ن …………والقلم آلو ..دنمارك !!!

عبد الرحمن بجاش
كان الليل قد بدأ يرسم معالمه في الكون القريب , ظلام , لا كهرباء , لا شعاع لثمة قمر , أجلس في الزاوية أتحرك بهدي ضوء شحيح يتجمع من كل الزوايا للديوان , بدأت الكآبة والقلق يرتسمان على ما أراه جدارا هناك , ذهبت بنظري إلى الخارج عبر النافذة , لقد تحول الليل إلى كابوس , اسمع الصوت الذي تعودت عليه إذناي يقترب , تنقبض نفسي !! , المح على شاشة تليفوني رسالة قصيرة من صديقتي الشاعرة العربية المقيمة في الدنمارك , تسأل : كيفك ؟ شبه ابتسامه ارتسمت على ملامح وجهي , رددت على الفور : لحظة قرف قصوى !!! , ردت ببراءة الثلج هناك : لا تستسلم , اخرج إلى السينما , المسرح , أمسية ثقافية , شعرية , اذهب إلى أي فرقة موسيقيه لتسمع , اخرج اجلس إلى أي ركن في مقهى على زاوية في شارع , اخرج تمشى ….أكملت أنا : على ضفاف البحيرة , أو على ضفة النهر …أردت أن اضحك , لكن اللحظة لم تكن مهيأه للضحك , بل للقهر الذي اجتاح نفسي , فرحت اسأل : سينما ؟ مسرح ؟ …شعرية ؟ !! , اختنقت أكثر , بل ذهب خيالي إلى شارع علي عبد المغني وأمام ما كان يُسمى (( سينما بلقيس )) , ماذا لو عرفوا هنا فرقة موسيقية تعزف الحان وألوان هل سيبقيها من يحرمون الموسيقى ؟؟؟؟!!! , كانت هواجسي تتداخل في اللحظة التي لمحت تساؤل مفجوع لصديق على الفيسبوك : (( الآن صوت انفجار قوي ….)) , ضحكت غصبا عني : موسيقى ومسرح !!! , في نفس اللحظة التي جاءت إليَّ ابنتي الجامعية وقد فزعت من نومها : تعال يمكن تضاربوا, وأشارت من النافذة إلى ضوء وأصوات قوارح صادرة من زاوية النافذة ترى وتُسمع بوضوح , كانت أصوات تتداخل لأعراس , وصدى قوارح تأتي من البعيد , في نفس اللحظة الذي تناهى إلى أسماعنا صوت رصاصة راجعة من حق الأعراس تضرب في الزنك القريب من بيت الجيران , الآن الأعراس تطورت وصار أصحابها يستخدمون الرصاص الحي – قبل يومين عاد راجع واخترق مؤخرة سيارة صاحب ابني الموجودة في حوش بيتنا , قلت للشاعرة صديقتي : لو تسمعي أصوات الفرق كلها !!! . يتداخل مع كابوس الليل أسئلة عن كهرباء قيل انها ستعود , والسؤال : كيف ؟ على حمار ؟ أو على رجليها !! , تتداخل الصورة في الذهن : بعثة نيبور القادمة من كوبنهاجن , الثلوج المحيطة ببيتها هناك , الموسيقى , الخوف , القلق , الفزع المرتسم على وجهي حفيدتي بعد صوت انفجار قوي !! , عدت أقول للشاعرة المجيدة : ماذا قلتي عن برنامجك غدا , قالت : سأذهب إلى صباحية شعرية , وألقي قصائد بالعربية والدنماركية , وأنت ؟ قلت : سأظل أنتظر ما تجود به السماء علينا , وأرض البشر ما ستجود به ….لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا