أخشى أن تنتقل خلافاتنا من البرلمان

–
لم تشرق شمس الإثنين الماضي إلا وكان عبدالعزيز جباري في كامل هندامه فقد اختار أفضل ما لديه من البدلات الرسمية التي يرتديها في رحلته الدائمة إلى البرلمان الذي يشغل منصبه منذ عشرة أعوام , مصحوبا بابتسامته الواسعة وأمله الكبير وشعورا يفوق ذلك الشعور الذي يصحبه حين يذهب إلى مجلس النواب « إحساسي أفضل وأنا أتقدم نحو المكان الذي يراقبه الناس جميعا وينتظرون منه الكثير « .
حين دخل قاعة مؤتمر الحوار الوطني بين الواصلين أولا حاول أن يحافظ على هدوئه وصمته وتمكن من ذلك رغم أن كثيرا◌ٍ من الأشياء التي حدثت لم تكن تعجبه¡ يقول البرلماني عبدالعزيز جباري: ما أخشاه ولي الحق فيه هو أن تنتقل الخلافات من مجلس النواب إلى مؤتمر الحوار خاصة وأن كثيرا◌ٍ من المتخاصمين وأصحاب الشطحات في البرلمان موجودون هنا وربما عدد منهم له يد في وقوع كثير من الصراع الذي كان قبل الثورة الشبابية وأيام الانتخابات وبعد ذلك وخوفي أن تنتقل جدلياتهم إلى هذا المكان «.
وينقل جباري ناظريه بين الوجوه الحاضرة ويعيد له ذلك شيئا من الأمل مرده أن الحضور الكبير من مختلف الأطياف سيجعل من المتخاصمين أصحاب الشطحات في البرلمان أقلية « هذا يبعث التفاؤل عندي فأدوات الأزمات سيكونون أقلية ولن يتمكنوا من سد الحوارات بمماحكتهم « .
في أوقات كثيرة تتحول جلسات النواب إلى مصدر للخلاف ويريد كل عضو أو طرف أن يثبت أنه موجود¡ هذا سلوك لا يتمنى جباري أن ينتقل وأن لا تتحول تجارب البرلمان إلى مصدر إلهام للمتحاورين في المؤتمر خاصة وأنها لاتعتبر تجارب ناجحة تماما ويفضل أن تتبع آليات مختلفة تماما عن آلية نقاشات المجلس التي تنتهي برفع الجلسة أو الاستقواء بالأغلبية والتصويت غيرالنافع للناس والذي يخدم السياسة فقط .
مر الافتتاح بصورة جيدة بالنسبة لجباري وكانت كلمة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي دافعا جيدا للمتحاورين وعكس الحضور الدولي والإقليمي تأييدا غير محدود لمسيرة البلاد , لكن أمرا أخر جعل البرلماني المعروف بحيادية طرحه وعقلانيته غير مكتمل الرضا فقد رأى أن نسبة الشباب غير الناضج سياسيا والفتيات كبيرة جدا وكان المفترض أن تكون النسبة أقل ويتم الاختيار ممن لهم تجارب ويقدرون عواقب الأمور¡ فمن الصعب وليس من الحكمة أن تحاور شابا دون سن العشرين تقوم معظم آرائه على الجانب العاطفي وربما تحدث مواقف انفعالية لا يقدر الشاب عواقبها وقد يمتد الأمر ليصبح البرلمان القادم بنفس التشكيلة من أعضاء قليلي خبرة في الحياة يصعب عليهم وضع تشريعات تسير الحياة .
ومع عودته من المؤتمر كان يزرع لنفسه الأمل ويحاول الهرب من عوامل التخوفات ومن خشية أن يعمل كل طرف لمصالحه السياسية ويتركون مصالح البلاد « أنا جاهز لخدمة بلدي وأعمل على التخلي عن أي هدف سياسي لأن لي هدف كبير هو اليمن وسأعمل وسيعمل غيري كثيرون على إنجاح هذا الحدث الهام في مسيرتنا ومستقبلنا .
