> رفض واسع لاستغلال الشباب في مسيرات تخدم العدوان
> ناشطون: استغلال الشباب وظروفهم لتحقيق مكاسب سياسية جريمة إنسانية وأخلاقية
> شباب تعز:
منذ الوهلة الأولى عرفنا مغزى الداعين للمسيرات..وهو استخدامنا كوقود في مواجهة الجيش واللجان الشعبية
إعداد/ إدارة التحقيقات
حينما تفقد بعض الأطراف السياسية حاسة الذوق الوطني وتعجز عن تحقيق أي مكاسب على الأرض فإنها تلجأ الى أساليب غير لائقة تميل أغلبها إلى العنف الدموي .. ومن تلك الأساليب التي لجأت إليها بعض الأطراف المتماهية مع مشاريع العدوان الدموية وتحديدا في تعز حين حاولت تنظيم مسيرات والزج بها في مواجهة الجيش الوطني واللجان الشعبية تحت مبررات فك الحصار..!
أبناء تعز الوطنيون فطنوا لما يحاك ضدهم من قبل حزب الإصلاح تحديدا..فقد خبروا أساليبه الماكرة ..خاصة في توقيت كهذا من المستحيل فيه تنظيم مسيرات مناوئة للمشروع الوطني التحرري ..كما خبروا أنها أساليب قذرة تريد الزج بهم في معركة مع الوطن..في الوقت الذي سيكونون فيه الضحايا الفعليين لأن المخطط كان الهدف منه الاعتداء على تلك المسيرات من قبل عصابات التطرف والإجرام التابعة للعدوان واتهام الجيش واللجان بذلك..بينما المجرمون الحقيقيون بعيدون عن الأعين..
غير أن وعي تعز وأبنائها أفشل تلك الأساليب الرخيصة والمكشوفة..التي تحاول العناصر التابعة للعدوان من العملاء والمرتزقة تحريكها بين الوقت والآخر..
فماذا قال أبناء تعز عن تلك الممارسات ..وكيف تعاملوا معها بوعي وطني مسؤول..؟نتابع:
المحامي والناشط الحقوقي مبارك الجرادي معلقا على محاولات إخراج مظاهرات في تعز تحت مبرر فك الحصار ” شيء لا يصدق ولا يمكن لعاقل أن يقوم به حيث الحرب على أشدها والموت يتواجد في كل مكان والقصف والغارات العدوانية وتأتي جهة سياسية أو دينية وتقوم بإخراج مظاهرات ضد الجيش فهذا – برأيي عمل غير إنساني ومخالف للأعراف والقوانين الدولية والمحلية وحتى الأعراف والمبادئ الدينية، إذ يعد هذا العمل من باب استغلال الشباب واستغلال الوضع العام مما يعرضهم للموت.
وأضاف :الغريب في الأمر أن المخططين لتلك المسيرات يعملون بجهد كبير لإبقاء الحرب وتوسيع دائرة الصراع الداخلي وهو الأمر الذي يصب في مصلحة العدوان، إذ يتمنى هذا الأخير إلا تتوقف الخلافات بين أبناء الشعب اليمني الواحد “.
خلط أوراق
الدكتور عبدالعظيم غالب يوافق الجرادي في طرحه ويضيف ” لا اعتقد أن الكثير من الناس سيخالف هذا الموقف فالأوضاع الحالية غير ملائمة للعب السياسي عبر المسيرات الشبابية فهم معرضون في كل الأحوال لمخاطر كثيرة وأخطرها تعرضهم للموت أو الإصابة التي قد تخلف معاقين مقعدين في المنازل فالدولة والأجهزة الأمنية غير قادرة على حماية تلك المسيرات وإيصال مطالبهم إلى من يهمه الأمر ويستطرد :هذا إن كان في الأمر ثمة مطالب معقولة وحقيقية لكن ما يؤسف حقا أن المطالب ذات نزعة عدائية وتحمل الطابع العدواني..
لكنه يجزم أن تلك المسيرات التي أعلن عنها في تعز تحمل بصمات الصراع السياسي من قبل بعض الأحزاب السياسية وهي تحاول أن تحقق بعض المكاسب على حساب الجيش واللجان الشعبية ولو كانت تلك المكاسب على حساب حياة الناس وصحتهم الجسدية أو العقلية والنفسية.
وبحزم عبرالدكتور غالب عن موقفه من تلك الأساليب بالقول: نحن ضد أي استغلال للشباب وحاجاتهم ودغدغة مشاعرهم في ظروف كهذه من اجل تحقيق أي مكاسب على أرض الواقع بالمقابل نحن مع كل الجهود المبذولة التي ترمي إلى وقف الحرب وإرساء دعائم السلام وعودة الحياة إلى طبيعتها وكلنا أمل أن يتحقق هذا المطلب لتتوقف معاناة الشعب المغلوب على أمره.
