واشنطن متورطة في انتهاكات خطيرة
بقلم: ريك جلادستون
أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا الأحد يقدم مؤشرات جديدة على أن المملكة العربية السعودية ظلت تطلق قنابل عنقودية أمريكية الصنع، علماً أنها محظورة بموجب معاهدة دولية، في مناطق مدنية في اليمن، وقال التقرير إن استخدامها قد يمثل أيضا انتهاكاً لقوانين الولايات المتحدة.
وتضمن التقرير صورا عن اليمن وهي تظهر بقايا لأسلحة عنقودية أمريكية لم تنفجر لكن يمكن أن تكون مميتة، مما يشير إلى أنها لم تتماش مع معايير الموثوقية المطلوبة قانونا.
وإذا تأكد ذلك يمكن أن يضع التقرير المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة بشأن دعمها لحليفتها المملكة العربية السعودية في الصراع في اليمن. ولقد باع الأمريكيون أسلحة وقدموا تدريبا وخبرات لقوات التحالف التي تقودها السعودية والتي واجهت انتقادات واسعة بسبب ما تسميه منظمات حقوقية حملة القصف العشوائي على اليمن منذ ما يقرب من عام.
وقال ستيف غوس، مدير الأسلحة في هيومن رايتس ووتش، في تقرير له: “إن المملكة العربية السعودية وشركاءها في التحالف، هذا بالإضافة إلى الجهة الأمريكية التي تورد لهم [الأسلحة]، يتجاهلون بشكل صارخ المعايير العالمية التي تنص على أنه لا ينبغي أبدا استخدام الذخائر العنقودية تحت أي ظرف كان.”
وقد سبق وأن اتهمت هيومن رايتس ووتش وغيرها من المنظمات المملكة العربية السعودية باستخدام القنابل العنقودية في اليمن، بما في ذلك في هجوم 6 يناير في العاصمة اليمنية صنعاء، كما أنها انتقدت الولايات المتحدة بوصفها شريكا.
في خطاب بتاريخ 12 يناير إلى الرئيس أوباما، كتب ميغان بيرك، مدير تحالف الذخائر العنقودية وهي منظمة تعمل في نزع السلاح، يحث الرئيس أن: “يطلب من أعضاء التحالف الذي تقوده السعودية وقف استخدام الذخائر العنقودية،” وقال إن الولايات المتحدة “يجب أن تحقق في دورها هي في الضربات الأخيرة.”
وقال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مساء الأحد: “لقد رأينا تقرير هيومن رايتس ووتش، ونقوم حالياً بمراجعته. ومن الواضح أننا لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء تقارير تفيد وقوع أضرار للمدنيين وظللنا نحث قوات التحالف التي تقودها السعودية للتحقيق في تقارير عن أضرار مدنية.” ولم يعلق المسؤولون السعوديون لكنهم نفوا إعطاء أوامر باستخدام ذخائر عنقودية في اليمن.
إن الذخائر العنقودية تحتوي على ذخائر صغيرة، أو القنابل الصغيرة، تتفرق على نطاق واسع وتقتل دون تمييز. وقد لا ينفجر العديد من القنابل الصغيرة، مما يشكل تهديدا للمدنيين. وقد تم التوصل لمعاهدة عام 2008 تحظر هذه الأسلحة، لكن موردي الأسلحة الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، لم يوقعوا عليها.
وقد ركز أحدث تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش على ما وصفته بانتهاكات محتملة لذلك القانون، مستندةً في جانب منه على أدلة تفيد بأن نوعا واحدا من القنابل العنقودية الأمريكية يباع للسعوديين (ألا وهو أسلحة مزودة بصمامات تفجير استشعارية من نوع CBU-105) تم استخدامه في هجومين على الأقل وكان معدل الفشل فيها تتجاوز 1 بالمئة. وقد قال السيد غوس إن “الدليل يثير تساؤلات جدية حول الامتثال للسياسة الأمريكية الخاصة بالذخائر العنقودية ولقواعد تصديرها.”
(صحيفة نيويورك تايمز)