وجهة نظر…نكبات رياضية

 

محمد النظاري

الناظر لوضعنا الرياضي اليوم، ليس أمامه إلا التحسر على ما وصل اليه الحال…فلا ملاعب موجودة، ولا لاعبون متواجدون، ولا أنشطة مقامة، ولا إعلام رياضي موجود..إذا نحن نعيش فراغا رياضيا، ولا يغير من الحال وجود ديكورات كالوزارة واللجنة الاولمبية والاتحادات والاندية..
إن ما يعيشه الوسط الرياضي لا يمكن تسميته إلا بالنكبة…فالانتكاسات تلاحق رياضتنا داخليا وخارجيا، ويجب علينا عدم الانخداع بالبريق الآتي من هنا أو هناك، فهي كالسراب يحسبه العطشان ماء، وما هو بماء.
قبل فبراير 2011م كان هناك استقرار، نعم نسبي، ولكن مقارنته بما هو حاصل اليوم، هو في ذلك الوقت استقرار كلي وكامل، مكن ذلك الاستقرار ديمومة النشاط الرياضي والشبابي في كل المحافظات.
بعد فبراير 2011م بدأ الوضع الأمني يسوء تدريجيا، وقد حول ذلك السوء الملاعب إلى قنابل موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة، وفعلا انفجرت في ملاعب بتعز وحضرموت وعدن..
بعد ان كان شباب الوطن الواحد يلتقون تحت مظلة واحدة، انعكس الوضع عليهم، فمنع الرياضيون من المحافظات الشمالية من اللعب في عدن، وامتنع آخرون من السفر إلى صنعاء، حتى توقف نشاط كرة القدم كليا بعد ذلك.
عام بعد عام والقطاع الرياضي يزداد ترديا حتى جاء العام 2014م، ليكون عاما فارقا بين حالة السوء التي كانت سائدة ببعض النشاط الرياضي ، حتى جاء 2015م، ليتم تدمير كل البنية التحتية بقصف مباشر من القوات المعادية لليمن.
قبل 2011م كنا نتفلسف على ما كان يوجد من منشآت رياضية، وكنا نسهر من طريقة تشييدها، ونتحدث عن الفساد الذي طالها اثناء التشييد، بل ان بعضها ظل 25 عاما يشيد حتى تم افتتاحه، ليجد نفسه خرابا بصاروخ واحد، دمر الـ25 كلها.
منتخباتنا وفرقنا كانت تتنقل بحرية من الوطن والى الوطن، حتى أصبحت اليوم حبيسة لا تقوى على الحركة، بعد ان صادقت الحيوانات والحيتان برا وبحرا، وهي تقطع المسافات للمشاركة.
استعضنا بأوطان بعد ان دمرنا وطننا بايدينا قبل ان يدمره التحالف، فها هي منتخباتنا واتحاداتنا تستقر حيث الفنادق الفخمة، فيما الرياضيون البسطاء يشاركون الشعب المسكين معاناة العدوان الخارجي والاحتراب الداخلي.
إن لعنة النكبة الرياضية تلاحقنا منذ فبراير 2011م، ولا اظنها تغادرنا بعد ان اضحا ملاعبنا مجرد اطلال يذرف عليها الرياضيون دموعهم، وما كنا نضحك عليه من منشآت سنتباكى عليه، لأن التعويض صعب جدا، بل مستحيل.
ما يجعل نكبتنا في الرياضة هينة، أننا نكبنا أيضا بوطن بعناه بشعارات رحلت معها كل سبل الامن والسلامة والاستقرار..

قد يعجبك ايضا