مناطقية مقيتة
محمد كمال ماجستير في علم الاجتماع يتحدث من جانبه عن المحركات الاجتماعية التي تسهل عملية تسيير مظاهرات مناوئة لأطراف سياسية أخرى فيقول ” بعد أن انهار جدار السلم في اليمن قبل حوالي عام من الآن ودخل الوطن في حرب مفتوحة من قبل عدوان خارجي جرت تحولات محورية في المجتمع اليمني، إذ استطاع دعاة الغلو والتطرف أن يغرسوا في نفوس بعض المواطنين لغة الحقد والكراهية سواء تحت عباءة المناطقية أو المذهبية وقد أدى ذلك إلى خلق جو مشحون بتلك المادة السامة والتي تستشري مع الوقت ويلتف حولها أناس جدد وهو ما سيجعل أمر استئصالها في غاية الصعوبة..
لافتا إلى أن من بين تلك التحولات التي أحدثها العدوان هو ان الكثير من الناس فقدوا بعض أقاربهم ما يعني تسهيل مهمة أقناعهم بالوقوف ضد أي طرف بحسب الظروف المتوفرة في كل بيئة وهو ما كاد يحدث بالفعل في تعز مؤخرا.. حيث جرت محاولة استغلال أوضاع الشباب للزج بهم في مسيرات دموية وغير أخلاقية.. لكنها محاولات فشلت بفضل وعي أبناء تعز.
وواصل حديثه :أيضا أدت الحرب إلى تدني الحالة المعيشية لدى الكثير من المواطنين لا سيما من يمرون بظروف خاصة كأن يكونوا مرضى أو معدمين أو فقدوا أعمالهم وهذا الأمر يسهل من عملية إغرائهم بالمشاركة في مسيرات الموت التي تنظم بالأصل لتحقيق مكاسب على الأرض.
شعارات براقة
عبدالجليل المحمودي معلم ينتقد من يفكر حتى بالمشاركة في مسيرات في مناطق صراع لا يوجد بها سوى رائحة الموت ويقول” كنت ممن شهدوا تحركات تنظيم مسيرة شبابية راجلة باتجاه مدينة تعز من مدينة التربة وقد ابديت رأيي للكثير وعملت بكل ما أوتيت من قوة لإقناع الناس بعدم المشاركة في مسيرات كهذه كون الغاية منها غير واضحة المعالم فهي وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.
مؤكدا أن الشعارات التي رفعتها المسيرة ما هي إلا خدعة لإغراء الناس.. والعاقل المتفهم للوضع يرى الصورة بوضوح فالحصار المفروض على مدينة تعز لا يمكن أن يفك بهذه الطريقة أو بطرق العنف الأخرى، إذ يكمن الحل الوحيد في الحوار الجاد بين الأطراف السياسية وهو ما يتمناه كل أبناء الشعب اليمني ويطالبون به كون استمرار الحرب يعني مزيدا من الضحايا..مزيدا من الدمار..مزيدا من الهرولة نحو الكارثة الكبرى حيث المجاعة والتشرد ومن خلال كل ذلك الموت المجاني والجماعي للسكان لا قدر الله.
خدمة أهداف العدوان
حبيب كهلان طالب جامعي وزميله شريف يقولان بصريح العبارة إن الغالبية العظمى من شريحة طلاب الجامعات يرفضون المشاركة في مسيرات جماهيرية تخدم أهداف العدوان وتعرض حياة الناس للخطر، كما أن استغلال أي جهة سياسية أو دينية لمشاعر وظروف المواطنين أمر غير أخلاقي ولا يقره شرع ولا عرف مهما كانت الظروف والمسببات التي تقف خلف ذلك، إذ أن هذا العمل لا يبرر ولا يلتمس له أي عذر لأن تعرض المواطنين للموت من أجل تحقيق أي مكاسب يعد أمراً دنيئا ولا يليق بنا كشعب واحد تجمعنا وحدة الدين والأرض واللغة والمشاعر والظروف أن نقف مع العدوان ضد بلدنا.
الإرهاب يتمدد
الشاب عبدالفتاح عبدالخبير خمسة وعشرون عاما من أبناء التربة رفض المشاركة في المسيرة التي كانت متوجهة إلى مدينة تعز مؤخرا وقال: إن الوقت غير مسموح به لإخراج مسيرات تحت أي أسباب فالجماعات الإرهابية منتشرة في كل مكان وبإمكان تلك الجماعات أن تستغل تلك المسيرات وترتكب مجازر بحق المتظاهرين دون رحمة..لخلط الأوراق.
موضحا أن المسيرات التي قد تنظمها أطراف معينة ستمر حتما بمناطق المواجهات وهي مناطق مشتعلة غالب الأوقات ليلا ونهارا وبالتالي فإن حياة الناس معرضة للخطر وهو ما حدث بالفعل في المسيرة الأخيرة، فقد هوجمت المسيرة وراح منها ضحايا بلا ذنب..ليفهم البعض الغرض من هذه المسيرات وإن كان فهما متأخرا.
لهذا لا يحبذ عبدالخبير هذه المسيرات التي يغلب عليها الطابع السياسي وخلط الأوراق وقال : أكره الأحزاب التي تستغل ظروف الناس لتحقق أهدافها مهما كانت تلك الأهداف فالحلول الأخرى موجودة و بعيدة عن سفك الدماء، ولعل الحل السلمي عبر الحوار الجاد هو الحل الأفضل لتأمين تعز واليمن بشكل عام من العدوان والمواجهات الداخلية.