الثورة نت /
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أمريكا وإسرائيل تستخدام الجماعات التكفيرية ذريعة للدخول إلى القواعد العسكرية في المنطقة.
وذكر نصر الله في كلمة ألقاها مساء اليوم الجمعة بمناسبة أسبوع الشهيد السيد مصطفى بدر الدين أن أمريكا تقوم حالياً بتوظيف الجماعات التكفيرية واستخدامها كذريعة للعودة إلى القواعد العسكرية في اليمن بعد أن أخرجهم منها ثوار اليمن.
وأوضح السيد نصر الله أن الجماعات التكفيرية جيش أسود مُغذاة فكريا وممولة من قبل السعودية وقطر وتركيا وأن أمريكا تستخدمه لتحقيق كل الأهداف الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، ولضرب حركات المقاومة والصحوة في اليمن التي تشكل خطر عليهم.
ولفت أن السبب الحقيقي لإستهداف سوريا هو لكونها دولة مستقلة خارج الهيمنة الأمريكية، ولأنها دولة متمسكة بالمقاومة، و تقول لا لإسرائيل، ولإعتبارها ضمن محور المقاومة.
وأكد السيد حسن نصر الله انه بمجرد إذا أعلن بشار الأسد أنه في خدمة المشروع الأميركي والإسرائيلي فستنتهي الحرب في سوريا وسيجمع حلفائها كل جماعاتها من سوريا.
وأبدى استغرابه من قول السعودية أنها تريد دستورا جديدا وانتخابات نيابية ورئاسية مبكرة في سوريا رغم أنها لا تملك ذلك، وتساءل كيف تطالب بالإصلاح وتداول السلطة وتعدد الأحزاب في سوريا رغم أنها لا تملك أي شيئ من ذلك.
وأشار إلى أن الإعلام العربي غالبيته موجّة ويكذب فيما الإعلام الغربي بما فيه الأمريكي يكتبون عما يحدث في سوريا بطريقة مختلفة، وبدأوا في البحث عن حلول لأن آثار وخطر ما يجري وصل إليهم.
ولفت إلى أن الأمريكيين اعترفوا بتمويل السعودية للتكفيريين وأنها أنفقت مليارات الدولارات والآف الأطنان من الأسلحة، وإدارتها لغرفة العمليات العسكرية في سوريا من الأردن، وأنها تدير كذلك ما يسمى ” وفد الرياض” وفد المعارضة السورية.
وأكد السيد نصر الله أن حزب الله انتقل من قوة محلية إلى قوة إقليمية بالفعل الميداني المبني على البنية الجهادية، موضحاً بأن المقاومة باقية في سوريا، وأن دماء الشهداء الزكية ستدفع لأن يذهب عدد أكبر إلى سوريا لإكمال المعركة.
وكان السيد حسن نصر الله بداء كلمته بالحديث عن الشهيد مصطفى بدر الدين “ذوالفقار” وأكد أنه من أوائل المجاهدين في بدايات انطلاقه المقاومة الإسلامية مع مجموعة من المجاهدين وشكلوا النواه الأولى للمقاومة وقاتل مع حركة أمل والمقاومة الفلسطينية، وجرح في يده ورجلة.
وأضاف أن الشهيد بدر الدين شارك في السنوات الأولى في تشكيل المجموعات الجهادية ونقل الخبرات إليها وإداراتها، وهو ما ساهم في طرد الاحتلال من كثير من المناطق.
وتابع أنه في التسعينات من القرن الماضي تولى السيد مصطفى المسئولية العسكرية لحزب الله حتى عام 99 وساهم في تطوير قدرات المقاومة حتى انتهى إلى الانتصار الكبرى عام 2000.
وأشار إلى أن بدر الدين تولى مسئوليات عديدة كان في مقدمتها المواجهة ضد عدوان تموز 2006، ومن أهم انجازات الشهيد أيضا تفكيك شبكات العملاء بعد العام 2008.
وأضاف السيد نصر الله إلى أنه أوكل إلى الشهيد مصطفى إدارة وحدات حزب الله في سوريا، وأنه ساهم مع إخوته من قياديي المقاومة والشهداء والجرحى في منع سقوط سوريا.
ولفت إلى دوره في مواجهة التكفيريين ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل، وتفكيك شبكات العملاء وتحصين الأمن الداخلي للبلاد.
وأشاد بالرؤية المتقدمة في الإعلام الحربي التي كان يمتلكها الشهيد بدر الدين، وبجرأته وذكائه الحاد وشجاعته وعمله الدؤوب.
ولفت إلى أن هناك ماكينة تعمل على الدوام ضد المقاومة وجمهورها، وفي هذا السياق جاءت الحملة على الشهيد مصطفى بدر الدين.
وأكد أن شهداء المقاومة هم شهداء المقاومة سواء قتلوا في سوريا أو في فلسطين أو في العراق لأن المعركة واحدة.
وأبدى استغرابه من كلام بعض العرب التي شككت بشأن نتائج التحقيق حول استشهاد السيد مصطفى بدر الدين، مضيفاً أن “العدو الإسرائيلي اعترف بصدقنا وشجاعتنا والأعراب الأشد كفراً ونفاقاً يشككون بالوقائع التاريخية”.
وكشف أن معطيات التحقيق دلت على أن الجريمة ارتكبتها الجماعات التكفيرية في المنطقة وبالتالي لا يمكن أن نقول غير ذلك.
وأوضح أن تاريخ المقاومة يؤكد أنها لم تخش أبدا تحميل إسرائيل مسؤولة أي اعتداء عليها، وقال “نحن لم نخش أبداً تحميل إسرائيل مسؤولية أي اعتداء علينا وقد هددّنا بالردّ وفعلنا كاعتداء القنيطرة” مضيفاً نحن لا نجبن أو نخشى أبدا عندما نظن أن الإسرائيلي هو من قتلنا.
وجدد السيد نصر الله تحذيره لإسرائيل بالقول ” إذا امتدت يدكم إلى أي من مجاهدينا فإن ردّنا سيكون قاسياً ومباشراً وخارج مزارع شبعا” .
وأكد أن “حزب الله أصبح تنظيماً كاملاً ومؤسسة حقيقية بجميع الأبعاد في مقدمها البعد الجهادي وأن حزب الله مقاومة لم تعد تعتمد على شخص وهي في حال تطور كميّ وكيفيّ”.
وبيّن أن “الشهيد مصطفى ليس الشهيد القائد الأول ولن يكون الأخير في هذه المسيرة المستمرة وأنه عندما يقضي أحد قادتنا شهيداً سرعان ما يملأه أخوانه من الأجيال المختلفة”