الأمم المتحدة واليمن .. البيان المفقود

حسن الوريث

تصدر الأمم المتحدة بيانات شجب وإدانة وتنديد بجرائم انتهاكات للعدوان السعودي على اليمن وتقول انها تتنافى مع القانون الدولي والإنساني ونرى أن الأمم المتحدة وبعض المنظمات التابعة لها تصدر تقارير حول الوضع الإنساني في اليمن وتدهوره ووصوله إلى مرحلة الكارثة الإنسانية وكل هذه البيانات والتقارير لا تخرج عن كونها بيانات غير إلزامية وكأنها لم تكن، بمعنى أن النظام السعودي يضرب بها عرض الحائط والدليل على ذلك ازدياد جرائمه وانتهاكاته كلما صدر بيان أو تقرير عن المنظمات الدولية.
اعتقد جازماً أن الأمم المتحدة لم تصدر بيانها الهام أو قرارها الذي ينتظره كل أبناء اليمن الذين يتعرضون لهذا العدوان الهمجي من قبل نظام بني سعود دون مبرر أو مسوغ من الدين والقانون والأخلاق هذا القرار الذي ننتظره جميعاً هو اعتبار التدخل السعودي في اليمن عدواناً غير مبرر ويدب إيقافه فوراً ما لم فيتم إوضع النظام السعودي ضمن البند السابع لاعتدائه غير المبرر على شعب آمن بشكل سافر كما يجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن احالة قيادات النظام السعودي إلى محكمة جرائم الحرب لمحاكمتهم على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها في اليمن والتي اعترفت بها الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية وأدانتها وأكدت أن ما قام به النظام السعودي في اليمن جرائم حرب إبتداءً من استهداف المدنيين والمنشآت الصحية والتعليمية والموانئ والمطارات وصولاً إلى قصف حفلات الأعراس والأسواق الشعبية والحصار .
أصدرت الأمم المتحدة قرارات من مجلس الأمن الدولي حول اليمن كما نعرف بتحريض من السعودية التي اشترت مواقف الدول الأعضاء في المجلس ولكنها أي الأمم المتحدة لم تقف مع الشعب اليمني المظلوم والمسكين الذي يتعرض لحرب ابادة شاملة من خلال العدوان والحصار وهي تعرف أن حجتهم بالوقوف مع الحكومة التي يقولون إنها شرعية باطلة على اعتبار أن هذه الحكومة فاقدة للشرعية من كافة النواحي فمن الناحية الدستورية والقانونية فلم تعد لها أي شرعية حينما قدمت استقالتها وعرف بها الجميع كما أنها كانت مبنية على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي انتهى بخروج اكبر مكونين منه وهما المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وأطراف كثيرة ولم يتبق فيه إلا حزب واحد فقط وبالتالي فهذه الحكومة منتهية الصلاحية والشرعية ومن الناحية الشعبية فهذه الحكومة ساقطة وليست لديها أي شعبية على الإطلاق وأنتم تعرفون ذلك ولو كانت لها شعبية لكانت الآن متواجدة على الأرض وهي غير قادرة على التواجد حتى ولو في شبر واحد من الأراضي اليمنية سواء في عدن التي يدعون تحريرها أو في أن منطقة يمنية ومن الناحية الأخلاقية فقد سقطت هذه الحكومة سقوطاً مريعاً باستعانتها بدولة أجنبية لقتل المواطنين وتدمير البلاد وهذه الأمور وغيرها أسقطت كل الذرائع أمام هذه الحكومة وشرعيتها المزعومة .
ومن كل ذلك يجب على الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون أن يثبتوا أنهم مع الإنسان وليس مع المال السعودي الذي بلا شك اشترى المواقف والذمم للكثير من الدول  والأنظمة والأشخاص وجعلهم يسكتون على ما يجري في اليمن من جرائم ومجازر يرتكبها نظام بني سعود في حق الشعب اليمني وعليهم أن يثبتوا صدق كلامهم الذي نسمعه بأن الشعب اليمني وصل إلى مرحلة كارثية من الأوضاع الإنسانية وأنه على وشك الانهيار بسبب هذه الحرب الهمجية وذلك الحصار الجائر ولابد من إصدار البيان أو القرار الناقص والمفقود باعتبار التدخل السعودي في اليمن عدواناً والحصار غير شرعي وإذا لم تتوقف السعودية عن ذلك فيجب معاقبتها ما لم فإن شبهة التواطؤ من الأمم المتحدة ستتحول إلى حقيقة وستكون شريكة في قتل الشعب اليمني وسيسجل التاريخ أن هذه المنظمة الأممية كانت شريكاً فاعلاً وأساسيا في قتل الشعب اليمني وستكون هذه وصمة عار في جبين الأمم المتحدة والإنسانية جمعاء.

قد يعجبك ايضا