أبناء العاصفة هل حقا أنتم بخير !؟
محمد السقاف
لا يسعنا ونحن في طريقنا لحسم المعركة الشريفة لانتزاع الوصاية وتحقيق الكرامة والاستقلال لشعبنا الصامد سوى أن نزف التبريكات لأبناء العاصفة لتهنئتهم على حصاد تأييدهم للغزاة وعلى الثمرة العظيمة التي جنوها في عدن والمناطق المزعوم تحريرها للشرعية/الذرائعية من قبل قوات التحالف/التخلف التي صفقوا لها وهتفوا لطائراتها وأسلحة دمارها الفتاكة. وحيث أننا نعزيكم على أفراحكم نود أن نسألكم بصدق عدة أسئلة – الأول : هل أنتم حقا بخير ؟! أقصد عقليا ! .. أما الثاني : هل تشعرون الآن بالسعادة في وحل هذا المستنقع الذي أوقعتم أبناء وطنكم فيه ؟ وهل آمنتم الآن بعد كل ما حدث هناك من سيناريوهات مماثلة لما حذرنا منه مرارا وتكرارا من تكرار المسلسل الحاصل في سوريا والعراق وليبيا ومن قبلها أفغانستان- إن الكاتب هو نفس الكاتب والمخرج هو المخرج نفسه وأخيرا وبعد أن خذلكم الجميع هل آمنتم بعد أن جشعكم للسلطة والسيطرة لم يكن يستحق كل هذه الخسارات الفادحة والمغامرات الفاشلة والتحالفات الوضيعة وكل ذلك الكم من الأبرياء؟ وحيث أنكم أوغاد متلونون سأجيب عنكم .. فأنا لا أعتقد أن الإجابة نعم وخصوصا السؤال الأول ! ولا أظن حتى أنكم تشعرون بالخزي أو الندم وللتحقق من ذلك تتبعت الكثير من عتاولتكم على عناوينهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومع معرفتي أن الذيول ستبقى ذيول إلا أني حين تأملت رداءة الفعل الفاجرة والمكابرة أحسست بالرعب فعليا على بلادي حين وجدتكم تبررون للمؤامرة بكل قبح ووقاحة ثم أدركت أني مع حالة من الحقد الإنساني غير المسبوق ومع زمرة من منعدمي الضمير والمبادئ والإنسانية ومع كيد شيطاني خبيث يعبث بعقولكم الماكرة ولكننا نعلم أن كيد الشيطان كان ضعيفا وأن المكر السيئ لن يحيق سوى بأهله ولتعلموا أن ما فعلتموه بحق وطنكم في هذا الظرف العصيب مكتوب عليكم في القائمة السوداء وسيظل ما حييتم لعنة وندبة ستظل ملتصقة بجوهكم ما حييتم. ولكم تمنيت لو كنتم تحملون الجنسية الألمانية وفعلتم فعلتكم بوطنكم في أربعينيات القرن المنصرم وفي عهد هتلر تحديدا حتى يتخذ فيكم حكمه الذي اتخذه على طائفة اليهود.. لأنكم في رأيي الشخصي تستحقون ما هو أفظع من عقوبة هتلر على اليهود. أدري أدري لستم قلقين أدرك ذلك أيضا لأنكم تعرفون سماحة خصمكم الذي ناصبتموه العداء وتدركون جيدا أننا أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وبأننا سنقول لكم بعد النصر المبين : اذهبوا فأنتم الطلقاء إلا أن هذا – لو كنتم حقا مسلمين – لا يعني أن تشعروا بالارتياح النفسي لأنه مازال في أعناقكم أطنانا من الدماء البريئة التي أريقت بطلبكم وتحت تبريكاتكم وتبريراتكم ومعنى ذلك أن عقابكم لن يكون للأسف بأيدينا لأنكم لن تقامروا بالمجيء إلينا – أيها الجبناء ولكن هناك من سيأتي لكم بنفسه ويتعقبكم واحدا واحدا ليقتص منكم لقاء ما فعلتموه بالضعفاء والمساكين وسترون بأنفسكم ماذا يعني أن يموت الناس ويدفنون أحياء تحت تراب منازلهم بسببكم وستدركون حينها أو قد أدركتم الآن ربما أنكم اقترفتم أبشع جريمة حدثت خلال التاريخ الإنساني على مر كل العصور. أؤكد لكم ذلك وأراهنكم عليه وليس بيني وبينكم وبين البرهان سوى مسألة وقت قد تطول أو تقصر لكنه أمر محسوم كسنة إلهية ستحدث لا محالة ولا عاصم يومذاك من أمر الله.