ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ السعودي ﺩﻣﺮ ﻣﺼﺪﺭ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻗﺼﻒ ﻣﻨﺰﻟﻪ

عبس / ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺴﻌﺪ
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
ﺃﻧﺎﺕ ﻭﺣﺴﺮﺍﺕ..ﻭﻗﺼﺺ ﻭﺻﺮﺧﺎﺕ..ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ  ﺍﻟﻬﻤﺠﻲ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ لأﺣﻼﻡ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻮﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ.
ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻓﺎﺳﺪﺍ،أطاح ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺷﻌﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ،ﺩﻣﺮ ﻣﻘﺪﺍﺭﺗﻪ ﻭﻣﻜﺘﺴﺒﺘﻪ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻧﺴﻒ  ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ البسطاء ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺸﺮﻑ ﻭﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺟﺒﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ البسيطة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﺼﺎﺭﻳﻔﻬﻢ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻀﻴﻊ تحويشة ﻋﻤﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ، ﻭﻳﺼﺒﺤﻮا ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍء ﻫﻢ ﻭﺃﺳﺮﻫﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻭﺿﻌﺎ إنسانيا ﻛﺎﺭﺛﻴﺎ.
سنتاول من هؤلاء ﻧﺎﺻﺮ ﻫﺎﺩﻱ “ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﻋﻄﻮﺭ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ، ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎء ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺣﺮﺽ  ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺪﻑ،،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻜﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻭﺷﺮﺩﻫﻢ.
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ  ﻧﺎﺻﺮ  ﺑﺎﺋﻌﺎ ﻟﻠﺜﻠﺞ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﻮﺯﻋﺎ، ﻭﺑﺮﻏﻢ إصابته ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳستعملها، ﺇﻻ أﻧﻪ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ،  ﻭﻭﺍﺻﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ  ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻌﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ  ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺣﺮﺽ, ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ  ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺟﻴﺔ, ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ.ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ.
ﻳﻘﻮﻝ “ لـ(قضايا وناس) “ﻧﺎﺻﺮ ﻫﺎﺩﻱ: أكثر ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﺽ ﻛﺒﺎﺋﻊ ﻟﻠﺜﻠﺞ ﻭﻣﻦ ﺗﻢ  ﻛﻤﻮﺯﻉ ﻟﻠﺜﻠﺞ،ﻛﻮﻧﺖ أسرة ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ،ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺖ أرضية ﻭﻋﻤﺮﺗﻬﺎ، ﻭﺑﺘﻌﺎﻭﻥ إخوتي وأقاربي ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺛﻼﺙ ﺩﻳﻨﺎﺕ ﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﺣﺮﺽ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎشية والحمد لله.
وأضاف :ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻤﻲ  ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻣﺜﻞ الآخرين،والحمد لله ﺭﺑﻲ ﻭﻓﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﻔيلاً ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ أساسيات ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﺳﺮﺗﻲ
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻧﺎﺻﺮ ﻫﺎﺩﻱ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﺑﻨﺒﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ:  ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻳﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺂ، أننا ﻧﺘﺮﻙ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ  ﻭﻧﺘﺸﺮﺩ ﻭﺗﺪﻣﺮ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻭﻧﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍء ﻧﻠﺘﺤﻒ ﺍﻟﺴﻤﺎء،ﻧﻜﺎﺑﺪ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻭﺍﻟﺠﺮﻣﺎﻥ.
وأشار” ﻧﺎﺻﺮ ﻫﺎﺩﻱ “ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺤﻦ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍلأﺳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻧﺎﺯﺣوﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ “ﻋﺒﺲ” ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أوضاع إنسانية ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﻭﺻﻔﻬﺎ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻃﺎﻟﺒﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ.
وأضاف :ﻭﻳﻦ ﻧﺮﻭﺡ ﻭﻳﻦ؟ ﺗﻌﺒﻨﺎ !ﺗﺒﻬﺬﻟﻨﺎ! أشتي أﺯﻭﺭ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭأﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ،ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻭﻓﺮﺗﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ
ﻭﺑﺼﻮﺕ ﺣﺰﻳﻦ ﻭﻗﻠﺐ ﻣﻔﺠﻮﻉ ﻭﻓﺆﺍﺩ ﻣﻜﻠﻮﻡ  ﻳﺪﻋﻮ” ﻧﺎﺻﺮ ﻫﺎﺩﻱ “ﺭﺑﻪ،ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻟﻪ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ،ﻣﻦ آل ﺳﻠﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ  ﺩﻣﺮﻭﺍ ﻣﺼﺪﺭ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻗﺼﻔﻮﺍ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺷﺮﺩﻭﻩ ﻣﻊ أسرته ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍء.
ﻭﺍﺧﺘﺘﻢ،ﻧﺎﺻﺮ ﻫﺎﺩﻱ،ﺑﻤﻨﺎﺷﺪﺓ لقيادة السلطة المحلية واللجنة الثورية،بالسماح ﻟﻪ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﻳﺘﻪ،ﺍﻟﺘﻲ أضحى ﻓﻲ ﺃﻣﺲ  ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻣأﺳﺎﺓ “ﻧﺎﺻﺮ ﻫﺎﺩﻱ “ ﻫﻲ أنموذج  ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺎﺳﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﺤﻖ أبناء ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺣﺮﺽ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ،ﺑﻌﺪ أن ﺩﻣﺮ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ،ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍء ﻣﺸﺮﺩﻳﻦ،ﺩﻭﻥ ﻭﺍﺯع ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻭﺍﻛﺘﺮﺍﺙ لإنسانيتهم.

قد يعجبك ايضا