تقرير/ عبدالباسط النوعة
تعد قرية حدة التاريخية من أبرز وأهم القرى التاريخية في العاصمة صنعاء ، ويعود تاريخ هذه القرية إلى العصور الإسلامية القديمة بحسب بعض المصادر التاريخية، وفي مصادر أخرى أن قصر غمدان عندما تم هدمه وصل ركام خرائبه إلى حدة أي هذه القرية ولهذا سميت حدة، وبنيت بعض معالم هذه القرية من مخلفات قصر غمدان .
وهذه القرية لم تكن بمنآى عن قصف العدوان الذي استهدف الأسبوع الماضي مكاناً بالقرب منها وأدى إلى حدوث أضرار وتشققات في بعض المساجد والمباني .
تحوي القرية أربعة مساجد تاريخية أبرزها مسجد القبة الذي يبلغ عمره قرابة ألف عام ويشبه في تصميمه الجامع الكبير بصنعاء القديمة ولكن هذا المسجد لم يعد يستخدم للصلاة وأصبحت سقفه مندثرة إلا أن كثيراً من ملامحه لازالت قائمة بحسب الأخت أمة الرزاق جحاف وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، وقالت : تعد قرية حدة من أبرز المعالم التاريخية في صنعاء ومبانيها قديمة ومتهالكة بعضها ولهذا أيّ قصف بالقرب منها تكون نتائجه وخيمة على هذه القرية ، والاستهداف الذي طال الجبل المستندة عليه القرية والذي حدث قبل أيام أدى إلى أضرار لحقت بعض معالمها ومساجدها .
تكرار القصف كارثة
من جانبه تحدث نائب المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي الأخ أحمد البيل والذي زار القرية برفقة عدد من المعنيين والمهتمين في زيارة نظمها مجلس الترويج السياحي وأوضح أن قصف العدوان وقع عرض الجبل أعلى قرية حدة، الأمر الذي نتج عنه أضرار لحقت في عدد من منازلها تمثلت بتشققات وتكسر نوافذ وقمريات ووصل الضرر إلى المساجد .
وأشار إلى أن تكرار استهداف الجبل قد تكون نتائجه كارثية على هذه القرية ذات المباني القديمة التي تؤثر فيها الاهتزازات بشكل كبير للغاية فالمباني مبنية بشكل متدرج كلما صعدت إلى الأعلى تكون المباني فوق بعضها وبالتالي إذا حدث قصف لاسمح الله فوق هذه المنازل فأتوقع أنها ستؤثر على المنازل المنحدرة إلى الأسفل وكذلك المنازل الصغيرة ذات البناء القديم.
وأضاف أن قرية حدة تعد من المزارات السياحية الهامة فهي متنفس لجميع سكان العاصمة خاصة في فصل الصيف.
أحجار تساقطت
المرشدة السياحية دعا الواسعي والتي كانت ضمن المجموعة التي زارت قرية حدة قالت : تم زيارة قرية حدة القديمة مع وفد من مجلس الترويج السياحي التي استهدافها طائرات العدوان في ليلة الخميس قبل الماضي ,نتج عنها حفرة كبيرة في قمة الجبل وأحدث اهتزازاً كبيراً في القرية أدى إلى تساقط الأحجار فوق أسطح ساكني القرية واهتزاز البيوت وخلخلت أساسات المنازل، وتكسر الأبواب والنوافذ والقمريات، وقرية حدة منطقة أثرية سياحية تمثل معالمها الحضارة الإسلامية حيث تحوي أربعة مساجد قديمة أبرزها مسجد القبة وهو عبارة عن فناء داخلي يشبه في تصميمه الجامع الكبير بصنعاء القديمة ومازالت الأعمدة موجودة ولكن سقف الجامع منتهي والأحجار متناثرة في فناء الجامع وإلى جانبه سد لتجميع المياه في موسم الأمطار وأيضاً ملتصق بسد مطحنة لطحن الحبوب باستخدام تدفق المياه، تمثل تقنية وخبرة عالية في تطويع الطبيعة لخدمة الإنسان ومازالت موجودة ولكنها مهملة، وللاسر في القرية الكثير من الحكايات الشعبية التي تتحدث عن مآثر هذه القرية قديما .
وأشارت إلى أن جامع القبة تم توسعته بقبتين نحت داخلها تاريخ البناء الذي يعود الى 1004هجري مايزيد عن 400 سنة ومازال أهل القرية يؤدون شعائرهم فيه تحت سقف هاتين القبتين، وهناك مسجدان يقعان في قارعة الطريق المؤدية إلى القرية حدة .. وأعمارهما تصل إلى أكثر من 400 سنة تتميز بطراز المعماري، اليمني الإسلامي والأحجار التي تظهر قدم الجامع وهما النداف، والحافة.
توثيق الجرائم بحق التراث
ودعت إلى ضرورة الوقوف جنباً إلى جنب لمناهضة ومقاومة العدوان وتوثيق جرائمهم في حق التراث المادي واللامادي في اليمن، ويداً بيد لفضح جرائم بني سعود في اليمن.