عبد الوهاب شمهان
ليس غريبا أن يغزوك أو يعتدي عليك عدو ظاهر ولكن الغريب أن يأتي عدوك من وراء ستار ويحرك حربا عليك من الخلف و الصدمة أن يسعى لتدمير بلدك وتراثك أخ شقيق وبكل ما أعطي من قوة تدميرية مستعينا بدول الغرب ومتحالفا مع كيانات عربية أخرى, ولا أظن أن شعوبها تقبل أن تكون جيوشها مجرد أداة تستأجر للتدمير والقتل مهما كانت المكاسب التي لاشك أنها زائلة ولن يبقى إلا الموقف المخزي مدون في تاريخ الأمم.
إن استهداف المدن التاريخية والأثرية من قبل دول العدوان واستهداف صنعاء وصعدة وكوكبان وثلا وزبيد وصرواح وبراقش وظفار والنادرة ومناطق ومواقع أثرية وسياحية ومعالم وحصون وقلاع ومتاحف وقطع أثرية علي وجه الخصوص يعد بشاعة في الإجرام بحق الحضارة و من الحالات التي لا يمكن تدوينها إلا تحت الأعمال البربرية ضد الإنسانية ، إنه الملفت لتبني العالم الحر الديمقراطي ثقافة غير قادرة علي التعايش مع الثقافات بل ثقافة لا تعترف بحق الشعوب بالحياة ولاتؤمن ميدانيا حتى بالشورى الإسلامية ولا بالنظام الديمقراطي الحامي لحماها المتعطش لحكم العالم على أنقاض البلدان والشعوب .
إن الضرب الجوي لم يكن ضربا لا هداف عسكرية بقدر ما كان حالة هستيرية لتحالف ترعاه أمريكا فاقت عملياته العسكرية النازية بأعمال الإبادة والوحشية في ظل صمت دولي عام صار مشاركا في عملية الإبادة لكل نفس حي ولكل مساحة خضراء ولكل حجر صلب أو ذرة رمل ولكل شجرة أو نبتة توحي باستمرار الحياة وتواصلها .
هل هناك عدوان طغي وبغي وتعجرف وتجاهل العالم والقوانين الدولية بهذه الصلافة والهمجية ، هل هناك في هذا العالم من يستبيح الدماء ويتلذذ بأشلاء الأطفال والنساء ويركز علي المشافي ومراكز الطب المتخصصة بالأمراض المزمنة بالقصف العمد والتدمير الممنهج حتى لخزانات المياه والطرقات وكل ما يعني حياة الإنسان أليس هذا السلوك الوحشي هو الإبادة الشاملة لشعب من اول مؤسسي منظمة الأمم المتحدة المتغافلة اليوم عن حقوق الانسان وحق الشعوب بإختيار حكامها.
أيّها العالم الصامت أيّتُها الشعوب أين حرارة الحرية والمساواة والعدالة التي تلهجون بها في كل محافلكم أين ذهبت أصواتكم ، أليس هذا السلوك نابع عن عنصرية قاتمة مغروسة في فكركم ، لأن اليماني عربي أصيل لا يستحق أن تقفوا معه ، أين الصداقة الألمانية والفرنسية والهولندية والإيطالية والبريطانية والأمريكية والاسبانية والبلجيكية والنمساوية والدنمركية والروسية والصينية واليابانية والهندية والإفريقية والإسلامية القاحلة كالصحراء التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، أين هذا العالم لماذا لم يصحوا من سكرته وسباته ويقف ضد العدوان والإبادة .إن الصمت أكثر صلافة من العدوان ، إن الشعوب الحية المحبة للسلام والحرية هي من تصرخ عاليا في وجه الظلم والظغيان.
هل تدركون أن هناك تحالفاً دولياً مبطناً لضرب الجمهورية اليمنية والشعب اليماني الحر البطل ليس لأنه يملك ترسانة عسكرية او مفاعلات نووية أو أسلحة كيماوية وأسلحة بيلوجية وتقنيات عسكرية فهم يعلمون أنه بلد فقير حقا ولايمتلك أي قدرات ترهب العالم لكنه شعب يمتلك الارادة القوية والإيمان العظيم بحقه في الحياة وامتلاك مصيره وأن الله وحده معه ، هذا ما مكن شعب فقير تخليتم عنه من الصمود والتحول إلى الدفاع عن النفس بعزيمة الرجال وصلابة أبنائه وتضحياتهم الجسيمة التي لايقوي عليها شعب في هذا العالم ، ألا تعلمون أن صنعاء مدينة منكوبة بعد هوريشيما ونجازاكي مرتين بقنبلتين مدمرتين نترونيتين فراغيتين جمع فيها كل أنواع صناعتكم التدميرية لتجرب في مدينة سام بن نوح التاريخية وتبيد البشر والحياة والحضارة والتراث ومعالم أو ولانسانية، هل شاهدتم صنعاء قبل العدوان صنعاء التي شاركتم في الحفاظ عليها اليوم دمرت بأيديكم وقهر سكانها بمباركتكم ومشاركتكم في العدوان، ومع ذلك كله تظل صنعاء القلب المفتوح لكل الدنيا صنعاء السلام والتسامح تظل وستظل صنعاء التاريخ وعاصمة للسياحة و التراث في هذا العالم، ألا تستحق اهتمامكم وصوتكم العالي لوقف العدوان والتنديد به .
اسمعونا أصواتكم أيها الأصدقاء إن كان فيكم بقية من نبض الحياة ضد الظلم الذي يقع على بلدي اليمن شعبا وحضارة من قبل عدوان غاشم لا فرق لديه بين الطفل والمرأة والشاب أو بين المواقع المدنية والعسكرية الكل مستهدف .