رمضان .. كمخلّصٍ عظيم
عبدالرحمن غيلان
رمضان .. أيها الآتي من رحم السماء .. يتهادى كسحابةٍ تشرنقت في ملكوت الطهر .. يتبتل في مسافات القلوب الحالمة إلا من كوابيس العمر القادم .
من أنت؟ ولماذا جئتَ؟ وماذا تريد من دنيانا الفانية ؟وماذا ستضيف لنا ؟وماذا تحمل إلينا من حدائق الخُلدِ…ومن نسائم الرحمن؟
ها نحن نبتسم كثيراً لأجلك ..نحتفل ببزوغك.. نغني لفرحتنا بك…نتوهج ألقاً بعطر أمانيك في عيوننا .. وحكايات الليالي في شرايين الدمعة الثكلى ..واللحظة الابقى.
أيها الشهر الذي ولِدَ كبيراً فينا ..دُلّنا على مسافات الطُهر لتكبر أحلامنا معاً ..لنختار لك من ضلوعنا اسماً يليق بانصهارنا في تلافيف ضوئك.
قدرك أن نجبرك على اختيارنا فيما يحملك للآخرين .. وقدرنا أن نمتطي صهوة الصبر لنرى أحلامنا في محيّاك .. وتعاويذنا في نفحات تسرّبكَ في أوردة الجفاف .. تُحيي فيها ومنها تباشير المواعيد الضامئة .. وتُبيد في بطحائها معاقل شياطين الجن لعامٍ بأجمعه .. ومحيطاً بشياطين الإنس قبل فرارهم من دائرة المحبة والعدل والمساواة .. إلى دائرة الخلافات والعداوات التي لا ترقى إلى سموّ زهو هذا الشهر العظيم .. وهو يسّاقط رحمةً ومطراً إلهياً يغسل القلوب الوجلة من أدران عاهة السياسة وهي تأخذنا حيث لا نريد دوماً إلا ما تشاء المصالح الضيقة .. وحسبنا هذا الزخم الرباني بهذا الشهر الكريم .. وسيظلّ الأمل يحدونا للقادم المحدّق في أفق النماء والأزدهار .