أحضرته لحمايتها .. فالتهمها
الاسرة/ عادل بشر
يلعب الالتزام الديني والأخلاقي وكذلك التربية دوراً كبيراً في نجاة الأبناء من الوقوع في وحل الانحراف فيما يسهل على الشيطان اصطيادهم حينما يكونوا بعيدين عن الدين الإسلامي وتعاليمه .
بين أيدينا جريمة بشعة ارتكبها احد الشباب بحق احدى الفتيات تحت تأثير الرغبة الجنسية ، فإلى تفاصيل الجريمة:
«جميلة» فتاة ناجحة في حياتها، درست وتعلمت حتى وصلت الى ما كانت تطمح اليه وأصبحت طبيبة ذات كفاءة عالية وحصلت على وظيفة في احد المستشفيات وكسبت حب واحترام الجميع بينهم مدير المستشفى حيث كانت تربطها به وبأفراد أسرته علاقة صداقة قوية وكأنها واحدة من أفراد الأسرة فكانت الطبيبة تزورهم إلى المنزل وتبقى معهم لساعات، خصوصاً وأنها كانت تسكن لوحدها في شقة استأجرتها بأحد أحياء المدينة كون أسرتها مغتربين خارج الوطن.
وفي أحد الأيام تغيبت الطبيبة « جميلة» عن العمل في المستشفى بصورة مفاجئة على غير عادتها وتلفونها كان مقفلا فأثار هذا قلق مدير المستشفى الذي انتظر إلى اليوم التالي علّها تأتي ولكن «جميلة» تغيبت ليومين آخرين وهو ما دفع بمدير المستشفى إلى إبلاغ الشرطة والذهاب برفقتهم إلى الشقة التي تسكنها ووجدوا الباب مقفل بشكل طبيعي غير ان كلام حارس العمارة بأنها لم تخرج من منزلها منذ 3 أيام دفعهم إلى كسر باب الشقة لتكون المفاجأة الذي لم يتوقعها أحد.
كانت الطبيبة ملقاة إلى الأرض جثة هامدة تحيط بها بركة دماء قد جفت وسكيناً ملقاة بجوار الجثة وبدا ان الجاني شخص مقرب للمجني عليها أو تربطهما علاقة جيدة تسمح لها بادخاله الى شقتها ثم يرتكب الجريمة ويخرج مغلقاً باب الشقة وكان شيئاً لم يكن.
اثناء التفتيش في محتويات الشقة وجد رجال الامن انها قد تعرضت للسرقة وخصوصاً المجوهرات والمدخرات المالية واتضح ذلك جلياً في الأشياء المبعثرة في غرفة نوم المجني عليها، لتبداً رحلة الشرطة في البحث عن مرتكب كل هذه الفوضى.
دشن رجال الامن مهمتهم في البحث عن المجرم بالتحقيق مع من تربطهم علاقة بالطبيبة المجني عليها بعضهم يعملون في ذات المستشفى الذي كانت تعمل فيه واثناء البحث والتحري توصل رجال الأمن إلى معلومة هامة وهي ان المجني عليها كانت تربطها علاقة قوية مع أسرة مدير عام المستشفى الذي تعمل فيه فتم الانتقال الى منزل اسرة مدير المستشفى واخذ أقوال أفراد الأسرة فردا فردا عدا شخص واحد من أبناء مدير المستشفى الذي لم يكن موجوداً حينها في المنزل وعلموا من اسرته انه خرج قبل يومين ولم يعد حتى ذلك الوقت دون ان يبلغهم عن المكان الذي ذهب اليه، ومن هنا بدأت خيوط القضية تنحل نسبياً، حيث تم التركيز من قبل الشرطة على البحث والتحري حول هذا الشاب ومعرفة سلوكه وأصدقائه والأماكن التي يتردد عليها وكل شيء يتعلق به، فقاموا بالتعميم بأوصاف الشاب المشتبه به على جميع مراكز الشرطة وفي اليوم الثالث تلقى مركز شرطة إحدى المدن المجاورة بلاغا عن طبيب يملك عيادة خاصة اخبرهم ان احد الشباب جاء الى العيادة وعليه علامات الارتباك واستفسر الطبيب حول جثة الانسان كم ساعة تبقى حتى تتعفن وتفوح رائحتها الامر الذي اثار شكوك الطبيب حوله وقام الاتصال بالشرطة وفعلا تم القبض عليه.
