في مسعى لتغيير صورة بلاده في أمريكا اللاتينية

 

> زيارة تاريخية مرتقبة لأوباما إلى كوبا الأسبوع المقبل

واشنطن/ وكالات
يستعد باراك اوباما لدخول التاريخ كأول رئيس امريكي يزور كوبا منذ قرابة قرن، آملا بتغيير صورة بلاده في امريكا اللاتينية.
وبمجرد وصوله الى هافانا في 20 مارس، سيسقط أوباما الحاجز الرمزي الناجم عن الحرب الباردة، بين اقوى دولة في العالم والجزيرة الشيوعية.
لكن هذه الزيارة ستكون أيضا تتويجا للجهود القائمة منذ العام 2009م لتحسين العلاقات مع منطقة لا تزال ذكرى عقود من التدخلات ودعم الأنظمة الاستبدادية حية فيها.
وبعد ثلاثة أشهر من وصوله إلى السلطة، أكد الرئيس الجديد للولايات المتحدة، في قمة الأمريكتين في ترينيداد، أن الامور تغيرت.
وتستند المقاربة الجديدة إلى طرح شراكة أكثر توازنا، وحرمان قادة شعبويين من ذريعة يستندون اليها في خطابهم المعادي للولايات المتحدة.
ويقول المستشار المقرب من أوباما بن رودس: “لقد حاولنا التأكد من أن سياسة الولايات المتحدة لم تعد تشكل ذريعة لتطوير هذا النوع من الخطاب.
ويشير رودس إلى ان “السياسة الخارجية العدائية ومواجهة مع الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز” ساهمت في تأجيج الخطاب نفسه.
لكن في عهد اوباما، تغيرت اللهجة حيث صافح اوباما شافيز، واجتمع مع رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا، وتفقد ضريح احد أبطال الحرب الأهلية الذي قتلته فرق الموت في السلفادور، وفي تشيلي تطرق إلى “أخطاء” في حديثه عن الانقلاب الذي أوصل الدكتاتور أوغستو بينوشيه إلى السلطة.
وسرعان ما وضعت هذه السياسة الجديدة على المحك عندما أطاح انقلاب بالرئيس اليساري مانويل زيلايا في هندوراس.
والتقى رودس سرا مسؤولين كوبيين في كندا لمفاوضات اسفرت عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ويوضح إنه “من أجل تغيير الدينامية (مع المنطقة)، الخطوة الأهم التي أمكننا القيام بها هي تغيير سياستنا تجاه كوبا”.
وتأتي سياسة اليد الممدودة في سياق إقليمي أكثر إيجابية. فقد تغيرت حكومات عدة تنتقد واشنطن أو انها تواجه على الاقل اوضاعا حرجة، سواء في الأرجنتين او بوليفيا او الاكوادور أو فنزويلا.
وبالنسبة إلى أوباما، فإن العائق الرئيسي أمام تغيير صورة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية قد يكون في نهاية المطاف داخل بلاده. فالعديد من خصومه الجمهوريين ينددون علنا بالتقارب مع كوبا، مطالبين بتغيير النظام أو حصول تقدم كبير في مجال حقوق الإنسان قبل اقامة العلاقات.
كما أن حملة دونالد ترامب وخطابه المعادي لذوي الأصول اللاتينية يقلقان الإدارة الأمريكية التي تخشى أن يساعد ذلك مرة أخرى على تأجيج الحديث عن الغطرسة الأمريكية في المنطقة.

قد يعجبك ايضا