مؤسسة الحق في الحياة تقدم خدمات تأهيلية لـ(250) طفلاً معاقاً
قدمت مؤسسة الحق في الحياة لأطفال الشلل الدماغي خدمات صحية وتأهيلية لما يقارب من 250 طفلاً معاقاً خلال عام كامل من العدوان برغم قلة إمكانياتها المادية.
وأوضحت الأمين العام لمؤسسة الحق منى المفلحي لـوكالة (سبأ) أن المؤسسة تواصل برامجها ونشاطاتها المتنوعة في رعاية الأطفال المصابين بمرض الشلل الدماغي وتجهد في تحمل مسؤوليتها الوطنية لتستمر في تقديم خدماتها برغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الجائر .
وأشارت إلى أن المؤسسة تحرص على تقديم خدماتها للأطفال من خلال أقسامها الأربعة (الوظيفي, التخاطبي, العلاج الطبيعي, التأهيل) لإكساب الأطفال مهارات وظائفية متعددة بغية مساعدتهم على إحراز قدرات مختلفة للإدماج الاجتماعي، حيث يخضع كل طفل داخل المؤسسة لبرامج متعددة تتمثل في العلاج الطبيعي، إذ يتم عمل تمارين للطفل لمدة 45 دقيقة في المؤسسة بمشاركة الأم, وبرامج العلاج النطقي التي تشمل التدليك لتقوية العضلات وتحريك الفكين لمساعدته على النطق وتمرين التنفس الصحيح وكذا تدريب الأمهات على بعض البرامج ليتمكن من تدريب أطفالهن في البيت.
وأضافت: “يحصل كل طفل داخل المؤسسة على برامج العلاج الوظائفي وهو مكمل للعلاج الطبيعي وجزء منه يهتم بالجزء العلوي من الجسم وتقوم المدربة بتدريب الأم على التمارين التي تساعد الطفل على الحركة والنطق إلى جانب التدريب على المهارات الحياتية التي تمكنهم من الاندماج في المجتمع وإكسابهم عادات سلوكية ووظائف مفيدة”.
ونوهت المفلحي بأن المؤسسة تضم وحدة الإرشاد الأسري التي تعتبر الوسيط بين وحدة البرامج وقسم العلاج الطبيعي والأسرة، حيث تعمل مع أولياء الأمور من خلال تدريبهم على كيفية التعامل مع الطفل المعاق وتطبيق البرامج التي يتلقاها الطفل، إلى جانب العديد من المحاضرات التدريبية التي تنفذها الوحدة في مجالات التغذية والنظافة الشخصية للأطفال، وجلسات الإرشاد الأسري الخاصة بحل مشكلات الأطفال لتكون الأسرة خير معين للطفل في البيت من خلال توفير بيئة آمنة لا يتعرض فيها للعنف.
ولفتت إلى أن المؤسسة تحرص على تأهيل كادرها الوظيفي والتعليمي والإداري من خلال إقامة الدورات التدريبية التي تسهم في رفع كفاءة الموظف وتحسن من أدائه الوظيفي والمهني والاحترافي بما يزيد من إنتاجية العمل من خلال دورات في مجالات صعوبات التعليم, واضطرابات النطق والكلام, وطرق وأساليب التعليم (الإعاقة العقلية – الشلل الدماغي), وإعداد الخطط التربوية الفردية.
واستعرضت المفلحي بعض الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة والتي تضمنت الأعداد المتزايدة من أطفال الشلل الدماغي الذين احتضنتهم المؤسسة خاصة بعد إغلاق بعض المراكز التي تعمل في رعاية أطفال الشلل الدماغي وكذا قلة الدعم المالي جراء العدوان السعودي الأمر الذي ضاعف من أعباء العمل بشكل كبير.
وأضافت: “هناك نحو 50 طفلاً مصاباً بالشلل يحتاجون إلى رعاية صحية ما زالوا في قائمة الانتظار، والمؤسسة لا تستطيع فتح فترة مسائية لاستقبال أولئك الأطفال وغيرهم بسبب قلة الإمكانيات المادية ونقص الفصول والمدرسين , والأخصائيين النفسيين”.
وأشارت إلى توقف عدد من البرامج والأنشطة التي تقدم لأطفال الشلل نتيجة تزايد أعدادهم وقلة الدعم المادي, مما دفع المؤسسة إلى توجيه نداء استغاثة لمد يد العون والمساندة لها لتتمكن من رعاية الأطفال كونها تحمل الكثير من الأعباء والمسؤوليات خاصة في ظل غياب الجهات الرسمية أو المنظمات الداعمة والقطاع الخاص.
ونوهت إلى بعدم وجود مركز طبي خاص بأطفال الشلل الدماغي, حيث يصاب بعض الأطفال بنوبات صرع وتشنجات وحمى شديدة ويصعب إسعافهم وتقديم العلاج لهم مما يتطلب إسعاف بعض الحالات إلى المستشفيات الخاصة وبتكلفة باهظة تفوق قدرة المؤسسة.
وطالبت المفلحي وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة بمساعدة ودعم المؤسسة بالمركز الطبي الذي يعنى بالجوانب الصحية والنفسية واستحداث برامج تدريبية حديثة للكادر العامل تتواكب مع حالة كل طفل داخل المؤسسة وإلى خبراء في تلك البرامج بهدف تحسين الخدمات التي تقدم للأطفال المعاقين.
وأكدت على أن المؤسسة ستواصل عملها في تحسين حياة أطفال الشلل الدماغي في الأسرة والمجتمع من خلال تبني نظام تأهيل يمكنهم من ممارسة حياتهم ويساعدهم على التكيف والاندماج مع البيئة المحيطة بهم ليمضوا قدماً مع الأطفال الآخرين.