حين أحضرت الشرطة هذا الشاب وجدت انه من يبحثون عنه للاشتباه بجريمة قتل الطبيبة جميلة وبدأوا جلسات التحقيق معه ومواجهته بالأدلة والبراهين حتى انهار تماماً واعترف بارتكاب جريمة القتل سارداً سيناريو الجريمة منذ بدايتها، حيث قال ان المجني عليها بعد ان عرّفها عليهم والده واشتد رباط الصداقة مع اسرته كانت تزورهم باستمرار في المنزل وتمضي معهم ساعات طويلة وهي مرتدية ملابسها العادية وكأنها في منزلها وكونها كانت جميلة وتتمتع بأنوثة صارخة فقد جذبت الشاب نحوها واثارت غريزته الجنسية فظل يحلم بمفاتنها يومياً فحاول التقرب منها كثيرا دون ان يردعه احد بما في ذلك والده وحتى المجني عليها نفسها كانت تزجره باستحياء.
بعد ذلك قام الشاب بمعاكسة المرأة عبر التلفون من رقم آخر وبصوت مصطنع حتى لا تعرفه ولكنها نهرته وهددت بإبلاغ الشرطة عن هذا الرقم، وبخلاف ذلك وبشكل ساذج قامت المجني عليها باخبار الشاب نفسه بأن هناك من يقوم بمعاكستها كل ليلة وان هذا الامر بدأ يخيفها دون ان تعرف بأن الشاب الذي تبوح له بهمها وتطلب مساعدته هو نفسه من يقوم بازعاجها ومضايقتها.
استغل الشاب هذه السذاجة من الطبيبة وابدى استعداده لمساعدتها وحمايتها من أي تهديد أو اعتداء قد يطالها واخبرها انه سيبقى طوال الليل بالقرب من منزلها وعليها الاتصال به في حال احتاجت لمساعدته.
مساء ذات اليوم وصلت الفتاة رسالة sms من تلفون آخر كونها لم تعد ترد على التلفون الذي اعتاد معاكستها وحوت الرسالة على تهديد باقتحام شقتها والنيل من شرفها بالقوة وهو ما دفع الطبيبة الى الاتصال مباشرة بالشاب نجل مدير المستشفى وبدون شعور طلبت منه القدوم الى شقتها لحمايتها وبهذا تكون خطة الشاب قد نجحت تماماً فلم تمض سوى لحظات حتى كان واقفا امام باب المنزل وقامت الطبيبة بإدخاله وقد شعرت بنوع من الطمأنينة كونه حضر لحمايتها وهي لا تعرف انها احضرت الذئب الى حظيرتها، ولم يستطع الشاب الانتظار كثيراً حتى يحين الوقت المناسب للانقضاض عليها، فكشف عن نواياه الخبيثة حين اقترب من الطبيبة محاولا ضمها الى صدره ولكنها دفعته بعيداً ليعيد الكرة من جديد وهدد بقتلها في حال رفضت تسليم جسدها له كي يفعل به ما يشاء غير ان الطبيبة فرت الى المطبخ واخذت سكيناً لتدافع به عن حالها وهو ما لم يكن مجدياً مع الوحش الواقف امامها والذي اندفع مسرعاً نحوها فأخذ السكين من يدها وتعارك معها محاولا النيل من شرفها واثناء ذلك انغرست السكين في عنق الطبيبة وتسببت بوفاتها بعد وقت وجيز وهو مالم يكن يتوقعه الشاب الذي صُعق وهو يشاهدها جثة هامدة والدماء تحيط بها من كل اتجاه فقرر الفرار خارج المدينة والاختفاء تماماً ولكنه يحتاج الى المال، فقام بأخذ مجوهرات ومدخرات المجني عليها والخروج من شقتها متسللاً دون ان يشعر به حارس العمارة، وبعد أيام قليلة وجد نفسه بين يدي رجال الشرطة الذين اقتادوه الى السجن بتهمة القتل العمد.
Prev Post
Next Post