العدوان وجوقة الصراصير
أحمد يحيى الديلمي
عندما أصدر أحد الكتاب العالميين روايته بعنوان ( الصرصار ) احتار القراء وحتى النقاد في أمر الرواية والمغزى الذي أراد الكاتب الوصول إليه من تحول إنسان كامل الأهلية مالكاً لصفات الرجولة الذهنية والجسدية ، يتمتع بشخصية قوية . فجأة مُسخ وتحول إلى صرصار ونقل الكاتب مشاهد الحيرة التي انتابت أهله والمحيطين به ، وكيف أن الأهل يخفونه في طبق يغطى بأخر كلما وفد عليهم زائر يوارونه عن الأنظار ويحرصون على أن لا يراه أحد من البشر غير أفراد الأسرة القاطنين معه في نفس المنزل مع ما يبدونه من قرف واشمئزاز نتيجة وجوده بينهم .
صدرت الرواية في عقد الخمسينات من القرن الماضي على ما أعتقد الحيرة لم تدم طويلاً سرعان ما اهتدى النقاد إلى المغزى بإسقاط المضمون على أي شخص يقبل الالتحاق بوظيفة مخبر يتعقب عثرات الناس فيما أسقط البعض الآخر من النقاد المضمون على كل عميل يخون وطنه ويمكن الأعداء من اغتصاب الأرض وانتهاك كرامة البشر القاطنين فيه وهو التفسير الأقرب لأن العميل الذي يخون وطنه ويقبل السير في ركاب الأعداء يتآمر على كل فرد في الوطن ويعرضه للخطر مقابل الحصول على المال من أجل هذه الغاية المدنسة لا يتورع عن عمل أي شيء يطلب منه مهما تدنى شأنه وتعاظم ضرره على الوطن والشعب كما يحدث اليوم لدرجة أن التحالف الشيطاني من يدنس جنوده تربة الوطن ويستقدم المرتزقة شذاذ الأفاق من كل حدب وصوب يستخدم العملاء بسهولة لتبرير جرائمه البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية .
تجسد هذا المشهد عملياً في مقابلة وزير إعلام الفار هادي محمد قباطي مع أحدى القنوات اللبنانية بدى الرجل رخيص مبتذل قبيح وهو يبرر للعدوان جرائمه البشعة أسلوبه المتدني أثار حفيضة المذيعة وهي في قناة منحازة للعدوان إلا أن قباطي بما أظهره من انحطاط وأستماته في الدفاع عن جرائم العدوان مثل قوله إن الحوثي وصالح هم من يستهدفون المدنيين سواء بشكل مباشر كما يحدث في تعز أو من خلال تخزين الأسلحة في مواقع مدنية تضطر قوات التحالف إلى استهدافها بضربات جوية دقيقة لدرء الخطر ومنع المتمردين من استخدامها ضد المدنيين ، قاطعته المذيعة متسائلة بنزق . كيف نصدق هذا الكلام ونحن نشاهد صور الدمار والخراب يطال كل شيء وآلات الفناء المدمرة لا تبقي على شيء حي يدب على الأرض ؟
يرد قباطي بأسلوبه السمج .. سيدتي .. سيدتي المشاهد واضحة تبرز براعة خبراء الإعلام الإيرانيين في قلب الحقائق أوافقك أن هناك دمار وضحايا مدنيين إلا أن المسؤولية تقع على عاتق المتمردين من يصرون على عسكرة المنشآت المدنية واستخدام المدنيين دروعاً بشرية .
أكتفي بما أسلفت من كلام المهووس وزير غرفة النوم قباطي رفقاً بالقراء حتى لا يصابوا بالاكتئاب والغثيان . الرجل نموذج فاضح لمئات ممن انزلقوا إلى دهاليز الخيانة والعمالة ، للأسف فيهم مثقفون وقيادات حزبية طالما تلطوا خلف عناوين براقة ورفعوا شعارات فضفاضة سرعان ما انكشف أمرها وأثبتت الأيام إنها كانت مجرد يافطات خادعة تستروا بها ردحاً من الزمن فجاء العدوان الهمجي السافر ليفضحها ويخرج من قعر الصدور ما يكنه هؤلاء المرتزقة من حقد على الوطن وأبنائه
باعوا كل شيء بثمن بخس ومال مدنس حتى غدا وصمة عار تؤكد بما يدع مجالاً للشك أنهم بأعمالهم الدنيئة أكثر قبحاً من جوقة الصراصير وأن كل واحد فيهم أصبح لعنة وعاراً سيلحق بالشخص نفسه ويطال كل فرد من أسرته .
ما نحمده لهذه الحرب الظالمة أنها عرت الوجوه بشكل سافر ومقزز وفضحت حالات التبلد في الإحساس بالوطن وضعف الانتماء إلى الدين والتنكر المخيف للعروبة والقومية .
بالمقابل عرى نظام آل سعود من يوغلون في التوحش والإفراط في استخدام القوة خدمة لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل أخيراً وهو الأهم أظهر صلابة وصمود وقوة بأس الشعب اليمني بكل فئاته وأفراده وهو الصمود المعزز بالبطولات الأسطورية التي يصدرها رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية من يدحضون صلافة وهمجية الغارات الجوية ويتصدون لدناءة أفعال المرتزقة على الأرض والله من وراء القصد ومنه نستمد النصر .