أهمية إعادة الاعتبار لشرطة السير

عميد ركن/أبو خالد الشمام
تعتبر شرطة السير أحد أهم الخدمات التي تقدمها وزارة الداخلية لأن الأجهزة الأخرى يحتاجها المواطن في فترات محددة ومواسم معينة, أما شرطة السير فإنها تقدم خدمة مستمرة للوطن والمواطن على مدار الساعة وطوال العام ولذلك تركز الدول على أن يكون هذا الجهاز بكامل مكوناته ويتم توفير كل ما يمكن أن يمكنه من أداء عمله على أكمل وجه.
إننا لا نريد أن نكرر ما هو معروف لدى الجميع ألا وهو أن جهاز المرور “شرطة السير” هو الواجهة الحضارية للدولة ويتم الحكم على مقدار تقدم الشعوب من خلال انتظام الحركة المرورية ومدى انضباط أفراد شرطة السير في أداء عملهم ومدى قدرتهم على تقديم الخدمة المرورية للمواطنين بأسلوب راق ومتميز….إن الحكم على الدولة برمتها من خلال تصرفات شرطة السير ورقيها شيء معروف للجميع ويلقي بعبء كبير على العاملين في هذا الجهاز لكي يكونوا على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم حتى يعكسوا صورة حضارية جميلة عن وطنهم.
هذه المقدمة لا بد منها لتوضيح أهمية هذا الجهاز وأهمية العاملين فيه ذلك أن شرطة السير في بلادنا تحاول جاهدة أن يكون عملها نموذجياً ولكن…..وآه من لكن هذه…أقول ولكن كل الظروف المحيطة بهذا الجهاز لا تساعده على أداء عمله على الوجه المطلوب…فبالرغم من الجهود التي يبذلها العاملون في هذا المرفق الهام إلا أنهم لا يلقون التعاون من المواطنين بل إن هناك صورة ذهنية سلبية منطبعة في أذهان الكثير من المواطنين وهذه الصورة الذهنية تجعل العلاقة بين المواطنين والعاملين في شرطة السير غير ودية وتفتقر إلى مبادئ ومثل عليا سامية يفترض أن تحكم هذه العلاقة باعتبار إن وجود رجل السير في الشوارع والطرقات يعتبر صمام أمان لحركة السير خاصة وأن العاملين في هذا المجال يتعرضون لكل أنواع الأمراض كنتيجة لاستنشاقهم للكثير من السموم طوال فترة خدمتهم وعلى مدار أعوام طويلة وفي النهاية يصابون بأمراض مستعصية دون أن يجدوا من يرعاهم الرعاية التي تتناسب مع ما يقدمونه من خدمات.
إننا بحاجة ماسة لإعادة النظر في هذا الجهاز الهام ونأمل من وزارة الداخلية والمجالس المحلية أن يعطوا هذا لجهاز الاهتمام الذي يستحقه وبما يتناسب مع ما يقدمه من خدمات جليلة للوطن والمواطن.
إنني أشد على يد كل العاملين في هذا الجهاز وأقدم لهم خالص الشكر وعظيم التقدير على الجهود التي يقدمونها في مختلف الظروف الأمنية وفي جميع الظروف المناخية وهم بالفعل قدوة في عملهم وسوف يأتي اليوم الذي يحصلون فيه على حقوق تتناسب مع ما يقدمونه من عمل.