عشرات الآلاف من الأطفال مصابون بسوء التغذية وظهور أمراض جلدية وتشوهات في المواليد
¶ مدير المستشفى الجمهوري : نواجه تحديات كبيرة تفوق قدرتنا وإمكانياتنا الصحية
صعدة / محمد الفائق
في الثامن من مايو العام الماضي أعلن العدوان محافظة صعدة منطقة عسكرية، استمرارا لحقده وغله على أبناء هذه المحافظة وعلى ابناء الشعب اليمني ككل .. ومنذ ذلك الوقت حتى كتابة هذا الخبر ولا يزال العدوان يرى من محافظة صعدة ومدنها واحيائها السكنية ومزارعها وطرقها ومبانيها الحكومية والأمنية والبشر والشجر والحجر هدفا لطائراته ولصواريخه ولأسلحته المحرمة.
اصابة الالاف من الأطفال بسوء التغذية
خلف العدوان مآس حقيقية ومؤلمة بحق الأطفال والنساء وكبار السن في محافظة صعدة ، واستشهد منهم الآلاف ودمرت منازلهم وممتلكاتهم ، وتزامن كل هذا التوحش والغل والعدوان والحصار اصابة الآلاف من أطفال أبناء صعدة بسوء التغذية والسعال الديكي وغيرها من الأمراض والتشوهات للمواليد والأمراض الجلدية والتي يؤكد مدير المستشفى الجمهوري بصعدة الدكتور محمد حجر أن الأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان هي السبب الرئيس في ظهور مثل هذه الأمراض والتشوهات وكذلك فرض الحصار على اليمن والمحافظة بشكل خاص ومنع دخول الدواء والغذاء إليها واستهداف أي قوافل طبية نتج عنه إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بسوء التغذية.
مشيراً إلى غياب كامل لدور المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي باستثناء أطباء بلا حدود ولجنة الصليب الأحمر التي استؤنفت عملها قبل أسابيع بعد أن توقفت منذ ما يقارب العام.
واعتبر الدكتور حجر أن دور هاتان المنظمتان مقتصر فقط على حالات بعينها ولم تغطيا العجز الذي تواجهه محافظة صعدة في المجال الصحي.
آثار العدوان وأسلحته المحرمة في أطفال صعدة
الزائر الى قسم الأطفال في المستشفى الجمهوري وهو المستشفى الوحيد في محافظة صعدة يشعر بالألم لما حل بهؤلاء الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة امام هذا التعنت السعودي ويشعر كذلك بالحسرة والأسف جراء ما وصل إليه العرب والأشقاء من تطرف وحقد أعمى وعداوة تجاوزت حقد وعداوة اليهود والكيان الصهيوني لأبناء فلسطين.
تجرد العدوان السعودي عن كل قيم الدين والأخوة والعروبة وارتدى ثوب الشيطان فعاث في الأرض فسادا وقتل وأهلك الحرث والنسل على مدى سنة وثلاثة اشهر ارتكب فيها عشرات المجازر والمذابح الجماعية والجرائم بحق الآمنين في منازلهم أو المسافرين في طرقاتهم ولا يزال كذلك متغطرساً يبطش بيد ويحاصر بيده الأخرى. . هذا العدوان لم يراع في أبناء اليمن إلاًّ ولا ذمة فكيف له ان يحافظ على العهود أو يفي بالوعود ويلتزم بالاتفاق أو يسعى إلى السلام .
أطفال محرومون من الدواء والغذاء
تبعات هذا العدوان تظهر يوما بعد يوم ولعل صور الأطفال في محافظة صعدة المصابون بعدد من الأمراض المزمنة خير دليل على ذلك .. حيث يقول الطبيب خالد ناصر البكري إن المستشفى الجمهوري في صعدة يواجه تحديات عظيمة وكبيرة تفوق قدرته على مواجهتها .. مشيراً إلى أن المستشفى يستقبل في اليوم الواحد منذ بدء العدوان ما يقارب عشر حالات من الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين يحتاجون الى رقود وعناية مركزة .. واكد البكري أن المستشفى استقبل خلال شهر مايو الماضي 123حالة من إجمالي ما يقارب 320 خلال الشهر نفسه حيث تم إرسال البقية إلى المحافظات المجاورة أو تأخير استقبالهم حتى يحين دورهم.. فضلا عن استقبال 130 طفلاً مصابين بمرض السعال الديكي.
لافتاً إلى أن القدرة الاستيعابية لقسم الأطفال في المستشفى لا تتجاوز 42 سريرا فضلا عن شحة الادوية وانعدام بعضها وغياب الخدمات الصحية جراء العدوان واستهدافه المرافق الصحية وفرضه حصار جائر وتضرر المستشفى الجمهوري نتيجة الغارات على محافظة صعدة وتلف العديد من الأجهزة الطبية والمعدات.
واختتم الطبيب البكري كلامه وهو يشير بيديه للأطفال على الأسرة قائلا: لم أر بشاعة ووحشية كوحشية السعودية بحق ابناء اليمن .. انظروا لهؤلاء الأطفال حرموا من الدواء وباتت أوزانهم خفيفة جداً لا تتناسب مع أعمارهم وهو ما سيضاعف من سوء حالتهم الصحية .
وصمة عار على جبين قادة العدوان
مريم وعايشة وفاطمة وياسمين واحمد وعلي وعبدالله وجابر وسمير وغيرهم الآلاف من الأطفال الذين أحرمهم العدوان من نعمة الصحة وسلبهم حقوقهم وانتزع منهم سعادتهم وفرحهم و مرحهم كبقية أطفال العالم .. ويبقى حال هؤلاء الأطفال في صعدة وصمة عار على جبين قادة العدوان .. ولن يتخلى اليمنيون عن حقهم ورد اعتبارهم والثأر من قاتل أطفالهم ونسائهم ولن تسقط جرائم العدوان مع تقادم الأيام وسيرد له الصاع صاعين طال الزمان أم قصر .. ذلك لسان حال كل يمني غيور وشريف.