لقاءات / احمد السعيدي
أيام قلائل وينطلق حوار الكويت بين الأطراف المحلية ومن يمثلها في الخارج ولا يرى المثقفون والسياسيون في الداخل والخارج إلى هذا الحوار إلا بمنظورين الأول دعوة للتفاؤل بالفرج، فأبناء الشعب اليوم متفائلون بالحوار ويتمنون من كل قلوبهم الوصول الى الوقف الشامل للحرب لتعود اليهم الحياة من جديد وترتسم ابتساماتهم على محياهم ويسعى كل منهم لتحقيق حلمه والوصول الى حياة كريمة مطمئنة، والمنظور الثاني فرصة اخيرة للسلام فلو فشل هذه الحوار لا سمح الله ستبدأ مرحلة جديدة من الحرب والحقد والدمار وتفتيت الأوطان ولن ترضى الأطراف القبول بالآخر والجلوس في طاولة مفاوضات ويتحمل اليمنيون كالعادة تبعات هذه الحروب وتستمر معاناتهم حتى قتل كل شيء جميل في الحياة .
” الثورة ” رصدت ردود افعال المواطنين في عدد من محافظات الجمهورية حول المفاوضات التي ستجرى في الكويت منتصف الأسبوع المقبل وخرجت بالحصيلة التالية :
أكد محمد عبدالسلام الناطق الرسمي لحركة أنصار الله في منشور بصفحته على الفيسبوك انه وفي سياق التفاهمات الأولية التي تؤدي الى وقف شامل للأعمال العسكرية في البلاد وفتح آفاق واضحة للدخول في الحوار السياسي اليمني المزمع عقده منتصف ابريل الحالي برعاية الامم المتحدة فقد تم التوافق على استمرار التهدئة على طول الشريط الحدودي بين بلادنا والسعودية بما في ذلك جبهة ميدي الحدودية ووقف الاعمال العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية كخطوة أولى ووقف التصعيد العسكري في بقية محاور القتال وصولا الى الوقف الكلي للحرب واستكمال ملف المفقودين والأسرى وتجميع بياناتهم وتبادل الكشوفات بشأنهم .
وقد استقبل المواطنون هذا الحديث الذي تناقلته العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بترحيب وارتياح كبيرين وأعدوه بارقة أمل لوقف العدوان واستقرار الوضع في مختلف جوانب الحياة بعموم محافظات الجمهورية.
قرار شجاع
وفي هذا السياق قال الشيخ / محمد حسين الشامي عضو المجلس المحلي بمديرية الثورة بأمانة العاصمة :إن مسالة التفاوض والتفاهمات لإنهاء العدوان ووقف الاقتتال في الجبهات الداخلية هو قرار شجاع لا يتخذه الا الشجعان والعقلاء وليس عيبأ أن تتنازل جميع الاطراف لحقن دماء اليمنيين التي سالت في عموم الوطن فالتعنت لا يولد إلا مزيداً من المعاناة والمآسي وإلى متى ستظل اليمن مشتعلة بالحروب والقتل والدمار اما يكفي عام كامل من الدمار والقتل والقهر, عام خسرنا فيه اغلى شبابنا وتدمرت أبرز منشآتنا التعليمية والرياضية التي بنيناها طويلاً , عام استهدف العدوان مواقعنا الأثرية ومدننا التاريخية التي تدل على حضارتنا العريقة , عام عانى فيه الشعب اليمني ويلات الحرب والحصار الاقتصادي , عام فقد الناس أغلى ما يملكون في حياتهم أبناءهم ونساءهم ومساكنهم وأعمالهم فقد آن الأوان أن تتوقف الحرب فيكفي ماحل بنا والى متى سنظل هكذا فقد توقفت الحربين العالمية الاولى والثانية وعادت الدول كما هي وصارت الحرب ماضياً لا يتذكره الكثيرون.
الوضع الانساني
أما عن الوضع الإنساني في البلاد فقد تحدث حوله الدكتور / عبدالرب المجاهد – جامعة ذمار قائلا :
تحول حلم كل اليمنيين في الحياة الى كابوس في ظل هذه الحرب التي لا بد ان تتوقف وقد استبشرنا جميعا ً في جامعة ذمار ومحافظة ذمار الخطوات الإيجابية التي تمت مؤخراً وافضت إلى مفاوضات وتفاهمات أولية في سبيل إيقاف الحرب واحلال السلام في المنطقة وتتمثل ضرورة إيقاف الحرب والاقتتال في وضع حد لتدهور الوضع الإنساني والكارثي التي تعيشه البلاد فكل يوم نسمع تقريراً أو مناشدة من المنظمات العالمية عن الحالة الإنسانية الصعبة التي يعانيها المواطنون ومن هذه التقارير انعدام الامن الغذائي ولنسبة تفوق الخمسين في المئة من عدد أبناء الشعب اليمني والذين لا يجدون الغذاء الكافي، أما عن الأطفال فحدث ولا حرج فكثير منهم لا يجدون الغذاء والدواء في ظل انتشار كبير للمرض والفقر فكان لابد على جميع الأطراف الأخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني الذي يعيشه اليمنيون قبل الدخول في أي حوار لإيقاف هذه الحرب الخاسرة والتي يدفع ثمنها اليمنيون الأبرياء.
العودة الى اعمالنا
* ومن محافظة الحديدة تحدث الأخ / مهدي مصطفى – عضو نقابة الصيادين في المحافظة بالقول:
التفاهمات التي دارت مؤخراً للخروج الى حل يوقف إطلاق النار بادرة رائعة أفرحت كثيراً من المواطنين في محافظة الحديدة عموماً وفي نقابة الصيادين خصوصاً فتخيلوا أن عدد الصيادين الذين تركوا أعمالهم في سواحل المحافظة نتيجة استهداف طائرات النظام السعودي للسواحل اليمنية تجاوز الـ 500 صياد وعامل صيد ولكم أن تتصوروا كيف يعيش هؤلاء مع ترك أعمالهم وقطع مصدر رزقهم وهم يعولون أسراً وتصوروا كيف سيفرح الصيادون بالعودة إلى ممارسة اعمالهم بعد توقف الحرب والتزام جميع الاطراف بوقف إطلاق النار والاعتداء على الآخر, وليس الصيادين فحسب من دمرت الحرب اشغالهم فكثير من ابناء الوطن يعانون الأمر ذاته سواء في الأسواق أو المنتزهات والمؤسسات والمنشآت المختلفة وغيرها من الأماكن التي يقصدها المواطن اليمني لطلب الرزق وأبعدته الحرب والطائرات عنها.
إعادة الإعمار
من جانبها قالت الأخت / مريم الطهيف – رئيسة مجلس إدارة مركز الطفل لذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة تعز :
إذا ما تمت المفاوضات وتكللت بالنجاح سيفرح الشعب اليمني كثيرا فمحافظة تعز وغيرها من محافظات الجمهورية قد تجرعت من كأس الدمار والتخريب الذي خلفته طائرات العدوان والاقتتال الداخلي فتم تدمير كل مقومات الحياة من مؤسسات ومدارس وجامعات وأسواق وقاعات وملاعب وحتى الطرق والجسور لم تسلم من هذا الأذى فوقف إطلاق النار وانتهاء الحرب وانتشار السلام يعني الاستعداد لمرحلة أكبر وأهم وهي مرحلة البناء وإعادة الإعمار التي تتطلب تكاتف الأيدي الخيرة والوقوف جنباً إلى جنب لإصلاح ما أفسدته الحروب .
الاطفال والحصار
* أما الأخ / وسيم العابد – مواطن- محافظة إب فقال :
* في ظل استمرار العدوان لمدة عام كامل كان لا يشفق الشعب اليمني إلا على الأطفال التي توثر عليهم الحرب بشكل كبير ولمدة عام كامل عانى الاطفال من قصف الطائرات وازيزها اشد المعاناة لدرجة أنهم أصيبوا بحالات من الأرق عند النوم والعقد النفسية والاضطرابات العصبية إضافة إلى تعلق بعض الأطفال بالمشاهد القتالية والعدوانية ليتأثروا بها ويتربوا عليها .
* ومن جانبه قال الأخ / وليد سيف من محافظة عدن :
غمرتني السعادة وأنا أتابع أحاديث وتصريحات العديد من الأطراف السياسية اليمنية حول الاتفاق على إجراء مفاوضات بينهم في الكويت للوصول إلى إيقاف شامل لإطلاق النار ويرتفع الحصار الجائر الذي جثم على صدر اليمنيين منذ أكثر من عام وتعود المشتقات النفطية بأسعارها الطبيعية وتعود شبكة الكهرباء وتوفر المواد الغذائية والأدوية وتنخفض الأسعار فقد اشتقنا لهذا كله ”
احتياطات وجاهزية
* في ظل ما يجري من تفاهمات ومفاوضات لوقف إطلاق النار تمهيداً للوقف الشامل للحرب إلا أن أبناء الشعب ومن أمامهم الجيش واللجان الشعبية يدركون تماماً غدر العدو ونقضه للعهود ويستعدون بجاهزية عالية ويقضة قتالية للرد على أي خروقات عسكرية, حول هذا الجانب يقول
الأخ / أبو مالك القحوم – مسؤول الإمداد الجيش واللجان الشعبية في محافظة صعدة : لن نترك الحبل على الغارب وسنسير في طريق المفاوضات والقبول بالسلم ولدينا أيضاً خيارتنا الاحتياطية لمواجهة أي خرق للتهدئة وقادرون على الرد على أي تهديد يتعرض له الوطن فنحن ندرك جيداً اسلوب العدو في المراوغة والمكر ونقض العهود واليمنيين جميعاً يتذكرون عندما أعلن العدوان وقف الأعمال العسكرية لما يسمونها عاصفة الحزم والدخول في عاصفة “إعادة الأمل ” عندها استبشر المواطنون كثيراً لتنطلق بعدها عاصفة الحقد الهمجية التي قتلت النساء والأطفال ودمرت الأخضر واليابس في البلاد ”
مستعدون لأسوأ الاحتمالات
* وفي نفس الإطار قال الملازم / محمد عون – لواء العمالقة محافظة عمران: جهوزيتنا كجيش يحمل لواء الوطن ويرفع علم اليمن دائماً مستمرة ولا تنقطع ابداً وما يجري من مفاوضات حول التهدئة لوقف الحرب في عموم الوطن هو قرار إيجابي يصب في مصلحة الوطن عموماً ولكن بالنسبة لنا كجيش ولجان شعبية جهوزيتنا واستعدادنا للدفاع عن تراب هذا الوطن وكرامته لا علاقة لها بالقرار السياسي الذي سيتخذه أصحاب القرار السياسي ونتائج تلك المفاوضات والتهدئة.. فجهوزيتنا دائمة لا تنقطع فهذا ما تعلمناه في السلك العسكري طيلة سنوات الخدمة التي تدربنا فيها واليوم نحن مستعدون للرد على أي اعتداء على هذا الوطن باذلين أرواحنا ودماءنا في سبيل هذا الوطن وكرامة أبنائه وحرمة مقدساته .
الثوابت الوطنية
* وحول ما يخص المبادئ والثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أثناء المفاوضات وعدم المساومة بها , يذكرها الأستاذ / نبيل الباشا في الوقت الذي يغادر الوفد الحكومي الذي يمثل الشعب متوجهاً إلى الكويت لخوض غمار المفاوضات المرتقبة في الثامن عشر من الشهر الجاري لا بد أن يتفقوا فيما بينهم على خطوط عريضة وحمراء وقضايا مصيرية لا يتم التفاوض عليها أو المساومة بها فهي ليست ملكاً للمتفاوضين إنما هي ملك الشعب ولا جدال في ذلك ومن أهم هذه القضايا السيادة الوطنية التي يملكها أبناء الوطن عموما ولا يجوز لأي دولة قريبة أو بعيدة المساس بها أو خدشها بأي شكل من الأشكال هذه السيادة التي تمثل استقلال البلاد ووحدة أراضيها ورفض أي تدخل بري أو جوي أو بحري على حدودها وأما الأمر الثاني من الثوابت الوطنية هو امتلاك القرار السياسي ورفض الوصاية الخارجية على البلاد من أي دولة كانت وتحت أي مبرر والسماح فقط لأي دولة بالنصح والمشورة فهاتان النقطتان اهم ما يجب الانتباه له اثناء المفاوضات وعدم التفريط بها لصالح قضايا استثنائية لا تعني للمواطن شيئاً ويجب التنازل عنها ”
شروط للمفاوضات
وفي جامعة صنعاء – كلية التجارة والاقتصاد تحدث مجموعة من الطلاب عن ارتياحهم لوصول أطراف الحرب الى تفاهمات أولية للوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار في عموم محافظات الجمهورية وابتداءً بالشريط الحدودي مع السعودية لكنهم اشترطوا عدة نقاط للقبول بالسلام ووقف الحرب, حيث اشترط الطالب / معمر الشرفي – وقف كلي لكل مظاهر القتال بما فيها الجبهات الداخلية واختراق الطائرات الأجواء اليمنية
أما الطالب /عبدالواسع شران – فقد اشترط عدم القبول بالخونة والمرتزقة والعملاء وهادي ونائبه وجميع من رحلوا إلى فنادق الرياض
فيما اشترط الطالب / وديع الإدريسي – أن تكون الشرعية للشعب وليس شرعية هادي وحكومته المستهلكة ومن جانبه اشترط الطالب / مروان المجلي – مشاركة جميع الأحزاب والمكونات على الساحة الوطنية في العملية السياسية المستقبلية وأن لا يقصى أحداً.
واختتم الطالب / مهدي عبدالسلام – شروط زملائه للقبول بالسلم بقوله :
شرط الشعب الأكبر أن لا تعود قيادات سابقة عفى عليها الزمن لتسيير أمور البلاد والاستعانة بالدماء الشابة , والمتفق عليه عالمياً انه من خرج من وزارة أو رئاسة أو جيش لا يعود إليها مطلقاً ويختفي تماماً عن الساحتين السياسية والعسكرية ويتفرغ لأنشطة اجتماعية وأسرية أخرى لا علاقة لها بالسياسة وهذا هو شرطنا الأهم كشباب جامعيين فنحن نريد أن تحظى بلادنا بإمكانياتنا وليس الدول الأخرى كما يحدث اليوم.