الشباب صفاً واحداً يتكسر عليه عدوان عام
استطلاع/ أيمن الظاهري
رغم اقتراب مرور عام من العدوان الغاشم على بلادنا متعدياً بشكل سافر على الوطن أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحضارة إلا أنه عجز عن تحقيق الأهداف التي لطالما يعلنها وفشل فشلاً ذريعاً على كافة الأصعدة إعلامياً وعسكرياً وحتى أخلاقياً، ممارساً أبشع جرائم القتل بحق اليمنيين ومتعمداً تدمير البنية التحتية كاملة في القرى والمدن والمعالم الحضرية حتى أن المنشآت الشبابية والرياضية لم تسلم من حقده الدفين إضافة إلى سعيه إلى إثارة الفتن والنعرات الطائفية والمناطقية.
وعلى الرغم أيضاً من قدرة وحجم ترسانة تحالف العدوان الجوية والبحرية والبرية وفي ظل التواطؤ الدولي والحصار الخانق على الشعب اليمني مقابل مليارات الدولارات التي صرفت لشراء مواقف القوى الإقليمية والدولية والذي أظهر الوجه الحقيقي لتحالف الشر وحقده الدفين الهادف بشكل أساسي دفع الشعب اليمني للاستسلام إلا أن كل ذلك انكسر وتهاوى أمام صمود أبناء اليمن وبسالة الجيش واللجان الشعبية، ليتأكد العالم أجمع أن اليمن الرقم الأصعب والذي لا يذل ولا يستهان به بل يزداد صموداً وثباتاً وإصراراً من أجل نيل حريته والدفاع عن عرضه مهما ازدادت بشاعة وجرائم العدوان.
ولا يخفى على أحد بأن اليمنيين بشكل عام والشباب بشكل خاص أسهموا إسهاماً كبيراً في التصدي والصمود أمام هذا العدوان والحد من جرائمه خلال ما يقارب العام، ووقفوا صفاً واحداً في وجه هذا العدوان ليضربوا أروع الصور في الذود والدفاع عن وطنهم وعروضهم ليس فقط في جبهات القتال بل وفي شتى المجالات التي لا يمكن حصرها.
وفي هذا العدد يواصل الثورة الرياضي سلسلة استطلاعات آراء الشباب حول همجية وبربرية العدوان فمع الحصيلة التالية:
فايز: اليمنيون رقم صعب لا يستهان به
في البداية تحدث الشاب فايز علي حاتم موظف حكومي، قائلاً: “برغم وحشية العدوان السعوأمريكي إسرائيلي، والحصار البري والبحري والجوي لما يقارب العام بشكل متواصل، إلا أن اليمنيين أثبتوا للعالم أنهم رقم صعب لا يمكن الاستهانة به، لأنه شعب صبور وحكيم ويكفيه أنه يمتلك في السماء نجماً وفي الكعبة ركناً ومن أعرق الحضارات على مر العصور، وأصل العروبة وأهل الإيمان والحكمة فاليمنين هم أرق القلوب وألين أفئدة وأولوا بأس شديد وأرضه مقبرة للغزاة، ولذلك يأبى التاريخ إلا أن يتوجنا بالمجد لتحمل راياته سواعدنا وتعانق شموخ هاماتنا، فمهما تطاول أشباه الرجال في عدوانهم فإنهم لن يغيروا من واقع هزيمتهم شيئاً، فقد قطعنا العهد والوعد أن نطهر صفحات التاريخ من رجسهم ودنسهم، فكيان صمودنا ثابت البنيان بل أصبح صمودنا أسطورة أذهلت وفاجأت العدو والمتحالف وسيصبح هذا الصمود منهجاً سيدرس لكل الشعوب التواقة لحريتها ونيل استقلاليتها، هكذا نحن معشر اليمنيين على مر الزمان يوكل لنا التاريخ مهمة تجديد صفحاته ليتعضا من تجاهل حقائقه واستهجن أحداثه”.
وأضاف: “من وجهة نظري أن أكبر ما استفاده أحرار اليمن بشكل عام هو سقوط الأقنعة عن تلك الوجوه، وإنكشاف ما أخفته عنا الأيام عن جارة السوء في المقام الأول مملكة آل سلول وتحالفهم وبتنا على قناعة لا تدع مجالاً للشك أن كل مشاكلنا كيمنيين كانت تحاك وتدبر بين أروقة قصور الإدمان والعمالة في خليج المؤامرات، أما ما أستفدناه كشباب فهو زيف تلك الأحزاب الجوفاء المرتهنة في قراراتها للخارج ومع أول ضربات العدو وحين تخلف الكثير عن أداء واجبهم الوطني في الدفاع عن بلدهم وجدناهم المباركين والمهللين للعدوان أخذوا كل حقوقهم من الوطن ونسوا بل وتجاهلوا أن لهذا الوطن عليهم حق فكانوا أول خناجر الغدر وهاهم اليوم يعضون أناملهم من الندامة ولن يفيدهم ذلك فأصبحنا على يقين أن اليمن حزبنا والذود عنه دستورنا مهما بلغت التضحيات، فللحرية ثمن غال وأن الانتماء للوطن أعمق وأوثق من الولاء للحزب والطائفة، فقد جربنا التحزب وذقنا سوءاته، فالكفاح ليس طريقا يسلك بل سلما يصعد والاعتماد على النفس فضيلة، والنهضة لا تأتي من الإخلاص لصاحب القوة والنفوذ، ولكنها تنبع من الإيمان بالذات ومن الثقة بالقدرات، فقضيتنا نحن من نحدد مسارها وسبل نيلها ولن نجعلها جسرا للعبور للمآرب التي أخفاها الغادرون والعملاء ليحققوا أهدافهم”.
وحول ما تحقق من أهداف العدوان قال: “إن هدف العدوان الرئيسي والجوهري هو تدمير اليمن وجعله مثل الدول التي يتناحر أبناؤها والأمثلة على ذلك كثيرة، فاستشعر اليمنيون مدى خطورة مشروعهم وسرعان ما جعل الرجال هذا الهدف هشيماً تذروه الرياح على أجسادهم المنتحرة المصلوبة على أسوار جيزان ونجران وعسير، فعادوا يجرون الخيبة والانكسار باحثين عن طوق نجاة ينقذهم من طوفان أصل العروبة، ومن جهة أخرى حقق العدوان هدف القتل ولم يتغير شيء فهو قاتل منذ زمن فقد كان وراء كل صراع شهده اليمن ولكنه متخف ويدير الصراع من خلال تمويل عملائه بالداخل لافتعال الأزمات والصدامات كي يبقى اليمن مضطرباً وفي حالة تصادم مستمر لأن في استقرار اليمن بداية انهيار إمبراطورية نفط الخيانة وللأسف هذه قناعتهم الحقيقية، بالإضافة إلى تدمير العدوان للبنية التحتية وساقته أحقاده لتدمير كل ما هو يمني راجيا بفعله أن يرى سواعدنا ترفع راية الاستسلام ولكنه انصدم من ثبات مبادئ حب الوطن في قلوب اليمنيين وجهل ماذا تعني لنا اليمن”.
