الإمام الأعظم زيد بن علي.. إمام جهاد وقائد ثورة

 

هو الإمام الأعظم والطود الشامخ الأشم الشهيد أبو الحسين زيد بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام. أحد عظماء الإسلام وأئمة العلم والعمل والجهاد والتضحية والفداء . . وأمه أم ولد .
ولد سنة 75 هجرية على أصح الأقوال في المدينة المنورة وبها نشأ وترعرع في أحضان العلم والفضيلة وأخذ عن أبيه زين العابدين السجاد وأخيه محمد الباقر , وجابر بن عبدالله الأنصاري , ثم تتلمذ للقرآن وأصبح بدرا لائحا في سماء المعرفة واثقف علماء عصره على تقديمه وتفضيله على سائر أقرانه , أقام في المدينة الشطر الأول من عمره الشريف ثم تنقل بين الحجاز والشام والعراق يلتقي العلماء ويحثهم على الجهاد ومنابذة الظالمين .
كان الإمام زيد بن علي عليه السلام المجاهد في سبيل الله الداعي إلى الله , الناصح لدين الله شامة أهل زمانه وجوهرة أقرانه وإمام أهل بيت النبوة في وقته . فتح الله عليه بالعلم .سئل الإمام جعفر الصادق عن عمه الإمام زيد وقال: كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله وأوصلنا للرحم , والله ما ترك فينا لدنيا ولا للآخرة مثله . وقال الشعبي: ما ولدت النساء أفضل من زيد بن علي ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد.
وسئل الباقر عن أخيه زيد فقال: إن زيدا أُعطي من العلم بسطة فصح بإقراره عليه السلام واعترافه أن زيدا كان أعلم منه وأفضل . فما ظنك برجل فاق الباقر فضلا وعلما واعترف بفضله وصحة إمامته.
وقال أبو حنيفة رحمه الله: ما رأيت مثل زيد ولا أفقه منه ولا أعلم منه .
ومما اختص به الإمام زيد عليه السلام الفصاحة والبيان بعلم القرآن ووجوه القراءات , وله قراءة مفردة مروية , ساق نشوان بن سعيد بقية أخباره وجمع قراءته الشيخ إمام النحاة أبو حيان في كتاب أسماه ( النير الجلي في قراءة زيد بن علي ) وروى صاحب الكشاف كثيرا منها .كان يصوم يوما ويفطر يوما , وكان يحيي الليل كله كأبيه زين العابدين سلام الله عليهم أجمعين .
ما ورد فيه من الأحاديث والبشائر عن جده المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم منها .
ذكر الحافظ السيوطي في الجامع الكبير في مسند حذيفة بن اليمان من قسمي الأفعال ما لفظه عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نظر يوما إلى زيد بن حارثة وبكى وقال : المظلوم من أهل بيتي سميَ هذا والمقتول في الله والمصلوب من أمتي سميَ هذا , وأشار إلى زيد بن حارثة ثم قال : ادن مني يا زيد زادك الله حبا عندي فإنك سمي الحبيب من ولدي زيد . أخرجه بن عساكر .
قال عيسى بن يونس: جاءت الرافضة زيدا فقالوا: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى ننصرك , قال : بل أتولاهما , قالوا: إذا نرفضك فمن ثم قيل لهم الرافضة . وأما الزيدية فقالوا بقوله وحاربوا معه وسميت بالزيدية .ومن أتباعه أيضا سفيان الثوري.
من مؤلفاته :
ألف أكثر من 33 مؤلفا ورسالة منها على سبيل المثال لا الحصر .
مسند الإمام زيد بن علي . تفسير غريب القرآن . الاحتجاج في القلة والكثرة . الإيمان والمنع من تسمية الفاسق مسلما . تثبيت الإمامة (رسالة) الوصية (رسالة) تفسير سورة الفاتحة . انظر أعلام المؤلفين الزيدية ص 440-441 .
أخباره كثيرة ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف فهو إمام جهاد وقائد ثورة , ومؤسس مذهب ومجدد لدين الله ومحيي لما اندرس ولا تستوعب فضائله ومناقبه عجالة كهذه , وأخباره مبثوثة في شتى كتب التاريخ .
عقدت له البيعة سنة 121هجرية وخرج مجاهدا في سبيل الله وثائرا على الظلم ليلة 22 شهر محرم سنة 122هجرية , أصيب بسهم غادر في جبهته يوم 2 من صفر سنة 122هجرية رحمه الله وقيل في 25 محرم سنة 122هجرية فلحق بجده سيد الشهداء الحسين بن علي والركب الطاهر من أهل بيته رافعا راية الإسلام عالية خفاقة ملطخة بدمه ودماء الشهداء من أهل بيته ومناصريه .
حُز رأسه وصلب أربع سنوات ثم أحرق وذر رماده على نهر الفرات . روى عبدالله بن بكر العتكي عن جرير بن حازم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي وهو يقول: هكذا تفعلون بولدي؟

قد يعجبك ايضا