في ظل توجه الحكومة لتركيبها ببعض الشوارع
وائل شرحة
وأنت واقف في الشاطئ تترقب بصمت تلاطم أمواج البحر وتتلقى نسيمات باردة وهواء نقياً وخيالاً واسعاً.. بشكل عام تكون محاطاً بأجواء رائعة, يفسدها فقط الظلام الدامس الذي يسكن كورنيش البحر الأحمر في الحديدة.
لدى الحكومة توجه, تعيقه الأزمة المالية الراهنة, في إنارة بعض الميادين والساحات والشوارع, لا بد أن يكون لشاطئ البحر الأحمر والكورنيش نصيب من ذلك التوجه, كون إنارته بالطاقة الشمسية تبث في زائريه وعشاقه الطمأنينة وتخفف من معاناة المواطنين المتوافدين إليه كل مساء..
وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر, وحلول الظلام الدائم في سماء المدن اليمنية, يجب على الجهات الرسمية ممثلة بالمؤسسة العامة للكهرباء وفروعها بعموم محافظات الجمهورية الانطلاقة الجادة والخوض القوي في عالم الطاقة المتجددة في اليمن لاسيما “الطاقة الشمسية” المتوفرة حالياً ولو بشكل طفيف وبجهود ذاتية.
يجب أن تعمل المؤسسة العامة للكهرباء على تشجيع المجتمع في استخدام منظومات الطاقة الشمسية من خلال انطلاقها في استخدامها وإنارة المناطق والساحات والميادين والشواطئ وغيرها من المناطق التي يتوافد إليها المواطنين..
وزارة الكهرباء تمكنت من خلال جهود بذلتها بالتنسيق مع الهيئة العامة للمدن التاريخية, وبتمويل بنك التسليف الزراعي من إنارة ميادين وساحات صنعاء القديمة, وتستعد حالياً بتمويل أمانة العاصمة لإنارة ميدان التحرير وكذا شوارع محافظة إب الرئيسية بحسب توجيهات وطلب المحافظ.
في محافظة الحديدة دشن صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة مطلع مارس الماضي 2016م مشروع إنارة الحدائق العامة والشوارع الرئيسية في المحافظة بالطاقة المتجددة “الطاقة الشمسية”. وخلال التدشين الذي جرى في حديقة الشعب أوضح المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة عبد الإله الأهدل أن الهدف من المشروع توفير الطاقة الكهربائية لإنارة الحدائق العامة والشوارع المجاورة ليلا لإضفاء مظهر جمالي على محافظة الحديدة.
هذه الخطوات الأولية التي دشنتها تلك الجهات وتعتقد أنها إنجاز في تخفيف معاناة المواطن من غياب التيار لأكثر من عام كامل, هي في الحقيقة لم ـ ولن ـ تخفف من معاناة اليمنيين الفاقدين للإضاءة منذ وقت ليس ببسيط.
وعلى ذكر الحديدة, المحافظة الساحلية فهي في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة, وتشتد معاناة القاطنين فيها, ويعزف الناس عن زيارتها والتمتع بشواطئها.. فكيف سيواجه أبناء تهامة الصيف في ظل غياب التيار الكهربائي.
دائما يتوجه أبناء الحديدة إلى كورنيش البحر بهدف الحصول على هواء نقي وأجواء معتدلة تخفف عليهم شدت حرارة الشمس, لكن ومع الظلام المخيم على تلك الشواطئ والكورنيش, يفترض أن يبادر المجلس المحلي وفرع مؤسسة الكهرباء في استخدام الطاقة الشمسية لإنارة الكورنيش والشاطئ.
إن إنارة شاطئ البحر الأحمر والكورنيش ستبث في زائريه وعشاقه الطمأنينة وستخفف من معاناة المواطنين المتوافدين إليه كل مساء, بهدف الحصول على أجواء هادئة باردة بعيداً عن النار والحرارة المشتعلة في المنازل أمام عجز تام للمكيفات والمراوح في مواجهتها.
يعتقد الكثير أن هذا المشروع بحاجة فقط إلى مبادرة من فرع مؤسسة الكهرباء بالمحافظة في إعداد الدراسات والخطط والتكاليف والاحتيجات ورفعها للمجلس المحلي أو صندوق النظافة أو أي مرفق إيرادي حي بالمحافظة أو رجال المال والأعمال, لتمويل المشروع الذي سيكون بمثابة انطلاقة قوية وجادة لليمن في دخول عالم الطاقة المتجددة من خلال إنارة الشواطئ والكورنيش.