ووجه رسالة في ختام حديثه لشباب اليمن وشعب اليمن بشكل عام قائلاً: “لنجعل من ألم العدوان أملاً نصنع من خلاله مستقبل اليمن المشرق وأمام أعيننا مشروع نهضة اليمن وعزته وكرامته وان تكون أول مهامنا أن يصبح اليمن قويا قادرا على القضاء على كل محاولات احتلاله وذلك بتوحيد الصف ونبذ الفرقة والعنصرية والمناطقية وأن نجعل اليمن حزبنا الأول والأخير، فواجبنا التاريخي يحتم علينا أن نواصل مسيرة أجدادنا وآبائنا في الذود عن الوطن وان نكون الصخرة التي تتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء ونكمل مشوار شهدائنا الأبرار بأن نسلك نفس الدرب الذي سلكوه في سبيل عزة ورفعة وكرامة اليمن، ورسالتي للشعب اليمني بعد اقتراب مرور عام من عمر العدوان عرفنا فيها حقائق كانت غائبة عنا فسقط قناع الجوار ليظهر وجه يحمل الحقد والغطرسة لطالما تصورناه سنداً وعوناً، سقط قناع الأخوة في الدم فظهرت وجوه الارتزاق والعمالة والخيانة على الكثير، وسقط قناع الفخر بالأصل الواحد فظهرت وجوه طامعة بشعة، وسقط قناع الصداقة فظهرت وجوه الابتزاز، دعونا نعيد حسابنا فيما يتعلق بعلاقاتنا مع الآخر وندعمها بهذه التجارب التي مررنا بها، دعونا نراجع حساباتنا مع جار تنازلنا عن الكثير له وما زاده ذلك إلا جشعاً وطمعاً، وعن عرب آثرناهم على أنفسنا فازدادوا تكبراً وتجبراً، وعن أصدقاء باسم الإسلام تاجروا بمواقفهم معنا ليساوموا على مشروعهم المقدس وعندما حققوه تخلوا عنا سراعا، لذا فليكن اليمن ومصلحته ومكانته ومقامه فوق كل اعتبار.
السودي: الشعب اليمني عاد ليمنيته
أما الشاب عدنان السودي موظف حكومي فقد قال: ” عاد الشعب اليمني ليمنيته بكل ما للكلمة من معنى وازداد اصطفافاً وتلاحماً، فهذا العدوان كان له ردة فعل عكسية من اليمن الحر والذي كان بمثابة تحد أمامه كي يقرر مصيره وأن يتخذ القرار الصعب بأن يكون أو لا يكون، فأسهم العدوان بإرجاع اليمني ليمنيته بتكاتفهم وصمودهم، وكان لهذا ترجمة على أرض الواقع فارتقى بصموده إلى البأس الشديد الذي ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم (أولو قوة وأولو بأس شديد)، وكما ذكر “سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن اليمنيين أرق قلوباً وألين أفئدة، والإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأضاف: ” لم يخف الشعب اليمني أو يتململ بل طالب بسرعة الاقتصاص من العدو الأزلي الذي دائماً ما يشعر بنقص أمام حضارة وكرامة وحرية اليمني، ولهذا فإن صمود الأحرار اليمنيين وتكاتفهم لن ينهزم ولن يركع بفضل الله سبحانه وتعالى.
وقال: “استفاد الشعب اليمني بشكل عام والشباب بشكل خاص العديد من التجارب خلال عام من العدوان منها الاعتماد على النفس وعدم الركون إلى أحد لقضاء حاجاتهم وعدم الارتهان لأي عامل خارجي والاقتصاد في كل شيء وعدم الإسراف والتعاون فيما بينهم البين والعمل التطوعي وترك الحزبية والتوحد ضد العدوان الخارجي ومرتزقته في الداخل وتناسى كل خلافاته”.
وحول ما حققه العدوان قال: “لم يحقق أي شيء من أهدافه سوى سفك الدماء البريئة من المدنيين وتدمير البنية التحتية للدولة اليمنية وكان هذا سبباً كبيراً في تعرية كل أعداء الوطن ودول العدوان ومرتزقتهم وساهم ذلك في رحيل مرتزقتهم إلى دول العدوان، كما ساهم في تعرية المنظمات الأممية وعلى رأسها مجلس الأمن وكل الحقوقيين والمدعين للحقوقية وزيفها وكشف زيف كل قوانين حقوق الإنسان مع كل من رعاها، ليجعل اليمن تتصدى للغزاة برجالها ونسائها وحجرها ورملها وبحرها وجوها، وأعادت المسار اليمني التحرري من الاستعمار وأوراقه الزائفة كي يمضي في تنفيذ ما تبقى من أهداف ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين لبناء مؤسسات الدولة الإدارية والتنفيذية واستكمال حرية القرار المستقل والذي يخدم المواطن والوطن لا تحقيق ما يريده العدو ومن معه من أمريكا والكيان الصهيوني وكل دول الاستكبار العالمي وعملائهم من بني سعود وأنظمة الخليج العميلة ومرتزقتهم”.
