لندن/ وكالات
مع اقتراب موعد الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أظهر استطلاع للرأي أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يجد صعوبة في إقناع الناخبين بأنه يقول الحقيقة بشأن ضرورة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في حين يوجه منافسه بوريس جونسون الذي يقود معسكر الداعين للخروج من الاتحاد رسالته بشكل أفضل.
وكشف الاستطلاع الذي أجرته شركة كومريس أن 21 % فقط ممن شاركوا في الاستطلاع يرون أن كاميرون يقول الحقيقة بشأن الاتحاد الأوروبي أكثر من جونسون في حين قال 45 % إن الناس يصدقون جونسون أكثر من كاميرون.
ويكثّف كل من المعسكرين حملته مع اقتراب موعد الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والمقرر إجراؤه في 23 يونيو خاصة مع انقسام الناخبين تقريبا بشأن اعتزامهم التصويت في أي من الاتجاهين.
ويحذر كاميرون من خطورة تضرر اقتصاد بريطانيا إذا قررت الخروج من أكبر تكتل تجاري في العالم.
ويقول جونسون إن بريطانيا ستنتعش خارج الاتحاد إذا استطاعت تطبيق لوائحها وقوانينها وتوقيع اتفاقاتها التجارية وإنفاق ميزانيتها المخصصة للاتحاد الأوروبي في الداخل.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته كومريس لحساب صحيفة صنداي ميرور وموقع الاندبندنت على الانترنت أن 33 % ممن شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن من الأفضل لبريطانيا البقاء في الاتحاد مقابل 29 % يرون أنهم سيكونون في حال أفضل إذا خرجت بلادهم منه.
وقال كاميرون الذي بات مستقبله السياسي على المحك مع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر في 23 يونيو والذي تشير الاستطلاعات الى تقارب نتائجه، ان بريطانيا يمكن ان تدخل في مرحلة انكماش اقتصادي في حال التصويت على الخروج من الاتحاد.
من ناحيته سجل زعيم حزب العمال جيريمي كوربن اهم ظهور له في الحملة في تجمع بوسط لندن.
ورغم التنافس الشديد بين كاميرون وكوربن إلا انهما يرغبان في بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي وهما جزء من الحملة التي وحدت معظم اكبر الشخصيات السياسية في البلاد.
ويقول المنادون بخروج البلاد من الاتحاد الاوروبي مثل رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون ان بريطانيا يمكن ان تزدهر في حال خروجها من الاتحاد الذي يضم 28 بلدا، إذ ستتمتع بحرية التفاوض على الاتفاقيات التجارية كما ستحرر الشركات من الروتين.
وقالت الحملة الرسمية لأنصار البقاء في الاتحاد انها عقدت اكثر من ألف فعالية وتجمع أمس الأول، بينما جرت تجمعات لانصار الخروج من الاتحاد الاوروبي بعد انطلاق الحملات عقب انتخابات المجالس البلدية والمناطق الاسبوع الماضي.
وقبل اقل من ستة اسابيع على التصويت، فان المعسكرين المؤيد والمعارض للبقاء في الاتحاد الاوروبي حصلا على النسبة نفسها في الاستطلاعات الستة الاخيرة التي اجراها موقع “ماذا تريد بريطانيا”.
وتسببت الحملة بانقسامات مريرة في صفوف حزب المحافظين الذي يتزعمه كاميرون إذ أن اكثر من 100 من نواب الحزب في البرلمان البالغ عددهم 330 يؤيدون الخروج من الاتحاد الاوروبي.
ويشير المحللون الى ان كاميرون سيجبر على الاستقالة في حال خسر الاستفتاء.
وبعد اسبوع من تحذيرات مؤسسات مثل البنك المركزي البريطاني وصندوق النقد الدولي من تاثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد، شدد كاميرون على ان اقتصاد بريطانيا يمكن ان يواجه انكماشا اذا خرجت بلاده من الاتحاد.
وقال في كلمة في دائرته اوكسفوردشاير (جنوب شرق) “اذا صوتنا على الخروج من الاتحاد في 23 يونيو فسنصوت من اجل اسعار اعلى، وسنصوت على وظائف اقل، وعلى نمو اقل، سنصوت من اجل الانكماش”.
وصرح سابقا ان مشاريع البنى التحتية وبينها مشروع القطارات ستتاثر في حال الخروج لان بريطانيا ستخسر مليارات الجنيهات التي تحصل عليها من بنك الاستثمار الاوروبي الذي ضخ 16 مليار جنيه استرليني (20 مليار يورو) في مشاريع بريطانية في السنوات الثلاث الأخيرة.
إلا ان جونسون، المحافظ وابرز شخصية سياسية منادية بالخروج من الاتحاد فيعتبر ان بريطانيا “ستشهد اكبر ازدهار في تاريخها” في حال تحقق الخروج.
وقال في كلمة في بريستول جنوب غرب انكلترا “حان وقت تحرير بريطانيا من قيودها، وهو وقت الدفاع عن الحرية في جميع انحاء القارة” الاوروبية.
واضاف: “إذا صوتنا في 23 يونيو واستعدنا السيطرة على بلادنا واقتصادنا وديموقراطيتنا، نستطيع عندها ان نزدهر كما لم نزدهر من قبل”.
اما كوربن، الاشتراكي المخضرم والذي انتقد الاتحاد الاوروبي طوال حياته السياسية، فقد حضته شخصيات داخل حزبه على بذل مزيد من الجهود في اطار حملة “البقاء” في الاتحاد.
ومع سعيه في كلمة أمس له الأول الى النأي بحزب العمال عن كاميرون، الا انه اكد ان قضايا مثل حماية مكان العمل والتلوث يجب معالجتها من داخل الاتحاد الاوروبي.
وقال ان الحكومة المحافظة وليس الاتحاد الاوروبي، مسؤولة عن “العديد من المشكلات” التي تواجهها البلاد.
واضاف: ان “الاتحاد الاوروبي كان يمكن ان يقدم الينا الكثير لو كانت لدينا حكومة تتخذ خيارات جيدة وتعرف اختيار اولوياتها”.
وتابع “لذلك نصوت حتى نبقى ونصلح ونعمل في اطار اوروبا من اجل تحسين حياة الناس هنا في بريطانيا”.
واكد ان “الخروج من الاتحاد الاوروبي لن يحل المشكلة نحن ندعو الى الوحدة والعولمة، والعدالة الاجتماعية”.