عبدالصمد أحمد
يُعد جامع المدرسة بثلا ضمن العمائر العديدة التي أنشأها المتوكل على الله يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن المهدي احمد .ومؤسس هذه المدرسة أنشأ سبع مدارس في أنحاء اليمن يطلق عليها جميعا ( مدرسة الإمام شرف الدين) .
يضم جامع المدرسة بثلا ملحقات عديدة من أهمها جامع صغير وإيوان وقبة كبيرة وعدد من الملحقات الأخرى .
يقع جامع المدرسة على مشارف مدينة ثلا من الناحية الجنوبية حيث يصعد إليه من خلال عدد من درجات السلالم الحجرية نظرا لموقع الجامع على جبل مرتفع في المدينة , يتم الدخول إلى جامع المدرسة حاليا من خلال المدخل الوحيد في الجزء الشرقي من السور الحالي , ويفضي هذا المدخل إلى فناء واسع مستطيل الشكل ويشرف على بركة كبيرة يكتنفها من الناحيتين الشمالية والجنوبية درجات مستطيلة كبيرة من السلالم الحجرية .
تُطل واجهة الوحدات المعمارية الرئيسية على الفناء من الناحية الغربية حيث يصطف في الناحية الشمالية الايوان , إلى الجنوب منه مسجد صغير والى جواره قبة كبيرة ملحق بها ضريح صغير وتقع بعض المباني المتهدمة في الناحية الجنوبية الشرقية وكانت بمثابة مساكن للطلبة والاساتذة , ويصعد اليها بواسطة عدد من الدرجات ويؤدي إليها ممر قصير على جانبه الشرقي بعض المقابر القديمة , وتوجد بها شواهد قبور لعلماء وفقهاء , وفي الناحية الغربية يوجد دهليز كبير ضمن ملحقات المسجد .
يقع المسجد إلى الجنوب من الإيوان مباشرة وبواجهته مدخلان متجاوران يفضي المدخلان إلى المسجد مباشرة أو بيت الصلاة .
بيت الصلاة عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل طولها 11.44م وعرضها 8.6 متر مغطاة بسقف خشبي مسطح محمول على أربعة أعمدة مرتفعة تقوم عليها عوارض خشبية كبيرة وسميكة ممتدة من الشمال إلى الجنوب . ومن المرجح أن السقف كان يحتوي على مصندقات خشبية على غرار المصندقات التي تمثل أسلوبا فنيا وصناعة محلية من اليمن .
القبة : قاعة كبيرة أبعادها من الداخل 5.12 في 4.44م تغطيها قبة كبيرة مرتفعة مناطق انتقالها من أربع حنايا ركنية كبيرة وعميقة تحصر بينها أيضا أربع حنايا مجوفة مصمتة ومعقودة بشكل زخرفي من مادة الجص.
تشكل هذه الزخارف وحدة فنية رائعة من أعمال الزخارف الجصية في اليمن في القرن العاشر الهجري، إذ أنها مزدانة بدرجة لافتة للنظر بأشرطة كتابية نسخية والزخارف الهندسية والنباتية التي تملأ باطن القبة .