واختتم الشاب السودي حديثه بتوجيه رسالة للجميع بقوله: “على كل يمني حر أن يساهم في جبهات البطولة والنضال وأن يكون الحس الوطني كبير وأن نتوحد كي يسهل علينا هزيمة الغزاة وأن لا نسمح لهم بالتمادي على البلاد وأن نجدد تاريخ أجدادنا الحافل في قتال الغزاة لأن اليمن مقبرة الغزاة والتاريخ يذكر من يحاول غزو اليمن وأننا من هزمنا أقوى الغزاة والمستعمرين وأن اليمن من كسر وأذل كل من اعتدى على أرضه، وأن نزيد من توحدنا وتكاتفنا وصمودنا والتعاون فيما بيننا ونسأل الله النصر للشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية، وعلينا أن نتوحد تحت لواء الصمود والثبات والمناهضة للغزو والغزاة وكل الأحزاب المتخندقة في داخل الوطن وأن لا نركن أو نتراخى عن حماية الوطن العزيز والتاريخ المجيد لليمني الحر كي نحرر أراضينا المحتلة في السابق والحاضر والمجد والعزة لكل صامد في مواجهة الغزاة”.
ماجد: عدوان همجي
الشاب ماجد محمد أعمال حرة، أوضح أن العدوان البربري السعودي وتحالفه الظالم اقترب من إنهاء عام كامل دون تحقيق أي نتائج باستثناء انتصارات أبواقه من إعلام الزيف والدجل، وما سوى ذلك لم يحقق شيئاً سوى تدمير كامل للبنية التحتية بكافة المجالات وبشتى أنواعها، مزهقاً فيها أرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.
وأشار إلى أن الشعب اليمني لم يعد بحاجة لأن يصدقه العالم ويثبت له صموده، فالواقع يحكي صمود أبناء اليمن فمن يعيش الواقع ليس كمن يسمع عنه، فهاهو الشعب اليمني يعيش حياته رغم الحصار الهمجي والعدوان المتواصل، فهو شعب كريم يأبى المهانة والذل.
واختتم حديثه بالتطرق إلى أن اليمنيين لم يعد لديهم ما يخسرونه، ومستعدون لتقديم دمائهم فداء للوطن ولنيل الحرية وكسر التبعية لآل سلول وحلفائهم ومرتزقتهم في الداخل والخارج والنصر حليف اليمنيين الأحرار إن شاء الله تعالى.
اليمني: انتصارات العدوان وهمية
ولم يختلف رأي علي اليمني موظف حكومي عن رأي ماجد بأن العدوان حقق انتصارات وهمية تسوق لها وسائل الإعلام المزيف من قناتي الجزيرة والعربية وأعوانها من أبواق الفتنة، أما من يظن غير ذلك فهو واهم بأنه سينتصر، لأن النصر حليف المظلومين أما من ليس لديهم أي مبدأ وينادون بتحرير الوطن وهم يعيشيون في رفاهية فنادق الرياض وغيرها من الدول العربية فهم عبدة للأموال التي لن تشتري لهم وطناً.
وأكد بأن عملاء الداخل أخطر من طائرات العدوان وهو الأمر الذي يجب على الجميع أن ينتبه له، أما قصف الطيران فلم يزد أبناء اليمن سوى صموداً وعزة.