عباس يتهم اسرائيل بالتصعيد وإثارة الفوضى


قاسم الشاوش –
شيع آلاف الفلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس جثمان الشهيد ميسرة أبو حمدية الذي توفي في الثاني من ابريل الجاري في سجون الاحتلال¡ فيما حمل الرئيس الفلسطيني اسرائيل مسؤولية التصعيد في الأراضي الفلسطينية والذي تحاول من خلاله إثارة الفوضى وقتل الأبرياء بعد استشهاد شابين فلسطينيين بنيران اسرائيلية.
وانطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية من المستشفى الأهلي مرورا◌ٍ بشوارع المدينة حيث ووري الثرى في مقبرة الشهداء في حي واد الهرية بالخليل وخلال الموكب هتف المشيعون منددين بالاحتلال ومطالبين الفصائل بالانتقام وأطلق مسلحون النار في الهواء غضبا.
إلى ذلك حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل أمس مسؤولية “التصعيد” في الأراضي الفلسطينية حيث حذرت الرئاسة من تداعيات هذا التصعيد على جهود السلام الاميركية.
وقال عباس في كلمة له في اليوم الثاني لاجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح أن “اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد في الأراضي الفلسطينية وتسعى لإثارة الفوضى والتي كانت نتيجته شهيدين من ابناء شعبناء الليلة الماضية”.
وأكد أن الاسرائيليين “لا يريدون أي خطوة تجاه السلام”.
وتأتي تصريحات عباس قبل أيام من لقائه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في عمان في محاولة لدفع محادثات السلام قدما مع اسرائيل.
وأضاف عباس “يبدو بأن اسرائيل تسعى إلى بلبلة الاجواء وإثارة الفوضى في الاراضي الفلسطينية لأنه من غير الممكن ان تقوم مظاهرات سلمية بإنتاج شهيدين وقبلها شهيد وقبلها شهداء”.
ورأى عباس بأن هذه التصرفات تدل على ان اسرائيل “تريد تصعيد الوضع الامني في الاراضي الفلسطينية لانها لو كانت حريصة على الامن والعلاقات لما استعملت القوى القاتلة ضد المتظاهرين”.
من جهتها¡ حذرت الرئاسة الفلسطينية من “العواقب الوخيمة” للتصعيد الاسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة في تصريح صحافي أن عباس “يجري اتصالات حثيثة ومتواصلة مع كل الاطراف الاقليمية والدولية لشرح مخاطر التصعيد الاسرائيلي على أمن واستقرار المنطقة وعلى الجهود الاميركية تحديدا التي تستهدف احياء عملية السلام”.
وأشار إلى ان “امعان الحكومة الاسرائيلية في هذا التصعيد لا يمكن السكوت عليه”.
وأكد ابو ردينة ان الحكومة الإسرائيلية “تقف وراء هذا التصعيد وتتحمل مسؤوليته ومسؤولية تداعياته الخطيرة على الجهود الاميركية والدولية لاستئناف المفاوضات كما تحذر الرئاسة الفلسطينية من هذا التصعيد الخطير”.
وأكمل “ان هذا التصعيد يؤكد أن هذه الحكومة لا تنظر للواقع إلا من خلال القوة الغاشمة ومن خلال سياسة الاستيطان والتهويد والتوسع التي تدمر كل فرص السلام ومبدأ حل الدولتين الذي يلقى اجماعا دوليا”.
إلى ذلك استشهد الشاب ناجي عبد الكريم البلبيسي (18 عاما) من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية متأثرا بجراح أصيب بها بمواجهات على حاجز عناب شرق المدينة الواصل بين مدينتي نابلس وطولكرم¡ وذلك بعد ساعات من استشهاد عامر نصار (17 عاما) بالمواجهات التي أسفرت عن إصابة آخرين.
وبعد مواجهات دارت على الحاجز الثلاثاء¡ عثر البلبيسي مستشهدا قرب الحاجز¡ غير أن مصادر إعلامية أكدت أن جنود الاحتلال قاموا باحتجازه وتركه ينزف حتى الموت.
وأوضح بليدي أن الشاب عثر عليه مصابا في صدره برصاصة¡ وهو قريب الشهيد عامر نصار الذي استشهد بالمكان ذاته قبيل منتصف الليلة الماضية¡ حيث قامت سلطات الاحتلال بتسليمه للإسعاف الفلسطيني وقام بدوره بنقله إلى مشفى بطولكرم حيث تم تشييع جثمان الشهيدين من هناك أمس.
وقد جاءت المواجهات خلال مظاهرة احتجاجية على وفاة الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية متأثرا◌ٍ بإصابته بمرض السرطان¡ وذلك بعد 11 عاما◌ٍ من اعتقاله في السجون الإسرائيلية.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق وبالرصاص المطاطي خلال مظاهرات مماثلة في عدد من مدن الضفة الغربية أمس على خلفية الاحتجاج على أوضاع الأسرى.

قد يعجبك ايضا