اليمن .. ثمانية عقود تحت الهيمنة السعودية

 اسكندر المريسي

لم يعد بوسعنا نحن اليمنيين المظلومين والمستضعفين في آنً واحد من المنعوتين في مملكة نجد والحجاز إلاّ أن نشهد الله على اليهود آل سعود الذين كانوا وما زالوا سبباً لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية من تدني وتدهور وما يعانيه الوضع العام لعامة اليمنيين الذين قسّمتهم المملكة إلى فريقين عملاء في الداخل والخارج يعملون معها وعمالة يجري اضطهادها داخل المملكة وعمال في فنادقها تنفق عليهم ملايين الريالات من اجل أن يتجرع الشعب اليمني العذابات اليومية جراء حالة الفقر العمومي الذي انتجت ه السياسة السعودية في اليمن منذ عام ١٩٣٤م وحتى اللحظة الراهنة .
حيث اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن مسمى حكومة الوفاق الوطني وكذلك المبادرة الخليجية ثم قرارات الهيكلة الخاصة بالجيش اليمني وكذلك عقد مؤتمر الحوار اتضح بأنها كانت أعمالا تمهيدية لتهيئة اليمن داخلياً وخارجياً للعدوان الذي نفذته المملكة ضد بلادنا ، حيث أن السياسة السعودية هي من اوجد أسباباً داخلية لذلك العدوان وهي من هيأ الأوضاع في الداخل والسياسة اليمنية الداخلية تحديداً لتكون قابلة في الأسباب التي أوجدتها المملكة وصنعتها لكي تنفذ بموجب ذلك عدوانها الذي حصل .
وما يؤكد حقيقة ذلك جملة من الوقائع والحيثيات فعندما انفجر الوضع في عمران كانت المملكة بالخفاء تغذي التناقضات الداخلية في اليمن كعادتها وتزرع الفرقة بين اليمنيين مع بعضهم البعض فهي تدعم أطرافاً محلية ضد أخرى وقد سبق لها وأ ن وقفت مع الملكيين ضد الجمهوريين والعكس صحيح ووقفت مع المؤتمر ضد الاشتراكي والعكس صحيح أيضاً ، تغذي التناقضات لجهة المشائخ والاعيان وتستميلهم بالريال السعودي كما اتضح الآن من خلال انضمام القوميين والاشتراكيين والليبراليين والإسلاميين وقد سبق لها وأن وقعت مع الأطراف القائمة حالياً في السلطة اتفاقيات أمنية لكي تغذي الأسباب وتستدرج الجميع إلى عدوانها الذي حصل عندما فرقت اليمنيين مع بعضهم البعض .
فعشية المواجهات في عمران كتبت صحيفة عكاظ بأن ما يحدث شأن داخلي ولا علاقة لنا به حتى إذا حصل ذلك في صنعاء فهذا أمر يخص اليمنيين ولا يخص المملكة ولكن الرياض تنصح في التهدئة فيما كان العكس صحيح تغذي التناقضات الداخلية كما أشرنا لكي توسع الأسباب داخلياً لعدوانها الذي حصل ثم رفعت يافطة ان ما حصل كان عدواناً على المبادرة الخليجية بحسب صحيفة عكاظ التي بأن ذلك شأن داخلي ثم طورت الأسباب التي أوجدتها لكي تقنع العالم بأن ما حصل انقلاب على الشرعية والشرعية بنظرها المبادرة الخليجية التي اقالت رئيس وجاءت بآخر .
ومعنى تلك الشرعية أن تكون اليمن تحت سيطرة المملكة ما لم فأنها أجازت العدوان غير المبرر وغير المشروع كون الرياض من خلق أسباب العدوان ومن نفذ ذلك العدوان من خلال اليمنيين أنفسهم الذين يعملون معها سواءً كانوا في اليمين أو اليسار في الأحزاب أو التنظيمات السياسية وليس ذلك فحسب بل حشدت العالم بعدما عملت على سياسة الفرقة بين اليمنيين وزرع الأحقاد والضغائن وتكريس الصراع بدلاً من الوفاق .
فهي كانت تسخر من اليمنيين عندما جرى تشكيل حكومة الوفاق في الرياض على أساس السخرية والاستهزاء من اليمن في مسمى حكومة الوفاق لأنها تدرك بأن ذلك الوفاق سيتحول إلى صراع داخلي وعدوان خارجي فهي غريم اليمن في الصراعات الداخلية والتي تقود الآن العدوان الخارجي ثم تحض العالم على أن يشاركها تحت دواعي ومبررات واهية لأنها قدمت للعالم الأدلة التي صنعتها من خلال الأسباب ثم أخذت مشروعية العدوان فهي كالحية تلدغ وترقي وتبث سمومها بين فرقاء العملية السياسية الذي تحقق أهدافها من خلالهم بالتساوي أو المماثلة وفقاً لقانون المنعكس الشرطي بناء على هبة حامية وهبة باردة جهة سياسة الخطوة خطوة كل بحسب امكانياته لتحقيق أهدافها من خلال الأطراف والمكونات القائمة بما في ذلك التي تعاديها أو الذين يتفقون معها عن جهل غير مدركين أنها تبحث عن أسباب استدراجه لأن هدفها وطن اسمه اليمن .
فهي تريد إظهار اليمن بأنه عدو لأنها قد تدفع أموالاً لتنفيذ مناورات في حدودها لكي تبرر عدوانها على بلاد اليمن بالنظر للأساليب الملتوية والمكر والخداع والتضليل التي تنتهجه الرياض لأنها تل أبيب الأول مكرر و منذ عام ١٩٣٤م وعدوان المملكة متواصل ضد اليمن حتى يومنا هذا، حيث ثبت مشاركتها الفعلية في قتل ابراهيم الحمدي وكانت ضالعة في أحداث ١٣ يناير عندما كان لها علاقة ببعض الأطراف السياسية في الشطر الجنوبي سابقاً كما ثبت أنها وراء الأزمة السياسية وانفجار حرب صيف ٩٤ م لأنها كانت تعارض قيام الوحدة اليمنية كذلك وقوفها في حصار السبعين ثم احتلالها للأراضي اليمنية بالإضافة إلى تورطها في جرائم سابقة لا تعد ولا تحصى وكذلك تدخلها في الشأن الداخلي والمطالب التي تسعى إلى تنفيذها من خلال السيطرة على ثلاث محافظات جنوبية ثم التحكم بالمنفذ البحري لجهة البحر العربي .
معنى ذلك إن المملكة تشن حروباً على اليمن كما اشرنا منذ عام ١٩٣٤م ولا يوجد لديها شغل في المنطقة إلا مؤاذاة بلاد اليمن فهي بذلك تعتدي على قول الحق فيما يخص مكة هدىً للعالمين حولتها أسرة آل سعود وكراً للظالمين عندما تعتدي باسم الإسلام والمسلمين على شعب بأكمله ووطن أسمه اليمن .

قد يعجبك ايضا