستوعب ولم تُدرك قوى العدوان السعوأمريكي ما حصل لكل الغزاة السابقين الذين أرادوا احتلال اليمن، من الأتراك والبريطانيين والمصريين وغيرهم من الغزاة ممن امتلأت الأرض اليمنية بجثثهم , فأرادت دول الخليج الفارسي احتلال اليمن, فجيشت الجيوش وحشدت الحشود وأستعانت بالعديد من مرتزقة العالم, واشترت الأسلحة الحديثة المتنوعة وآخر ما توصلت إليه تكنولوجيا العصر, وما أن بدأت بعدوانها على اليمن حتى حصل لقوى العدوان السعوأمريكي ما لم تكن تتوقعه , فتلقت جيوش ومرتزقة قوى العدوان السعوأمريكي خسائر بشرية كبيرة وكذلك خسائر في العدة والعتاد , فمنذ بداية العدوان على اليمن استطاع أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية قتل الآلاف من ضباط وجنود ومرتزقة قوى العدوان , وعلى الرغم من بشاعة العدوان وإجرامه عبر استخدامه لجميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والقنابل الفسفورية والعنقودية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.
استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية الدخول والسيطرة على مواقع وقرى ومدن داخل العمق السعودي وأسروا العديد من ضباط وصف وجنود قوى العدوان , لم يقتلوا أسراهم ولم يعذبوهم ولم يسحلوهم ولم يحرقوهم، بل قاموا بمعالجتهم وإكرامهم وإلباسهم، أحسنوا إليهم حسب ما أمرهم الله به من إطعام الطعام على حُبه مِسكيناً ويتيماً وأسيراً , لم يقوموا بالرد بالمِثل لما فعلوا بالأسرى الذين بأيديهم .
لم تعرف قوى العدوان بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية ليسوا هم من قتلوا وأسروا وأعطبوا دباباتهم ومدرعاتهم وليسوا هم من أسقط طائراتهم وأغرق بارجاتهم , هو الله من قتلهم وأسرهم وأعطب أسلحتهم وأسقط طائراتهم وأغرق بوارجهم، هو الله من صد زحوفاتهم ورد على خروقاتهم .
نحن نعلم علم اليقين بأن العدوان على الشعب اليمني بقيادة السعودية ليس وليد اليوم بل يمتد على مدى خمسة عقود، حيث سعت بكل الوسائل الخبيثة والماكرة إلى القضاء على اليمن، والإجهاز على أي مشروع يمني وطني يعمل على تنمية البلد والخروج به من عباءة التبعية إلى الاستقلال وحرية التحكم بالقرار.
وقد تجلى ذلك في عدوانها الغاشم على اليمن، الذي يُخالف كل الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية، بل مُخالف لكل القيم الإسلامية والإنسانية .
وعلى مدى أكثر من عام ونصف من العدوان على اليمن وبعد أن قتلوا آلاف الأطفال والنساء وبعد أن دمروا البنية التحتية لليمن وبعد فشلهم في تحقيق أي هدف من أهدافهم على الرغم من كل تلك الحشود والجيوش والمرتزقة والضخ الإعلامي والصمت العالمي ستكون اليمن كما عرفها التاريخ (مقبرةً للغزاة ), مثلما كانت مقبرة للأتراك والبريطانيين والمصريين وغيرهم ستكون مقبرةً لكل قوى التحالف السعوأمريكصهيوني .
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله .