عواصم/ وكالات –
حذرت روسيا من أن نشوب صراع في شبه الجزيرة الكورية قد يسبب دمارا يفوق كارثة تشرنوبل النووية عام 1986م¡ بينما حذرت الأمم المتحدة من أن إجراء بيونج يانج تجربة نووية أخرى سيكون استفزازا¡ في وقت نفت سول أن تكون الأخيرة على وشك إجراء هذه التجربة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في هانوفر بألمانيا¡ تعليقا على تطورات الأزمة الكورية الشمالية-: “لن أخفي قولا بهذا الشأن نحن قلقون بسبب التصعيد في شبه الجزيرة الكورية لأننا جيران”.
وأضاف: “وإذا وقع أمر لا سمح الله فإن كارثة تشرنوبل التي نعلم جميعنا الكثير عنها قد تبدو كقصة خيالية للأطفال مقارنة به¡ هل هناك مثل هذا التهديد أم لا¿ أعتقد أن هناك تهديدا وأحث الجميع على الهدوء والبدء في حل المشكلات التي تراكمت لسنوات عديدة هناك على طاولة التفاوض”.
ووقعت كارثة تشرنوبل في أوكرانيا في أبريل عام 1986م لتصبح أسوأ كارثة نووية في التاريخ عندما انفجر أحد المفاعلات خلال تجربة على السلامة. وتلوثت بالإشعاع مناطق شاسعة في أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا المجاورتين وانتشر الغبار المشع أيضا في أنحاء بغربي أوروبا.
وأثنى بوتين أيضا على قرار اتخذته الولايات المتحدة الأسبوع بتأجيل تجربة إطلاق صاروخ مقررة في إطار الجهود للحد من التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف بوتين: “أعتقد أننا جميعا يجب أن نشكر القيادة الأمريكية على هذه الخطوة وأتمنى أن يلاحظها شركاؤنا في كوريا الشمالية وأن تستخلص منها نتائج معينة وأن يهدأ الجميع ويبدأ العمل المشترك لتهدئة الموقف”.
من جهته حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس كوريا الشمالية من أن إجراء تجربة نووية أخرى سيكون إجراء استفزازيا وانتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2094م.
وأضاف في مؤتمر صحفي في لاهاي: “لا يمكن أن تستمر كوريا الشمالية بهذه الطريقة في مواجهة وتحدي سلطة مجلس الأمن وتحدي المجتمع الدولي بأكمله بشكل مباشر.
وأوضح أنه بلغته تقارير عن استعدادات محتملة لتجربة نووية ولكن ليس لديه معلومات محددة.
ونفت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية أمس أن تكون بيونج يانج على وشك إجراء تجربة نووية جديدة¡ وقالت: إن التحركات التي رصدت بشأن موقع نووي في كوريا الشمالية روتينية وذلك في تعارض مع تصريحات حكومية سابقة.
وأكد متحدث في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية “أنهم لم يجدوا تحركات غير معتادة تدل على أنها (كوريا الشمالية) تريد إجراء تجربة نووية”.
وقال وزير الوحدة في كوريا الجنوبية ردا على تقرير صحفي: إن هناك تحركات تشير إلى تجربة وشيكة. وقال ريو كيهي غاي وزير الوحدة أمام لجنة برلمانية “لا يسعني إلا أن أقول إن هناك مؤشرات من هذا النوع”. ولم يذكر الوزير تفاصيل.
وأثارت تصريحات كوريا الشمالية قلق الصين الحليفة الدبلوماسية والداعم المالي الوحيد لبيونج يانج ووجه زعماء في بكين انتقادات نادرة للشمال وقالوا في الأيام القليلة الماضية أنهم لن يتحملوا أي “إثارة مشاكل” أخرى على حدودهم.
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية أمس إن بكين تريد سلاما منزوع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية¡ وأضاف: إن العمل على تحقيق ذلك هو مسؤولية كل الأطراف.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي -في إفادة صحفية ببكين- أن الصين “ترى أن السبيل الوحيد لتحقيق نزع السلاح النووي هو الحوار بين كل الأطراف المعنية”.
وأبلغت سلطات كوريا الشمالية السفارات في بيونج يانج أنه لا يمكنها ضمان سلامتها اعتبارا من يوم عد◌ُ الأربعاء بعدما ذكرت أن الصراع حتمي بسبب تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تنتهي بنهاية هذا الشهر ولا يبدو أن أي دبلوماسي قد غادر عاصمة كوريا الشمالية.
من جهة أخرى أعلنت كوريا الشمالية أمس أنها ستسحب عامليها من منطقة كيسونغ الصناعية المشتركة مع كوريا الجنوبية وستعلق كل العمليات فيها بشكل مؤقت.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم يانغ جون سكرتير اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم قوله: “ستعلق العمليات في المنطقة بشكل مؤقت¡ أصبح من المستحيل أن تعمل المنطقة كالمعتاد نظرا لأفعال كوريا الجنوبية المستهترة والعدائية”.
وكانت كوريا الشمالية قد منعت عمال كوريا الجنوبية الأربعاء الماضي من دخول المجمع وسمحت للعمال بالمغادرة فقط إذا أرادوا. ويعتقد أنه ما زال هناك نحو 500 عامل كورى جنوبي في المجمع.
ويعمل أكثر من خمسين ألف كوري شمالي لصالح 123 شركة كورية جنوبية في المجمع.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا
