«المجنون وثلث العالم «
نبض
طه زبارة
السعودية تُريد تهدئة وتُريد تصعيد يعني أنت تكون تهدئة وتجلس تتفرج لها وهي تصعد براحتها ! وكمان تُريد إيقاف الحرب وتريد أن تدخل صنعاء وتعلن لها استسلامك وتعلن نصرها عليك ، وتُعبّد طريق داعش والقاعدة معها كما عبّدتهُ في الجنوب. يعني بالمختصر تريد مفاوضتك وتريد استسلامك هكذا بلا مقدمات وإنما من باب «أنا جاهل داروني « . دولة أقحمت ذاتها في معركة لاتعي جوانبها ولا تبعاتها ولا ضررها ولا يوجد لديها أي أفق سياسي أو عسكري أو اقتصادي ، وإنما وجد ابن سلمان نفسه محترف في «البلاي ستيشن» فقرر أن يخوض هذه التجربة على الواقع . و أنت أتخيل عندما ابن الملك يضع صوب عينيه شيء ، تجد العالم بأكمله مُذعن ويقول «سم طال عمرك» «سوف ندعمك ونظل بجانبك لتكون قائداً فذاً ومحارباً «. عندما يخوض هذه المغامرة الطفولية ويجد ذاته بين فكي كماشة الجيش اليمني واللجان الشعبية يضغط «ستارت» ويقول تعالوا نتفاوض لكن بشرط واحد ، أنتم توقفون القتال وأنا أستمر ! من أين أتت لنا هذه البلوه ؟ وكأن مجانين الأرض اجتمعوا في هذا الطفل ، وقُدر لنا أن نحاربهُ ومعه ثلث العالم في مشهد عجيب بل ربما صفيق لن يتكرر عبر الأجيال ، وهو أن ثلث العالم يقفون بجانب مجنون ويشيدون بدوره في حماية الأمن القومي العربي والعالمي ! في الحقيقة لم يكذب من أطلق عليه مصطلح «المهفوف» فهو حتماً مهفوف فعلى مستوى قراراته الاقتصادية يُريد هذا الطفل الإقبال على صفقة بيع النفط في باطن الأرض في أكبر عملية نهب علني يشهدها الإنسان على مدى عصور ، فمن غباء الحرب إلى غباء الاقتصاد إلى غباء المفاوضات وكأنه يصرخ قائلاً «أنا غبي فمن ذا يجاريني» وحتماً هذا الغباء سيجر بلده إلى عمق المستنقع وستكون نهاية هذه الدولة على يد هذا الطفل فالدماء التي سفكها في اليمن لم تلق بالاً لدى الأمم المتحدة وكأننا نعيش في مجموعة شمسية أخرى يصعب عليهم معرفة ما يجري من جرائم بسببه ! لم أعد أدري أضحك أم أسخر من هكذا بجاحة «فالنظرية الأممية» التي تتبناها الأمم المتحدة تقول «المجنون إذا ملك النفط غُفر له ما تقدم وتأخر من جُرمه» .